باسل النجار = الرياض في الأحد 9 يونيو 2024 08:24 مساءً - يحل اليوم، 8 يونيو/ حزيران ذكرى وفاة الفنان المصري الراحل نجيب الريحاني، الذي وُلد في القاهرة في 21 يناير/ كانون الثاني 1889.
نشأ الريحاني في بيئة متواضعة، حيث كان والده عراقياً وأمه مصرية، ومنذ طفولته، أظهر حباً شديداً للقراءة والاطلاع، مما ساعده على التفوق في دراسته في مدرسة الفيير الفرنسية.
هناك، وقع الريحاني في حب الأدب الفرنسي والمسرح، ثم عينه أستاذ اللغة العربية رئيساً لفرقة التمثيل بالمدرسة.
بعدما أتم الريحاني تعليمه الثانوي، واجه صدمة وفاة والده المفاجئة، مما جعله يتحمل مسؤولية إعالة أسرته الكبيرة.
البحث عن عمل
بدأ الريحاني رحلة البحث عن عمل، ووجد فرصة في البنك الزراعي، لكن شغفه بالفن لم يخمد، حيث التقى في البنك بعزيز عيد، الذي شاركه حب المسرح، لكن لم يدم هذا التعاون طويلاً، إذ تم فصلهما بسبب انشغالهما بالفن.
رغم انفصاله عن عيد، لم يتراجع الريحاني، فالتقى بالفنان استفان روستي الذي كان له دور كبير في دعم الريحاني.
“كشكش بيه”
ابتكر الريحاني شخصية “كشكش بيه”، الشخصية التي جعلته مشهوراً في جميع أنحاء العالم العربي.
مع تزايد شهرته، قرر الريحاني تأسيس مسرح يحمل اسمه بمساعدة صديق يوناني، وضمت فرقته المسرحية أسماء بارزة مثل بديع خيري، وسيد درويش، وأمين عطا الله
خلال مسيرته الفنية، قدم الريحاني 45 مسرحية و10 أفلام سينمائية، ورغم قلة إنتاجه، إلا أنه ترك بصمة ذهبية بفضل موهبته واختياراته الفنية الرائعة.
نجيب وبديعة
على الصعيد الشخصي، عاش الريحاني قصة حب ملتهبة مع اللبنانية بديعة مصابني، التي تزوجها فيما بعد.
وصف الزواج بأنه اتحاد بين قطبي الرقص والكوميديا، لكن سرعان ما بدأت المشاكل بينهما بسبب اختلاف الطباع؛ إذ كانت بديعة عملية وتهوى تجميع المال، بينما كان الريحاني مسرفاً وفيلسوفاً في نظرته للحياة.
أدى هذا الخلاف إلى انفصالهما، مما أثر كثيراً على الريحاني الذي كان يحب بديعة بشدة.
للتغلب على حزنه، تزوج الريحاني من فتاة فرنسية من أصل ألماني وأنجب منها ابنته الوحيدة التي أطلق عليها اسم “جيتا”.
ومضت بديعة مصابني في حياتها، وأسسّت فرقة فنية وكازينو شهير، واكتشفت العديد من المواهب التي أصبحت نجومًا بارزين مثل محمد فوزي، وتحية كاريوكا، وإسماعيل ياسين.
نجيب الريحاني، المعروف بـ”الضاحك الباكي”، لم يكن مجرد ممثل كوميدي؛ بل كان فناناً شاملاً أثرى المسرح والسينما بأعماله التي تعكس عمق موهبته وإبداعه. ترك إرثاً فنياً كبيراً جعله أحد أبرز الفنانين في تاريخ الفن العربي.
وفاة وجدل
في 8 يونيو/ حزيران عام 1949 توفي نجيب الريحاني، ووجد في منزله 44 بذلة و20 بيجامة و15 حذاء، وكذلك مصحف وإنجيل وصورة للقديسة تريزا، ومذكرات تشرشل وأحد كتب تفسير القرآن وألفية ابن مالك.
وقد نقل الفنان التشكيلي حمدي الكيال عن بديع خيري أن الريحاني أخبره بأنه قرأ جميع الكتب السماوية وقرر أن يشهر إسلامه قبل وفاته، وقد استفتى بديع خيري شيخ الأزهر فأخبره بأنه بذلك توفي مسلمًا، لكن ابنته أكدت أنه مات مسيحيًا، وما زالت حتى الآن قضية إسلام نجيب الريحاني موضع خلاف بين النقاد.