باسل النجار - القاهرة - الأحد 8 سبتمبر 2024 10:47 صباحاً - أغاب الموت أحد أبرز رواد الساحة الثقافية والمسرحية في قطر، موسى زينل، الذي رحل عن عالمنا بعد مسيرة حافلة بالعطاء في مجال الثقافة، والمسرح القطري الذي كان من مؤسسيه الأوائل.
وعرف زينل بإسهاماته الكبيرة في تأسيس الحركة المسرحية القطرية، حيث شغل العديد من المناصب كان أبرزها مديرا لإدارة الثقافة بوزارة الإعلام والثقافة عام 1981. وكانت رحلته الفنية انعكاسا لطموحاته وشغفه العميق بالفنون والتراث القطري.
نشأته
ولد زينل سنة 1945، ودرس في المدرسة الابتدائية القديمة في قطر، ثم في المعهد الديني الذي حصل منه على شهادة الثانوية، قبل أن يتوجه إلى مصر ويلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة ويتخرج منها عام 1970 ليعمل بعد تخرجه مدرسا، قبل أن ينتدب وكيلا لمدرسة الدوحة الإعدادية.
وانتقل في ما بعد للعمل بجامعة قطر ليكون من أوائل المعيدين بها عام 1973 ليبرز اهتمامه بالأنشطة الثقافية والكشفية بالجامعة ويصبح أحد المسؤولين عنها.
وانتقل الراحل بعد عدة سنوات في جامعة قطر للعمل في إدارة الثقافة بوزارة الإعلام والثقافة، وهي المرحلة التي أحدثت نقلة نوعية في حياته نظرا لكونها كانت تلبي طموحاته وتفجر الطاقات الكامنة بداخله والخبرة التي اكتسبها، فضلا عن تركيزه واهتمامه بتعزيز الموروث القطري طوال مسيرته.
وفي غضون ذلك، بدا الاهتمام واضحا بالمسرح عند زينل، ذلك أنه كان من هواة التمثيل، إذ قام بأداء أدوار مختلفة في عدد من المسرحيات خلال دراسته في القاهرة، فبدأ الاحتفال باليوم العالمي للمسرح من خلال تنظيم أيام مسرحية يتم فيها عرض ثلاثة أعمال مسرحية لتتطور وتصبح نواة لمهرجان الدوحة المسرحي الذي بلغ نسخته السادسة والثلاثين هذا العام.
ولم يقتصر اهتمامه بالمسرح القطري على تأصيل الجانب الإداري وتسهيل مهام الفرق المسرحية، بل صاحب ذلك برؤية نقدية تطبيقية للأعمال التي عرضت من الفرق الأهلية، كما كانت المشاركات الخارجية للمسرح القطري وقتها سبيلا للتجويد والتطوير لأبي الفنون فضلا عن الاهتمام بالمواهب المسرحية، حتى المسرح المدرسي الذي يعتبر الرافد للمسرح القطري.
واصل الراحل موسى زينل مسيرته في المؤسسات الثقافية، حيث تم تعيينه مستشارا لوزير الثقافة في عام 2008، واستمر في العمل كخبير بالوزارة حتى بلوغه سن التقاعد.
وسام الفارس الفرنسي
وخلال مسيرته الثقافية الحافلة توج زينل بالعديد من التكريمات كان من أبرزها منحه وسام الفارس الفرنسي في الفنون والآداب في فرنسا، كما كرمته وزارة الثقافة وعدد من المؤسسات الثقافية في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلا عن تتويجه بوسام الكوكب الأردني.
وبعد رحلة من العطاء، ودع المثقفون والمسرحيون القطريون الراحل موسى زينل بكلماتهم الصادقة التي عبرت عن مشاعرهم تجاه أحد رواد الثقافة في قطر.
كما نعته عدد من المؤسسات الثقافية والشخصيات العامة والمثقفين الخليجيين والعرب مؤكدين على دوره في إرساء دعائم المسرح القطري مع الرعيل الأول من رواد المسرح القطري.
ومن أبرز الشخصيات التي حرصت على نعي الفقيد، سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، باعتباره رفيق دربه من الدراسة الابتدائية، اذغ قال: «اليوم بوفاة المرحوم انطفأت شمعة مضيئة من شموع الثقافة والمسرح القطري والعربي، وأسدل الستار على حياة كانت مليئة بالإبداع. وها أنا اليوم في لوعة لفقدانه فالقلب حزين بغيابه، وسيبقى خالدا بسيرته وبأعماله النبيلة وبسمعته الناصعة وبروحه المرحة».
ونعت اللجنة الدائمة للمسرح في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقولها: «تتقدم اللجنة الدائمة بخالص العزاء في وفاة رائد المسرح الخليجي الأستاذ موسى زينل».
كما نعت الهيئة العربية للمسرح، الفقيد عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قالت في تدوينة: «تشاطر الهيئة العربية للمسرح الفنانين في قطر والوطن العربي أحزانهم في رحيل الأستاذ موسى زينل».
اقرأ المزيد
الذكاء الاصطناعي يفاقم أزمة البطالة في أميركا
العراق يكشف حقيقة واقعة تجسس بمكتب رئيس الحكومة
تبون إلى ولاية ثانية.. 4 أسباب لانخفاض نسبة المشاركة بالانتخابات الجزائرية