الارشيف / عالم الفن والمشاهير

ميدو مشاكل قدم في العتبة عرض أوبرالي: أرشقوه بالطماطم المفعصة

باسل النجار = الرياض في الأحد 7 يوليو 2024 02:50 مساءً - في فيلم ميدو مشاكل الذي قام ببطولته أحمد حلمي وشيرين عبد الوهاب، كان هناك مشهد لا ينسي .
فرح شقيقة ميدو.. طبقا للفيلم طلب حسن حسني والد ميدو من ابنه أن يأتي للفرح بفرقة غنائية تفرح الناس وترقصهم. لكن ميدو لم يستجب لطلب الأب، وأختار إثنان من الأوبرا ليقدما فاصلا غنائيا سوبرانيا، يبشرق بالفرح علي المعازيم.
ومن أن بدأ هذا الفاصل الغنائي، حتي تململ المعازيم، وبدأ الانسحاب من القاعة.. وولع الأب حسن حسني غيظا ، وكاد يقتل ميدو مشاكل لهذا الاختيار .
ووجد ميدو حلا مثيرا ، أن تقدم شيرين زميلته وحبيبته بعض الأغنيات. وبكده أنتشي المعازيم ، وغرقت القاعة بالراقصين والشهيصة .

القراءة المفيدة لهذا المشهد : أن الشخصية المصرية، لا تتذوق أغاني الأوبرا، ولا يعشقها إلا نخبة محدودة جدا من الأفراد ولا نقول شريحة من المجتمع ..

تصور أن ميدو مشاكل كرر التجربة وقدم مسرحية أوبراليه علي أحد مسارح العتبة. هل رحب بها جمهور العتبة؟ هل تحدث عنها أحد؟ هل تطوعت إحدي الصحف أو المواقع الإخبارية بتغطية الحدث وتحريض الناس علي مشاهدته.؟ كل هذا لم يحدث!!، لأن ميدو مشاكل عايز يفرض تصوراته علي الناس .. تعالوا نشوف إيه اللي حصل..

في ساحة مسرح الطليعة الملاصق لسوق العتبة المكتظ (وسط القاهرة) دار أول مشاهد العرض المسرحي «أوبرا العتبة»، حيث قدم مطربان أغنية أوبرالية، وفي الخلفية صورة صاخبة، وصوت مشوش من فرط مكبرات الصوت التي يستخدمها باعة السوق لاجتذاب زبائنهم.

انتقل العرض إلى قاعة زكي طليمات، داخل المسرح، في المشهد الثاني الذي بدأ بهجوم من ممثلين جسدوا شخصيات باعة جائلين حاولوا عرض سلعهم على الجمهور بأثمان زهيدة.

يضم العرض عدداً من الممثلين هم محمد عبد الفتاح (كالا) في دور الفنان المثقف، ودعاء حمزة في دور ربة المنزل، ومجموعة من الفنانين الشباب هم: إياد رامي وأحمد سعد ورنا عاصم وأمينة صلاح الدين، وبكر محمد وهاجر عوض، أما مطربا الأوبرا اللذان شاركا في العرض فهما روجينا صبحي ومحمود إيهاب.

«بينما تحاصر البضائع المتنوعة وأصوات الباعة الجائلين المسجلة على مكبرات صوت قاعات مسرح الطليعة والمسرح القومي؛ ماذا لو حاولنا الخروج لهذه الفئة من مجتمعنا بإحدى الفنون الراقية؛ لنغني أوبرا وسط السوق ونرى ماذا ستكون ردود الفعل كل يوم بين الباعة والزبائن في محيط مسرح الطليعة؟».

بهذه الطريقة نبتت فكرة النص والعرض المسرحي الذي كتبه وأخرجه هاني عفيفي، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «أوبرا العتبة مسرحية تناقش نخبوية الفنون الراقية في مجتمعنا الحالي وشعور كثير من المثقفين ومبدعي الفنون الجميلة بالعزلة الاجتماعية بين جيرانهم ومواطنيهم، وانحصار جمهور معظم الفنون الراقية بتنوعها بين المسرح والرقص والأوبرا والموسيقى الكلاسيكية والفنون التشكيلية وغيرها على المشتغلين بها وذويهم في أغلب الأحيان».

ويطرح العرض تساؤلاً: «كيف أثر تدني الذائقة الموسيقية والفنية في الشارع المصري على سلوكياتنا وأخلاقيات التعامل بين الناس؟».

يتضمن العرض مساحتين تشبهان البيوت من الداخل، المساحة الأولى يشغلها مثقف وفنان يعيش وسط هذا الضجيج في عالمه الخاص، والمساحة الثانية تشغلها ربة منزل تجسد الطبقة الوسطى وما تعانيه من فزع تجاه الشعور بالأمان والرغبة في شراء كل مستلزمات المنزل بوفرة كبيرة.

ويصف محمد عبد الفتاح (كالا) دوره في العرض بـ«الصعب»، وهو دور المثقف، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هي شخصية عادة لا تكون مقبولة، فهي جادة وتطمح في نمط حياة مثالي لكنها معزولة عن المجتمع»، وتابع: «رغم أنني متخصص في الحكي فإنني استمتعت جداً بتقديم هذه الشخصية».

بنية المسرحية تبدو مثل «اسكتشات»، لكنها تعبر عن تناقض فادح موجود في المجتمع المصري بين عالم الزحام والضجيج في العتبة وشخصية المثقف الهادئ الذي يستمتع بالفن وقراءة الفلسفة والشعر وأغاني أم كلثوم، وسيدة المنزل من الطبقة الوسطى التي تحتمي من العالم الخارجي بالتمترس خلف محيطها الخاص، وجلب كل متطلباتها عبر الجوال.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا