الأحد 29 مايو 2022 10:39 مساءً - تقرير عبد اللطيف عبد الرسول
الخرطوم 29-5-2022(سونا)- اتسمت العلاقات السودانية الصينية بأنها علاقات ازلية قديمة حيث ارتبطت هذه العلاقات بأوائل القرن العشرين وتمثلت في التعاون التجاري الاقتصادي وغيره من المجالات الاخرى وكما هو معلوم تاريخيا ان الشعب الصيني يكن الاحترام والتقدير للشعب السودانى بصورة كبيرة ،وأن العلاقات الثنائية بينها علاقات قوية ذات طابع استراتيجى وأصبحت كقواعد ومبادئ أساسية رغم اختلاف الحكومات ولم تتأثر هذه العلاقات لأنها كانت تسودها الأحكام باحترام سيادة الدولة والمساواة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .
نشأت العلاقات السودانية الصينية في يناير عام 1959 ومستمرة حتى اليوم كما توثقت هذه العلاقة دبلوماسيا بالتعاون الدولي والاقليمي في شتى المجالات ومنذ ذلك الحين أصبح السودان يحظى باهتمام خاص لدى الصين و تطور هذا الاهتمام مع مرور الوقت حتى أصبحت تتصف بأنها علاقات ايجابية و توسعت في كل أنماط الحياة بين البلدين. وتعتبر الصين اكبر مستثمر أجنبى في السودان وان استثماراتها هي الأكبر علي صعيد أفريقيا وان السودان هو ارض خصبة للتبادل التجارى الصيني إذ يعد اكبر سوق في أفريقيا للصين للتعاملات الاقتصاديا والماليه وهو اكبر شريك تجاري بعد انجولا وجنوب أفريقيا. كما ظلت العلاقة بين البلدين تشهد جهودا كبيرة في تحقيق الشراكة الاستراتيجية والدبلوماسية لإنجاز التعاون والاستقرار الاقتصادي بين البلدين وذلك من أجل تحقيق التنمية المستدامة والتصدي لجميع التحديات معا كما ان الصين تعد عنصرا مهما للسودان في السياسة الخارجية وتعزز تنمية العلاقات وتجديد الالتزام بتدعيم الصداقة وان العلاقات الدبلوماسية السودانية لم تشهد توترا مطلقا أو انحسارا في مستوىاتها وإنما كانت تزداد الثقة كلما زاد حجم المعاملات بين الدولتين . ان مراحل تطور العلاقات الصينية السودانية تمت بشكل سريع حيث أجريت اتفاقيات كثيرة بينهم وكانت اول اتفاقية بين البلدين عام 1962 كأول معاهدة لتبادل التجاري ثم بعد ذلك توسعت دائرة العلاقات التجارية والاتفاقيات اذ انه في عام 2020 كانت هناك عدة اتفاقيات حيث أعلن السودان عن عشر اتفاقيات للتنقيب عن الذهب والمعادن وذلك بحضور وزير الطاقة والتعدين خيرى عبدالرحمن ووكيل وزارة التعدين محمد يحي والجيولوجى المستشار سليمان عبدالرحمن المدير العام لهيئة الأبحاث البيولوجية ومبارك اردول المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية ، وبحضور السفير الصينى في الخرطوم وممثلى الشركات الموقعة والولايات . شملت الاستثمارات الصينية في السودان كافة المجالات ، الزراعية ، التعدين ، الصناعة وايضا المجالات الاقتصادية حيث نفذت شركات صينية عديدة مشروعات التنمية والبنى التحتية فى قطاع البترول .
وفي جانب حفظ وأمن واستقرار السودان لعبت الصين دورا مهما على المستوى الاقليمي والدولى حيث بذلت الصين كل الجهود لحفظ سيادة السودان من التدخل الخارجى حيث صدر قرار مجلس الأمن رقم 1769 حول نشر قوات من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور ولكن كان موقف الصين في تلك المرحلة هو السعى إلى التعاون مع الحكومة السودانية ومساعدتها وليس ممارسة الضغط عليها او فرض عقوبات عليها وقد آثار هذا الأمر انتقادات في وسائل الإعلام الغربى مستاكرين دور الصين الواضح تجاه السودان وموقفها شديد الوضوح فيما يخص مسألة دارفور . اما من الجانب الداخلى سعت الصين لتوحيد الصفوف ودعت لوقف إطلاق النار الشامل والتعجبل بعملية المفاوضات السياسية مع الذين لم يوقعوا علي اتفاقية ابوجا وأعلنت عن تقديم مساعدات انسانية بقيمة 40 مليون يوان صيني لتوطين النازحين وعودة اللاجئين بدارفور وتحسين الظروف المعيشية في ذالك الوقت .