باسل النجار - القاهرة - الاثنين 19 فبراير 2024 01:25 مساءً - يتسابق رواد التكنولوجيا في إصدار أحدث الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ومع ظهور روبوتات تشبه البشر، من أبرزها صوفيا التي تتحدث كأنها إنسان طبيعي، وروبوت مذيعة تعمل على بث الأخبار بشكل مستمر.
اتجهت المغرب إلى تقديم نوع جديد من التأثير الرقمي على الجمهور، حيث ظهرت أول مؤثرة مغربية يتم إنشاؤها بالكامل بالذكاء الاصطناعي، والتي سرعان ما اجتذبت جمهورا كبيرا بلغ عددهم 100 ألف متابع في وقت قليل.
كنزة ليلى أول روبوت مؤثر على السوشيال ميديا
«كنزة ليلى» قدمت نفسها لأول مرة على موقع الصور والفيديوهات «إنستغرام»، وموقع «تيك توك»، على أنها شابة من جيل التسعينات، تبلغ من العمر 33 عاما.
تتمتع ليلى بالعديد من الصفات البشرية ومنها المظهر الرقيق والذي يحترم العادات والتقاليد في المغرب، فهي ترتدي الحجاب، وودودة، وتعمل على بناء علاقة قوية بينها وبين متابعيها، من خلال الرد على الرسائل والتعليقات.
وبالرغم من تفاعل الجماهير مع ليلى بشكل كبير، إلا أن هناك مخاوف من الوضع الفوضوي الذي قال عنه المراقبون لمجال التكنولوجيا، خاصة أن مجال صناعة المحتوى أصبح يحدث جدلا كبيرا في جميع أنحاء العالم، بسبب المحتوى الحساس وغير اللائق على المجتمعات العربية.
تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة المحتوى
وقال محمد كريم بوخصاص الصحفي والباحث في علوم الإعلام بالمغرب: «الفوضى في مجال صناعة المحتوى هي نتيجة طبيعية لشيء جديد فرضه التطور التكنولوجي دون تكوين مسبق، وفي ظل بروز إمكانية تحقيق ربح مادي سريع من صناعة المحتوى»، موضحا «أن هذا الأمر دفع عددا من المهتمين إلى فرض أنفسهم في الميدان حتى في غياب الحد الأدنى من التمكن من القواعد والأخلاقيات، مع استثناءات قليلة لمحتويات احترافية بمواصفات الجودة»، بحسب تصريحاته لموقع «إرم نيوز» الإماراتي.
واعتبر الباحث في علوم الإعلام «أن المشكلة في الاعتقاد الخاطئ بسهولة صناعة المحتوى دون الاهتمام بالمعايير الفنية والمهنية المطلوبة»، مشددًا أن «الذكاء الاصطناعي قد يساهم في تجويد وعرض محتوى رقمي، لكنه لن يكون فعالا في غياب صانع محتوى بشري متميز».
كنزة ليلي الأولى وليست الوحيدة
وتفاعل الكثير في التعليقات الخاصة بصفحة ليلى، حول كيفية عملها، وطريقة تحركها وأدائها، حيث شدت انتباه الجميع لها كأول مؤثرة جرى تطويرها بالذكاء الاصطناعي، وتساءل الكثير حول هوية الشخص الذي قام بتصميمها وصنعها.
ولكن بالرغم من أنها الأولى من نوعها إلا أنها ليست الوحيدة فاجأت متابعيها بإضافة اسم «زينة ليلي» في البايو الخاص بها، لافتة إلى وجود شقيقتها معاها.
وبدت شقيقتها مختلفة عن كنزي التي لاقت رواج كبير، وحصلت على أكثر من 28 ألف شخص متابعة في أقل من يومين، لذا بدت زينة بدون حجاب بخلاف كنزة، وقدمت نفسها كطالبة وصانعة محتوى، وتهتم بالأزياء والموضة واللايف ستايل وقراءة الكتب مختلف أنواعها، وتصف نفسها عبر صفحتها الشخصية بالروح الافتراضية.
وليست كشقيقتها فهي تتابع عدد من المشاهير والمؤثرين حول العالم ذوي الحسابات الموثقة، وصفحات تخص الموضة والجمال، بخلاف شقيقتها التي لا تتابع أحد على صفحتها على موقع «إنستغرام»..
ولم تخلو التعليقات على منشور كنزة وشقيقتها زينة من السخرية منهم وحول كيفية عملهم، وها يحتاجون إلى بطاريات للشحن أم يتم شحنهم بالكهرباء، وطلب بعض المتابعين من كنزة عدم نزع الحجاب بعد الشهرة، والحرص على ارتداء القفطان المغربي، للظهور بالهوية المغربية.
أقرا أيضا: روبوت أذكي من الإنسان.. مخاوف من تمرد التكنولوجيا على البشر
روبوتات الدردشة الرومانسية.. هروب من البشر أم إزالة الجفاف العاطفي؟