الارشيف / عالم الفن والمشاهير

بابا عبدة مات زي النهاردة

باسل النجار = الرياض في الثلاثاء 9 يوليو 2024 11:50 مساءً - في مثل هذا اليوم، 9 يوليو/ تموز 2006، فقدت الساحة الفنية المصرية والعربية أحد أعلامها، وهو الفنان القدير عبد المنعم مدبولي.

استمر مدبولي في ممارسة التمثيل لأكثر من 50 عامًا حتى وفاته عن عمر يناهز 85 عامًا، إثر مرض القلب.

وُلد مدبولي في القاهرة يوم 28 ديسمبر 1921، ونشأ يتيمًا فقيرًا جدًا، لكن برزت موهبته التمثيلية منذ المرحلة الابتدائية، حيث تم ترشيحه ليقود الفرقة المسرحية في المدرسة.

عبد المنعم مدبولي لم يكتفِ بالتخرج من كلية الفنون التطبيقية، بل عمل بها كمدرس في قسم النحت حتى منتصف السبعينيات، حينما كان في ذروة شهرته ومجده.

اكتشف مدبولي العديد من المواهب التمثيلية من بين طلاب الكلية، ثم التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرج منه عام 1949 ضمن ثاني دفعاته.

بعد التخرج، انضم إلى فرقة جورج أبيض، ثم فرقة فاطمة رشدي، وشارك في برامج الأطفال بالإذاعة ضمن حلقات برنامج بابا شارو، ليصل رصيده إلى نحو 60 فيلمًا، 120 مسرحية، و30 مسلسلًا.

 

البداية مسرحية
بدأ مدبولي مشواره المسرحي من خلال دور أعرابي مع فرقة المسرح المصري الحديث التي شكلها زكي طليمات. وأسس فرقة المسرح الحر عام 1952، وقدم العديد من الأعمال المسرحية المميزة مثل “الأرض الثائرة”، “حسبة برما”، “الرضا السامي”، “خايف أتجوز”، “مراتي بنت جن”، “مراتي نمرة 11″، و”كوكتيل العجائب”.

شارك أيضًا في كتابة العروض المسرحية مثل “كفاح بورسعيد”، والتي كانت عبارة عن مجموعة من المسرحيات القصيرة أخرجها كل من سعد أردش وصلاح منصور.

انضم مدبولي لاحقًا إلى فرقة التلفزيون المسرحية التي كان يترأسها السيد بدير، وتولى قيادة فرقة المسرح الكوميدي، حيث أخرج أكثر من أربعة عروض. أسس أيضًا فرقة “الفنانين المتحدين” وقدم من خلالها عروضًا مميزة مثل “البيجاما الحمراء”، “الزوج العاشر”، و”العيال الطيبين”.

في عام 1975، أسس فرقته الخاصة “المدبوليزم”، وقدم من خلالها عروضًا ناجحة مثل “راجل مفيش منه”، “يا مالك قلبي”، “مولود في الوقت الضائع”، “مع خالص تحياتي”، و”حمار ما شالش حاجة”.

كان عبد المنعم مدبولي يعشق الأطفال، وقدم لهم العديد من الأغاني التي لا تزال خالدة في ذاكرة التلفزيون والسينما المصرية.

من أشهر أغانيه “توت توت”، “كان في واد أسمو الشاطر عمرو”، “جدو عبده زارع أرضه”، و”الشمس البرتقالي”.

في السينما
دخل مدبولي عالم السينما في وقت متأخر، حيث شهد عام 1958 أول أفلامه “أيامي السعيدة”. تلا ذلك العديد من الأفلام التي بلغ عددها 150 فيلمًا، منها “ربع دستة أشرار”، “عالم مضحك جدًا”, “غرام في أغسطس”، “مطاردة غرامية”، “المليونير المزيف”، “أشجع رجل في العالم”، وآخر أفلامه “أريد خلعًا” مع الفنان أشرف عبد الباقي، واشترك كضيف شرف في فيلم “عايز حقي” مع الفنان هاني رمزي.

من أهم أدواره التي تركت بصمة في السينما المصرية كانت في أفلام مثل “الحفيد”، “مولد يا دنيا”، و”إحنا بتوع الأتوبيس”.

وقدم مدبولي العديد من المسلسلات التي حققت نجاحًا كبيرًا، منها “لا يا ابنتي العزيزة” و”أبنائي الأعزاء شكرًا”، المعروف بمسلسل “بابا عبده”.

وفاته

بعد غيبوبة طويلة، توفي عبد المنعم مدبولي صباح يوم الأحد 9 يوليو 2006 عن عمر ناهز 84 عامًا، إثر التهاب رئوي حاد وقصور شديد في عضلة القلب.

شُيعت جنازته من مسجد آل رشدان بمدينة نصر في القاهرة، ودفن في مقابر البساتين، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا خالدًا في قلوب محبيه.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا