من المحيط إلى الخليج، لم تنقطع روايات نجوم الفن العربي عن وقائع سحر وشعوذة تعرضوا لها، وانعكست بالسلب على حياتهم الفنية أو علاقاتهم الشخصية، وهي ظاهرة شكك في وجودها علماء دين واجتماع، معتبرين انها تعبير عن نقص الوعي الديني وغياب القدوة.

مؤخرا، أثار الفنان المصري علاء عوض الجدل حول أسباب طلاقه من مواطنتها المطربة مها خليل، بسبب ما قال إنها أعمال سفلية وسحر، ومن قبله كشفت الفنانة شيرين عبد الوهاب في مقابلة مع الإعلامي المصري عمرو أديب عن تعرضها لعمل مشابه.

في المغرب، اتهم المطرب موس ماهر، منذ عدة سنوات، فنانا مغربيا شهيرا بممارسة بأعمال الشعوذة، قائلا: «بالصدفة كنت مع بعض من أصدقائي مدراء الأعمال في مجال الراي وأخبرني ان مشعوذة اتصلت به وقالت له أن فنان مغربي جا عندها باش يسحر ليا».

ومنذ أكثر من 10 سنوات، كشفت الممثلة السورية سوزان نجم الدين أن إحدى زميلاتها في الوسط الفني مارست عليها أعمال سحر وشعوذة ما أدى إلى تعطيل مسيرتها الفنية لأكثر من عام، ولم تتحرر سوزان من هذه اللعنة إلا عندما لجأت إلى أحد الشيوخ الذي فكّ لها السحر فعادت إلى حياتها الطبيعية وتألقها الفني.

الحرب من هذا النوع كانت ايضا بين اللبنانيتين هيفا وهبي ورولا سعد، وتردد حينها أن رولا لجأت إلى عالِم في السحر والشعوذة لمنع تألق هيفا، وفق صحيفة «الجريدة» الكويتية.

خليجيون تكشف حقيقة أعمال السفلية والسحر

ويرى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الدكتور أحمد كريمة أن «أعمال السحر بكل أنواعه عدوى أصابت كل الدول العربية، مضيفا أن «الغيبيات يجب التوقف فيها لقول الله ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)».

ويتساءل كريمة في تصريح إلى «خليجيون» قائلا: «لو كان الجن كما يعتقده الجهلاء بالدين له التأثير ألا يوجد بين السحرة العرب من يرسل جنا أو عملا سحريا إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».

ويضيف عالم الدين المصري إن «ممارسات السحر ذكرت في القرآن الكريم والسنة والنبوية جريمة والفقهاء في التشريع الإسلامي ألحقوا السحرة بباب الردة بمعنى من استحل السحر أو تعاطى السحر أو استخدم السحر فقد كفر بما أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم».

ويدلل استاذ الفقه المقارن «على بشاعة هذه الجريمة النكراء هو الوصف المنكر في القرآن الكريم في سورة البقر (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر)».. وكذلك قول الله تعالى عن سيدنا موسى مع سحرة فرعون (ولا يفلح الساحر حيث آتى).

ويتابع كريمة:«النبي محمد عد السحر من الموبقات التي يدخل بسببها الانسان المخالف النار، ولذلك فإن السحر جريمة محرمة لا يجوز تعليمه أو تعاطيه وتجب التوعية المركزة سواء الوعظية أو المسجدية أو التعليمية لتبصير الناس بخطورة هذه الجريمة».

ويعتبر أستاذ الفقه المقارن، أن «السحر مثل الجراثيم أو الميكروبات أو البكتريا الضارة التي قد تؤثر أولا تؤثر بقدرة الله، كما سلب الله خاصية الإحراق من النار التي تم إلقاء النبي إبراهيم داخلها، كما سحب الله من مياه البحر الأحمر في مصر خاصية الإغراق لإنقاذ النبي موسى وبني إسرائيل».

ويلفت إلى« الحاجة إلى جهود لتخليص المجتمعات العربية مما يخل بالعقيدة الإسلامية لأن مبادئ الإيمانيات الإسلامية الثقة بالله والتوكل عليه واتخاذ الأسباب المشروع وعدم الرجوع إلى السحر »- على حد قوله.

السحر والشعوذة والأمن الثقافي

وترجع أستاذة علم الاجتماع الدكتورة سامية خضر لجوء الكثير من الطبقات في مصر إلى ما يسمى «الأعمال السفلية والسحر» نتيجة «غياب الأمن الثقافي والذي لا يقل أهمية عن نظيره الاقتصادي أو القومي».

وتقول سامية في تصريح إلى «خليجيون» إن «الشعوب يجب أن تمتلك الوعي اللازم للتعامل مع التغيرات والتطورات الحياتية ومواكبتها بعيدا عن العودة إلى عصور الجاهلية التي تعتمد على الشعوذة والخرافات والأوهام».

وتلفت أستاذ علم الاجتماع إلى أن أبرز أسباب اعتقاد الشعوب بأوهام السحر والدجل تكمن في «فقدان القدوة العملية والمجتمعية وانعدام الثقة في الرموز والنخب والمشاهير التي يتم تصديرها في الإعلام والجامعات»، مضيفة:«ليس من الطبيعي ان تستضيف جامعة كبرى لها مكانتها العلمية مطرب أغاني مهرجانات ليكون دافع ثقافي لدى الطلاب».

اقرأ المزيد

ما حقيقة حدوث «تسربات» نفطية قبالة سلطنة عمان؟

اتهامات لطهران بمحاولة تصفية ترامب: معلومات استخباراتية.. ورد إيراني

توقيع بروتوكول تعاون بين «خليجيون» وشركة Rights law للمحاماة