باسل النجار - القاهرة - الخميس 28 نوفمبر 2024 02:47 مساءً - في أقصى المناطق النائية من ألاسكا، حيث لا وجود لخدمات التوصيل ولا حتى لأبسط وسائل التسوق، يجد السكان أنفسهم في مواجهة تحديات الحصول على الطعام خلال فصل الشتاء القاسي. لكن هذا العام، هناك مفاجأة فريدة من نوعها: إسقاط ديوك عيد الميلاد المجمدة من السماء!
مبادرة تقودها طيارة محلية
للعام الثالث على التوالي، تقود الطيارة إستر كيم مبادرة إسقاط الديوك المجمدة جوًا باستخدام طائرتها الصغيرة، لتصل إلى القرى والمناطق النائية في جنوب وسط ألاسكا. سكان هذه المناطق، الذين تفصلهم مئات الأميال عن أقرب متجر، يعتمدون على هذه الإمدادات لتأمين احتياجاتهم لموسم الأعياد.
إستر، التي نشأت في مزرعة بعيدة في ألاسكا، استوحت فكرتها من تجربة طفولتها، عندما كان صديق العائلة يسقط عليهم الديوك والجرائد جوًا خلال موسم الأعياد.بعد انتقالها إلى منطقة حضرية، قررت إعادة إحياء هذا التقليد بدافع إنساني.
بداية الفكرة
انطلقت الفكرة عندما علمت إستر بوجود أسرة تعتمد على ما تصطاده وما تزرعه فقط، ولم يكن لديهم ما يكفي لتحضير عشاء عيد الميلاد.حينها قررت إسقاط ديك مجمد لتلك الأسرة، ومنذ ذلك الحين، توسعت المبادرة بدعم من التبرعات والتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.
جهود كبيرة رغم الطقس القاسي
هذا العام، قامت إستر بإسقاط 32 ديكًا مجمدًا على العائلات التي تعيش في أماكن معزولة عن الطرق. لكن الظروف الجوية غير المستقرة في ألاسكا أعاقت تسليم آخر ديكين.
من بين المستفيدين من هذه المبادرة، الزوجان ديف وكريستينا لوك، اللذان يعيشان على ضفاف نهر "ينتنا"، على بعد 72 كيلومترًا من مدينة أنكوريدج. بالنسبة لديف، البالغ من العمر 80 عامًا، أصبحت رحلات التزود بالإمدادات الشهرية عبر عربة الجليد مرهقة للغاية.
ويقول ديف: "مساهمات إستر تجعل عيد الميلاد مناسبة مميزة لنا ولجيراننا. إنها شخص طيب للغاية وصديقة حقيقية لعائلتنا."
التحديات والنجاحات
خلال رحلاتها الجوية، تسافر إستر لمسافات تزيد على 100 ميل لتوصيل الإمدادات إلى سفوح جبل دينالي، أعلى قمة في أمريكا الشمالية. وفي بعض الأحيان، تستعين بمساعد لإلقاء الديوك من الطائرة أثناء تحليقها، بينما تتولى زميلتها قيادة الطائرة.
تشتري إستر حوالي 20 ديكًا في كل مرة، وتغلفها جيدًا قبل تركها تتجمد في شاحنتها، استعدادًا لعمليات الإسقاط الجوي. تعتمد المبادرة على تبرعات من أشخاص يتواصلون معها عبر فيسبوك، مما يُظهر حجم التعاطف المجتمعي مع سكان هذه المناطق النائية.
مبادرة تُدفئ القلوب
بفضل جهود إستر ومبادرتها الفريدة، تحوّلت أجواء العزلة في ألاسكا إلى مشهد من التضامن الإنساني وروح الأعياد.هذه "القنابل الغذائية" ليست مجرد ديوك مجمدة، بل هدايا تحمل دفء المحبة والأمل لمئات الأشخاص الذين يعانون من صعوبات الحياة في تلك المناطق القاسية.