باسل النجار - القاهرة - الثلاثاء 5 ديسمبر 2023 11:59 صباحاً - تشير دراسة جديدة إلى أن مقبرة قديمة غامضة، حيرت علماء الآثار الفنلنديين لعقود من الزمن، يمكن أن تكون واحدة من أكبر مقابر العصر الحجري في شمال أوروبا. وقد تكون وراء الكشف عن علاقة حميمة جمعت بين البشر والموت.
ويقع الموقع على حافة الدائرة القطبية الشمالية في تاينيارو، وهو مكان يعاني من شتاء طويل وقاس، وتم اكتشافه لأول مرة في عام 1959 وتمت دراسته مرة أخرى في أواخر الثمانينيات، لكن نتائج تلك الحفريات لم تظهر للنور أبدًا، وفق موقع «ساينس أليرت»، الثلاثاء.
تم وصف آلاف القطع الأثرية، واكتشف علماء الآثار لاحقًا أن التربة الرملية ملطخة بالرماد وخطوط حمراء.
اختفاء البقايا البشرية
ولكن لم يتم العثور على بقايا بشرية في عشرات الحفر الضحلة في تاينيارو، مما ترك الباحثين يتساءلون عما جلب الناس للتجمع على الشواطئ المشجرة لمصب شبه القطبي تقريبًا.
الآن، يعزز تحليل جديد للموقع، بقيادة عالم الآثار آكي هاكونن من جامعة أولو في فنلندا، فكرة أن الموقع كان يستخدم كمقبرة، مع وجود ما يصل إلى 200 حفرة دفن محتملة حفرت منذ حوالي 6500 عام من قبل مجتمعات العصر الحجري المعروفة أيضًا بأسلوب حياتهم الصياد الرحل.
يكتب هاكونن وزملاؤه في ورقتهم: «على الرغم من عدم وجود مواد هيكلية عظمية في تاينيارو»، «يجب اعتبار تاينيارو، في رأينا، موقعًا للمقبرة».
العصر الحجري
ليصل إلى هذا الاستنتاج، قام الفريق بدراسة السجلات القديمة للموقع لإعادة تحديد الخنادق التي تم التنقيب عنها سابقًا، ثم حفر المزيد منها، وقارن شكل وحجم ومحتويات الحفر بمواقع دفن أخرى من العصر الحجري تقع في أماكن أخرى في فنلندا.
يمكن أن تتحلل العظام المدفونة في تربة المنطقة الحمضية في عدة آلاف من السنين، ومع ذلك تم حفظ آلاف القطع الأثرية الحجرية، وقطع الفخار، وبعض عظام الحيوانات المحترقة وإيجادها متناثرة في جميع أنحاء الموقع.
تحتوي معظم الحفر على آثار رماد وفحم، لكن ليس بقدر ما توجد في الطبقات السميكة من المواد المحترقة المكتشفة في مواقد العصر الحجري في أماكن أخرى. كان لدى البعض خطوط متقطعة من المغرة الحمراء، لكن لم يكن كافيًا لتمييز التجاويف كمقابر دفنية احتفالية.
اقرأ أيضا
ميزة «ثورية» جديدة من «واتساب».. تعرف إليها
ومع ذلك، فإن شكل وحجم حفر تاينيارو يتطابقان بشكل وثيق مع مئات من قبور العصر الحجري التي تم العثور عليها في 14 مقبرة في شمال أوروبا. كانت العديد من حفر تاينيارو عبارة عن مستطيلات ضحلة ذات زوايا مستديرة، تتراوح بين 1.5 و 2 متر طولًا وحوالي نصف متر عمقًا.
بناءً على مقارناتهم، وصف الفريق 44 من أصل 200 حفرة تقريبًا على أنها قبور، على الرغم من أنه تم التنقيب عن جزء واحد فقط من الموقع حتى الآن، لذلك يمكن الكشف عن الكثير بمزيد من الدراسات.
علاقة حميمة بين البشر والموت
إذا كانت الحفر هي في الواقع قبور يبلغ عددها بالمئات، فهذا يشير إلى أن مجتمعات العصر الحجري التي كانت تعيش بالقرب من القطب الشمالي كانت أكبر مما كان يعتقد سابقًا.
ويقول هاكونن إن المقابر القريبة الأخرى أصغر بكثير، حيث تحتوي على حوالي 20 حفرة دفن.
ويخطط الفريق لاستخدام الرادار لدراسة الموقع. ويقول هاكونن إنه يمكن أيضًا تحليل عينات التربة بحثًا عن الحمض النووي البشري أو الشعر المتحجر أو فراء الحيوانات وريش الطيور لفهم المزيد عن ممارسات الدفن المحتملة.
في العام الماضي فقط، اكتشف الباحثون بقايا طفل كان قبره مليئًا بالريش والفراء. ورسم هذا الاكتشاف صورة غنية عن مجتمعات العصر الحجري في المنطقة، الذين ربما كانت لديهم علاقة حميمة مع الموت.