الارشيف / عالم الفن والمشاهير

فيلم شرق ١٢ أستغرق تصويره ٨ سنوات علشان مافيش فلوس للأعمال الجادة

  • 1/2
  • 2/2

باسل النجار = الرياض في السبت 18 مايو 2024 07:45 مساءً - مَثَلَت رحلة فيلم “شرق 12” للمخرجة المصرية هالة القوصي شهادة قوية على المثابرة والإصرار، حيث واجهت تحديات جمّة على مدار 8 سنوات قبل أن يرى الفيلم النور.

ويُجسّد هذا الإنجاز ثمرة جهودها المضنية، حيث تم اختيار الفيلم للمشاركة ضمن مسابقة “نصف شهر المخرجين” في الدورة الـ77 لمهرجان “كان” السينمائي، الذي يُقام في الفترة من 14 إلى 25 مايو/ أيار الجاري.

ويُعدّ “شرق 12” ثاني فيلم روائي طويل للمخرجة المصرية، بعد فيلمها الأول “زهرة الصبار” الذي حقق نجاحًا نقديًا كبيرًا وحصد العديد من الجوائز المرموقة.

مشاركة الفيلم في مهرجان يمثّل فرصة كبيرة للوصول إلى جمهور أوسع، وتعريف العالم بنوعية مختلفة من السينما العربية المُتميزة.

أفكار من عالم ساحر خيالي عن الأمل والمستقبل يحملها “شرق 12″، الذي لا يُعدّ مكانا أو اسما لشيء، بل محاولة لتعزيز مفهوم الخيال والوصول لعالم ومكان أفضل، كما ترى هالة القوصي.

تكره المخرجة التي تحمل الجنسية الهولندية مع المصرية، الرسائل المباشرة وفكرة “أن الفن رسالة”، وتعتقد أن إلزام الفن بحمل رسائل للجمهور، ما هو إلا محاولة لزيادة العبء عليه.

واجه الفيلم أزمات مادية كبيرة جعلت إنجازه مستحيلا قبل 8 سنوات. تقول القوصي إن “أي عمل جاد وجيد وبميزانية محدودة يتطلب إنجازه وقتا طويلا، جزء من الوقت يذهب في إيجاد فرص التمويل، ولو كانت متاحة بشكل أيسر سينتهي العمل في عامين فقط”.

من البداية للنهاية.. الأزمات المادية تُلاحق “شرق 12”
الأزمات المادية في بداية تشكيل طاقم الفيلم، لاحقت صنّاعه حتى اللحظات الأخيرة قبل العرض في مهرجان كان 2024، حيث واجه فريق العمل مشكلة مادية، في ظلّ عدم دعوة المهرجان أبطال الفيلم للحضور، واقتصار الدعوة على المخرجة فقط، وهي مشكلة حاولوا حلّها بالحصول على دعم رسمي من وزارة الثقافة، عبر نقابة السينمائيين، يتعلّق بتسهيل إجراءات السفر، وتوفير التذاكر، الأمر الذي كشفته المخرجة ووجهت نداء عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” للدعم، مؤكدة أنها لم تحل حتى الآن.

كوميديا سوداء.. الضحك يخفف المآسي
يعتمد الفيلم أسلوب “الكوميديا السوداء”، والذي تؤمن المخرجة المصرية بأنه وسيلة جيدة لتوصيل الأفكار، تقول: “الضحك جزء من ثقافة المصريين، يطلقون النكات في أوقات الأزمات، وهناك بعد نفسي للضحك يقال إن الضحك يخفف المآسي وهذا بشكل بيولوجي، والمتفرج سيتلقى الرسالة ويقبل عليها إذا كانت في إطار كوميدي، وليست قاسية أو منفرة”.

منحة البطراوي.. صديقة مبدعة
“شرق 12″ هو العمل الثالث الذي يجمع هالة القوصي بالفنانة والصديقة منحة البطراوي التي عاصرت أهم مخرجين في السينما المعاصرة، العلاقة التي بدأت منذ 9 سنوات تطورت إلى صداقة شديدة الارتباط، فهي نموذج مقدّر لهالة القوصي.

التزم الممثلون بنص هالة القوصي بنسبة 100%، مع إضافة الروح للشخصيات، بعد مناقشات و”بروفات” طويلة جمعت بين الممثلين وبعضهم لتجسيد ودراسة نوع العلاقات التي تجمعهم، حتى يصدق المتفرج أنهم يلتقون لأول مرة بحسب هالة.

الخيال أداة للطموح وإدارة المستقبل
من عالمها الخيالي في الفيلم تؤمن هالة القوصي أن الخيال أداة للطموح وإدارة المستقبل، تقول: “إذا لم توجد رؤية واضحة للمستقبل فلن يكون هناك تقدم.. حتى إذا كانت الرؤية بعيدة عن الواقع وإن كان فيها نوع من المثالية والطموح والعشم.. الخيال مهم لكن دون عمل لن نصل إلى شيء”.

أبيض وأسود وناطق بالعامية
ينتمي فيلم “شرق 12” لنوعية الكوميديا السوداء، حيث يدور في إطار من الفانتازيا الساخرة في عالم مغلق خارج الزمن، يتمرد فيه الموسيقار الشاب عبدو (عمر رزيق) على شوقي البهلوان (أحمد كمال) الذي يدير المكان بخليط من العبث والعنف وجلالة الحكاءة (منحة البطراوي) التي تخفف عن الناس بحكايات خيالية عن البحر الذي لا يعرفه أحد، ويخطط عبدو، مستعينا بموهبته، مع الشابة ننة (فايزة شامة) لكسر قبضة شوقي ونيل الحرية في عالم أرحب، والفيلم ناطق بالعامية المصرية وتم تصويره في 22 يوما بالقاهرة والقصير عام 2022.

من هي هالة القوصي؟
فنانة بصرية ومخرجة تعمل في مصر وهولندا وقد أنتجت عدد من الأفلام القصيرة التي عرضت في مهرجانات ومعارض دولية، ويعد فيلم شرق 12 فيلمها الروائي الثاني، حيث عرض فيلمها الأول “زهرة الصبار” للمرة الأولى في مسابقة مهرجان روتردام الدولي وحصل على جائزة أحسن ممثلة في مهرجان دبي الدولي وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أسوان لسينما المرأة وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في المهرجان القومي للسينما وجائزة أحسن ممثلة مساعدة في مهرجان جمعية النقاد.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا