باسل النجار - القاهرة - الجمعة 5 أبريل 2024 03:42 مساءً - في العصر الرقمي دائمًا ما تلوح المخاوف المتعلقة بالخصوصية، حيث أثارت الاكتشافات الأخيرة جدلا جديدا حول تعامل عمالقة التكنولوجيا مع بيانات المستخدم، ومن المثير للصدمة أن وثائق المحكمة التي جرى الكشف عنها في 23 مارس 2024، أفادت بشراكة مثيرة للقلق بين فيسبوك ونتفليكس، وفقا لتقرير عبر The Quartering.
فيسبوك في وضع اتهام مع نتفليكس
يبدو أن فيسبوك، سمحت لـ Netflix بالوصول إلى الرسائل المباشرة الخاصة للمستخدمين (DMs). يُعتقد أن هذه التبادلات السرية هي حجر الزاوية في الاتصالات الشخصية، ويُزعم أنها تمت مشاركتها لمساعدة Netflix في تصميم المحتوى واستهداف الإعلانات.
وإذا ثبتت صحتها، فإن الآثار المترتبة على مثل هذه الإجراءات تنتهك الثقة وتثير أسئلة أخلاقية وقانونية حادة حول خصوصية البيانات في المجال الرقمي.
وتؤكد الدعوى الجماعية المرفوعة ضد ميتا من قبل مواطنين أمريكيين، ماكسيميليان كلين وسارة جراببرت، خطورة الوضع، يؤكد ادعاءهم أن Facebook وNetflix حافظا على علاقة فريدة من نوعها، مما يمنح منصة البث المباشر امتياز الوصول إلى بيانات المستخدم، مما أدى إلى تمكين آليات استهداف الإعلانات على فيسبوك مع احتمال تعريض خصوصية المستخدم للخطر.
اتفاقية فيسبوك مع نتفليكس
في قلب هذا الجدل تأتي اتفاقيات والتي يُزعم أنها تمنح Netflix وصولاً برمجيًا إلى صناديق البريد الوارد الخاصة بمستخدمي Facebook. وفي المقابل، كان على Netflix أن تزود فيسبوك بتقارير مفصلة تقيم فعالية الإعلانات المستهدفة، إن تبادل بيانات المستخدم الحساسة، ظاهريًا لتحقيق مكاسب تجارية، حيث تصبح الاتصالات الشخصية سلعًا في سوق الإعلانات الرقمية.
وفي حين دافعت شركة ميتا عن تصرفاتها باعتبارها شائعة في الصناعة، مشيرة إلى الحاجة إلى تقديم قيمة للمعلنين، فإن مثل هذه التفسيرات لا تقدم سوى القليل من العزاء للمستخدمين الذين يتصارعون مع تآكل حقوق الخصوصية الخاصة بهم.
يضيف هذا الكشف الأخير فصلاً آخر إلى الملحمة المستمرة للنهج المتعجرف الذي تتبعه شركات التكنولوجيا فيما يتعلق بخصوصية المستخدم، فمن فضيحة كامبريدج أناليتيكا إلى خروقات البيانات الأخيرة، من الواضح أن الضمانات اللازمة لحماية بيانات المستخدم لا تزال غير كافية.
وإن الافتقار إلى لوائح وآليات إنفاذ صارمة لا يؤدي إلا إلى تشجيع عمالقة التكنولوجيا على إعطاء الأولوية للربح على الخصوصية، مما يجعل المستخدمين عرضة للاستغلال.
حقوق المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي
وبينما يتصارع المستهلكون مع الآثار المترتبة على هذا الانتهاك الأخير للخصوصية، فإنه يؤكد ضرورة إجراء إصلاح تنظيمي شامل لحماية حقوق الخصوصية الرقمية. علاوة على ذلك، فهو بمثابة تذكير صارخ للمستخدمين بضرورة توخي اليقظة والحذر عند إسناد بياناتهم إلى منصات الإنترنت.
في عصر يتم فيه الترويج للبيانات باعتبارها العملة الجديدة، يجب على المنظمين والمشرعين وشركات التكنولوجيا على حد سواء الحفاظ على قدسية خصوصية المستخدم. وأي شيء أقل من الحماية القوية يهدد بالمزيد من تآكل الثقة في النظام البيئي الرقمي والمساس بالحقوق الأساسية للأفراد في العصر الرقمي.
