عالم الفن والمشاهير

مائة عام علي فؤاد المهندس ومحدش داري : فين نقيب الممثلين

باسل النجار = الرياض في الأحد 8 سبتمبر 2024 06:53 صباحاً - تحل الجمعة 6 سبتمبر مئوية ميلاد الفنان فؤاد المهندس المولود في هذا التاريخ قبل مئة عام وتحديدًا في 1924، الذي يجمع الباحثون في الدراسات الفنية أنه المؤسس الثاني لفن الكوميديا في مصر بعد أستاذه نجيب الريحاني الذي رحل عام 1949، ويعد تلميذه

المؤسس الثالث.

حين اقتحم مجال السينما في الخمسينيات، لم يكن الأمر سهلًا بسبب طبيعة المجتمع المحافظ والمركز المرموق لأسرته، إذ كان والده عميد كلية دار العلوم وعضو مجمع اللغة العربية.

وكان إسماعيل ياسين مسيطرًا على الساحة الفنية بمدرسته في الضحك التي حققت شعبية جارفة، ولكن المهندس رفض أن يقلده، فلم يتجه إلى السخرية من الشكل كما كان إسماعيل ياسين يسخر من فمه على سبيل المثال، أو يلجأ إلى أداء المهرج في أفلام تستهدف الضحك لمجرد الضحك.

واقترنت الكوميديا في أعماله بالرسالة التي تتضمن نقدًا اجتماعيًّا، ورغبة في تنوير المجتمع من دون وعظ أو خطابية مباشرة، وامتزج الضحك لديه بالشجن والدموع والحزن.

وتتلمذ على يد نجيب الريحاني منذ أن زاره وهو طالب بكلية التجارة، ليطلب منه أن يخرج مسرحية لفريق التمثيل بالكلية، ولكن الريحاني رفض أن يشركه معه في فرقته، وأكد له أن عليه أن يعتمد على نفسه، ولا يصعد على أكتاف الآخرين، ولكنه لم يبخل عليه بالنصيحة قط.

ويذكر أنه قدم في السينما نحو 70 فيلمًا منها “أخطر رجل في العالم”، و”عائلة زيزي”، و”عريس مراتي”، و”خلّي بالك من جيرانك”، و”زوج تحت الطلب”، و”الراجل ده هيجنني”، إلا أن المسرح ظل بالنسبة إليه عشقه الأول.

واللافت أنه شارك في تقديم مسرحية “إنها حقًّا عائلة محترمة”، 1979، وهو مصاب بجلطة في القلب، ويوجد خطر حقيقي على صحته، والمدهش أنه بعد انتهاء عرض المسرحية، شفي تمامًا في مفارقة عجيبة أذهلت الأطباء.

ومن أبرز أعماله المسرحية “سيدتي الجميلة”، و”السكرتير الفني”، و”أنا وهو وهي”، و”حواء الساعة 12″، و”سُك على بناتك”، ومن أعماله السينمائية التي أظهرت انشغالًا لافتًا بعيوب المجتمع وسلبياته، فيلم ” أرض النفاق” المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للأديب يوسف السباعي.

وفي كتاب، “مهندس البهجة فؤاد المهندس ووعي السينما”، يشير الناقد والأكاديمي المصري د. وليد الخشاب إلى أن فؤاد المهندس يضحكك بهروبه من الضرب في المشاجرات بطريقة راقصة وحركة معقدة، ذات أداء رياضي عالٍ، وبها خفة ورشاقة كراقص باليه، وهنا هو يتشابه مع شارلي شابلن الذي يتلقى الضرب بأداء أرستقراطي وحركة بدنية راقصة، لذلك يطلق الخشاب على كليهما “البهلوان الأرستقراطي”.

ويذهب وليد الخشاب في كتابه إلى أن فؤاد المهندس هو المعبر عن صعود الطبقة الوسطى في عهد ثورة يوليو 1952، فقد قامت الثورة على يد شباب في الثلاثينيات من العمر، ولذلك دعمت فيما بعد شباب الفنانين الوطنيين، ومنهم فؤاد المهندس وعبد الحليم حافظ الذي كان يمثل “الجناح الغنائي” لدولة يوليو، على حين يمثل المهندس “الجناح الكوميدي” لها.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا