باسل النجار - القاهرة - الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 11:47 صباحاً - كشفت دراسة حديثة أجراها فريق علماء من Ankara City Hospital عن تأثير الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الرقمية على تسريع البلوغ ونمو العظام لدى الأطفال. وتم عرض نتائج الدراسة خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الغدد الصماء لدى الأطفال.
ووفقاً للبحث، فإن التعرض المستمر للضوء الأزرق من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في النمو البدني، حيث يزيد من مستويات الهرمونات الإنجابية ويسبب البلوغ المبكر، وهي مشكلة قد ترتبط بمضاعفات مثل هشاشة العظام في المستقبل وضعف الخصوبة.
قام الفريق بدراسة 36 فأراً (18 ذكراً و18 أنثى)، ووزّعوها على ثلاث مجموعات: الأولى عاشت في ظروف إضاءة طبيعية، بينما تعرضت المجموعتان الأخريان للضوء الأزرق لمدة 6 أو 12 ساعة يومياً. وأظهرت النتائج أن الفئران التي تعرضت للضوء الأزرق عانت من نمو أسرع للعظام وبداية مبكرة للبلوغ مقارنة بالمجموعة التي لم تتعرض له.
وأوضحت الدكتورة آيلين كيلينش أوغورلو، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن الضوء الأزرق تسبب في تغييرات في المبيضين وزيادة مستويات الهرمونات المرتبطة بالبلوغ لدى الفئران، مشيرة إلى أن نمط البلوغ عند الفئران مشابه للبشر، مما يجعل النتائج ذات صلة.
وأضافت الدراسة أن البلوغ المبكر يتسبب في توقف النمو في مرحلة لاحقة من العمر، مما يؤدي إلى قصر القامة وزيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل هشاشة العظام. وقد لوحظت زيادة ملحوظة في حالات البلوغ المبكر خلال جائحة كوفيد-19، عندما قضى الأطفال وقتاً أطول أمام الشاشات.
البلوغ المبكر يرتبط أيضاً بمضاعفات نفسية واجتماعية، مثل الاكتئاب والقلق على مدى الحياة، وحتى خطر الإصابة بأمراض مثل سرطان الثدي والرحم.
واختتمت الدكتورة أوغورلو تصريحها قائلة: "هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تسلط الضوء على تأثير الضوء الأزرق على التطور البدني للأطفال. هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الأبعاد الكاملة لهذا التأثير وكيفية الحد منه".