الارشيف / اخبار الخليج / اخبار السعودية

الأهلى والزمالك.. قمة للتاريخ

ياسر الجرجورة - الرياض - الجمعة 8 مارس 2024 03:36 مساءً - الأهلى والزمالك.. حالة خاصة جداً ليس على الساحة الكروية فى مصر بل داخل الوطن العربى كله.. حالة تحتاج لدراسات عديدة.. حالة إذا تحدثنا عنها فلن نجد ما يكفى من "حكاوى"، ما أشبه الليلة بالبارحة، اليوم مثل الأمس لا جديد، فمهما تمر السنوات تبقى المنافسة على البطولات منحصرة بينهما.

أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة تتجه إلى ملعب الأول بارك في الرياض السابعة والنصف مساء اليوم، لمتابعة قمة الكرة المصرية بين الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر، وهي المرة الأولى التي يُقام فيها نهائي البطولة خارج مصر، في إطار التنسيق بين الاتحادين المصري والسعودي والشركة المتحدة للرياضة.

خططيًا، يلعب الأهلي والزمالك بنفس الطريقة من خلال الاعتماد على طريقة (4-2-3-1)، وهى الطريقة التى يتبعها معظم الأندية ليس فى الدورى المحلى وإنما داخل أغلبية الدوريات العالمية، حيث تعتمد هذه الطريقة على وجود 4 لاعبين فى الدفاع، وأمامهم محورى ارتكاز فى وسط الملعب، يقومان بدعم المدافعين والمساندة الهجومية فى بعض الأحيان على حسب سير اللقاء، ويقف أمامهم 3 لاعبين فى وسط الملعب، اثنان منهما كأجنحة "يسار ويمين" وصانع ألعاب خلف مهاجم وحيد.

اعتماد الأهلى والزمالك على نفس الطريقة، يؤكد أنه من المتوقع أن تشهد المباراة ندية كبيرة، لاسيما فى حال تطبيق هذه الخطة بحذافيرها من جانب اللاعبين على أرض الملعب، وهنا نحن أمام إمكانية حدوث سيناريوهين:

الأول يتمثل في وقوع لاعبي الفريقين "فريسة" للالتزام الدفاعى البحت، وعدم خلق فرص تهديفية كثيرة حتى تخرج فى النهاية بالمستوى الهجومى غير المأمول.

أما الثاني  يعتمد على الهجوم المتبادل السريع بعد تحركات لاعبى خط الوسط والأجنحة والضغط المستمر على المدافعين مما يخلق فرصة إحراز أهداف هنا وهناك على غرار مباريات الفريقين في الفترة الأخيرة والتي تشهد مواجهات ماراثونية وحماس شديد بين اللاعبين.

على أرض الواقع، فإن الفرصة مواتية لتقديم مباراة جيدة، ووفقاً للأوراق المتاحة للجهازين الفنيين للفريقين سيتضح بشكل كبير، بالإضافة إلى أن مارسيل كولر مدرب الأهلى يسعى لتأكيد تفوقه أمام الزمالك، بينما يأمل جوزيه جوميز تحقيق أول ألقابه مع الفريق الأبيض.

وفقًا للأوراق المتاحة فى مباراة الأهلي والزمالك فإن منطقة المناورات سيكون عليها عامل كبير فى حسم نتيجة المباراة لطرف على حساب الآخر، لذلك فإن الفريق الذى سيستطيع الدفاع الجيد من منتصف ملعبه والاعتماد على أخطاء خصمه فى بناء الهجمات السريعة واستغلال أنصاف الفرص سيكون له الكلمة العليا.

هناك أيضا معركة ثنائية فى مباراة الأهلي والزمالك خارج الخطوط لها عامل كبير أيضًا في تحديد هوية صاحب لقب الكأس، إذ يخطط كولر للحد من خطورة ثنائي السعيد وزيزو تحديدًا عبر فرض رقابة لصيقة عليهما وعدم ترك مساحات أمامهما للتحرك أو تمرير كرات للمهاجمين أو التسديد على المرمى، أما جوميز فيخطط لاستخدام كل أسلحته لإخماد تفوق الأحمر والسيطرة على قوته الضاربة من أجل خطف اللقب.

هنا أؤكد أن الفريق الذي سيفوز بالمباراة هو صاحب الروح القتالية والتعامل بمنتهى الجدية مع كل تفاصيل المباراة، والتهيئة النفسية المسبقة للاعبين، والأداء الجماعى داخل الملعب بفضل ترابط الخطوط وحسن الانتشار لاسيما فى خط الوسط حيث يقومون بأدوار دفاعية وهجومية مزدوجة.

 بعيدًا عن الجوانب الفنية للمباراة، فإن إقامة قمة نهائي كأس مصر بين الأهلى والزمالك فى الرياض يعد خطوة رائعة لدعم أواصر العلاقات مع السعودية، فدائمًا ما ننادى بحتمية وقوف العرب جنبًا إلى جنب فى جميع المجالات حتى يتحولوا إلى قوى عظمى، وهو ما تسعى إليه المتحدة للرياضة إلى مشاهدة كرة منزوعة العنف وبروح رياضية بعيداً عن وصلات الردح ، فضلا عن إعادة الإعلام الرياضي المهنية والعزف المنفرد في الانفرادات وإبراز الجوانب الإيجابية بدلاً من التركيز على الشتائم والمهاترات، أعتقد أن ذلك بداية تصحيح مسار الرياضة المصرية وليست كرة القدم فقط.

ختامًا، نتمنى مشاهدة مباراة كروية جيدة بين الأهلي والزمالك مثلما كنا نرى قديما، منافسة قوية داخل الملعب فقط يغلفها روح رياضية بين جميع اللاعبين، على أن نبارك للفريق الفائز ونقول: "هرد لك للفريق الخاسر".. لأن المستفيد الأكبر هنا سيكون المنتخب الوطني الذي يستعد لمواجهات حاسمة في تصفيات افريقيا المؤهلة إلى كأس العام 2026.

 

 

 

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا