باسل النجار = الرياض في الأحد 4 أغسطس 2024 10:58 مساءً - في أيامه الأخيرة، عانى الفنان المصري رشدي أباظة من أزمة صحيّة شديدة أثرت على إنتاجه الفني، وجعلته يعيد التفكير في حياته ومسيرته.
رشدي أباظة، ابن الأكابر الذي أحب الفن، وتمرد على كل شيء من أجل التمثيل والوقوف أمام الكاميرا، في رأي الكثير من النقاد، لم تكن موهبته التمثيلية كبيرة، لكنّ حضوره لافت وهيبته أمام الكاميرا طاغية.
حصد رشدي أباظة المولود في 3 أغسطس/ آب 1926 العديد من الألقاب، إلا أن أشهرها وأبرزها كان “دانجوان السينما المصرية”.
وكان الفتى الأول في السينما لسنوات طويلة، وساحر النساء، بسبب زيجاته وغرامياته الكثيرة.
وشهدت حياة الدنجوان العديد من الأحداث الغريبة والصادمة، كان من بينها إصابته بمرض سرطان الدماغ وعمره 50 عاما، وفقدان حاسة البصر في الأيام الأخيرة.
لم تنهزم إرادة “الدنجوان” أمام المرض، وكان يتحلى بالقوة والصبر رغم الآلام.
وبعد صراع شرس من المرض الخبيث جاءت النهاية، ورحل أباظة عن عالمنا في 27 يوليو/ تموز عام 1960، تاركا خلفه وجعا في قلوب محبيه وإرثا فنيا كبيرا.
وكما كان رشدي أباظة مختلفا في حياته، كان مختلفا ومثيرا في مماته، فهو الوحيد الذي أخرج جثمانه من القبر مرتين، ودفن 3 مرات.
قبل وفاته أوصى “الدنجوان” بدفنه في منطقة نزلة السمان حتى يكون بالقرب من العمال الذين يحبهم، وبسبب خلاف بين ابنته ووالدته تم نقل الجثمان من نزلة السمان، إلى إحدى المدافن بطريق إسكندرية الصحراوي، وبعد سنوات تم نقله للمرة الثانية إلى قبر آخر بناء على رغبة ابنته الوحيدة.
رحل الدنجوان ولا تزال حكاياته وعاداته الغريبة حديث الناس، وقيل إنه أوصى مساعده قبل الوفاة بأن يفرش قبره بالحناء والريحان لاعتقاده بأن الحناء تساعد على تحلل الجسد.
مرت سنوات على رحيل “الدنجوان” ولم يسقط من ذاكراة المشاهد العربي، بسبب أعماله الخالدة على شاشة السينما، ووسامته اللافتة، فهو البطل لمجموعة من الأفلام الرائعة منها “الرجل الثالث، وعروس النيل، وحكايتي مع الزمان”.