اسقاط المخالفات المرورية في السعودية يُعد من أبرز الأمور التي يهتم بها المواطنين والمقيمين على حدِ سواء، لكن قانون المرور السعودي ومنع اسقاط المخالفات إلا في حالة واحدة فقط، وهي عند وفاة الشخص الذي سُجلت عليه المخالفات، ويهدف المرور السعودي من هذا التشديد في المخالفات المرورية إلى ردع المخالفين والحفاظ على السلامة العامة وتوفير بيئة قيادة أكثر آمان وانسيابية.
المرور السعودي يعلن اسقاط جميع المخالفات على هذه الفئة حتى لو تجازت قيمتها مليون ريال
قانون المرور السعودي يعد من أكثر القوانين صرامة في العالم، فقد وضع عقوبات مشددة على المخالفين تتضمن غرامات مالية كبيرة والسجن ومصادر المركبة وسحب رخصة القيادة، بالإضافة إلى الإبعاد عن المملكة إذا كان مرتكب المخالفة من الوافدين.
وتعتبر المخالفات المرورية من الأمور التي لا تتهاون فيها وزارة الداخلية السعودية ولا تقبل التسامح أو الإعفاء، وقد أكدت الإدارة العامة للمرور أنه لا يمكن اسقاط المخالفات المرورية إلا في حالة واحدة فقط، وهي عند وفاة الشخص الذي سُجلت عليه المخالفات.
وأوضح المرور السعودي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" إن المخالفات المرورية التي يتم إسقاطها عن المتوفيين هي التي تم تسجيلها في النظام قبل تاريخ الوفاة، بينما المخالفات التي تم تسجيلها بعد هذا التاريخ لا يتم إسقاطها، ومن هذا المنطلق أهابت إدارة المرور بجميع الورثة ضرورة نقل ملكية المركبة الخاصة بالشخص المُتوفى إليهم لمنع تسجيل أي مخالفات مرورية باسمه بعد تاريخ الوفاة.
مخالفات مرورية لا تغتفر ولا تقبل التسامح أو الإعفاء
حرصت المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة على تطوير منظومة النقل وتعزيز السلامة المرورية وتوفير بيئة قيادة أكثر آمان وانسيابية، ومواكبة الزيادة الكبيرة في عدد المركبات واتساع شبكة الطرق في السعودية، وذلك من خلال تحديث قانون المرور ورفع مستوى الوعي بسلوكيات القيادة السليمة، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.
وقد تضمن التحديث الجديد لقانون المرور السعودي، تقسيم المخالفات المرورية إلى ثلاثة مستويات حسب خطورتها، وقد جاءت المخالفات البسيطة في المستوى الأول، مثل استخدام الجوال أثناء القيادة، وتجاوز السرعة المحددة، وعدم الالتزام بإشارات المرور، أما المستوى الثاني فقد تضمن المخالفات متوسطة الخطورة، مثل قيادة المركبة بدون رخصة، أما المستوى الثالث فقد تضمن المخالفات الخطيرة التي لا تقبل العفو ولا المصالحة، مثل الهروب من موقع الحادث، وقيادة المركبة تحت تأثير المخدرات والمؤثرات العقلية، وتجاوز الإشارة الحمراء.
وأوضح المرور السعودي إن مخالفات المستوى الثالث لا تشملها قرارات العفو أو التخفيض، وعقوبتها تختلف من مخالفة إلى أخرى، وبشكل عام تتضمن غرامة مالية تصل إلى 10000 ريال سعودي، وأيضًا سحب رخصة القيادة وحجز المركبة في بعض الحالات، كما تتضمن العقوبات إحالة السائق إلى القضاء بتهمة القتل شبه العمد إذا تسببت المخالفة في حادث سير ونتج عنه وفاة.

تطويع التكنولوجيا الحديثة في رصد المخالفات المرورية
عملت الإدارة العامة للمرور في السعودية على مواكبة التحول الرقمي الذي تشهده المملكة وتطويع التكنولوجيا الحديثة في رصد المخالفات المرورية وتعزيز السلامة المرورية، وذلك من خلال استخدام الكاميرات الحرارية وأنظمة الذكاء الاصطناعي لرصد المخالفات على الطرق الداخلية والسريعة، والكشف عن السائقين المشتبه بهم، وتحليل بيانات الحوادث المتكررة لتحديد الأنماط الخطرة، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات الأمنية والصحية لفحص السائقين في النقاط الأمنية.
وأمام الثورة التكنولوجية والتطور الرقمي الذي تشهده السعودية، انخفضت نسبة الحوادث المرورية بشكل كبير، سجل تقرير القيادة السعودية لعام 2025، انخفاضاً حاد بنسبة 50% تقريباً في الوفيات المرتبطة بحوادث المرور في مختلف مناطق المملكة، وأوضحت إحصائيات رسمية أن المخالفات المرورية انخفضت خلال النصف الأول من العام الجاري 2025 إلى 1.659.448 مخالفة، مقارنة ب 1.968.733 مخالفة تم تسجيلها خلال نفس الفترة من العام الماضي 2024، وبلغت نسبة الانخفاض 16%. أما الحوادث المرورية فقد انخفضت من 2511 حادث تم تسجيله خلال النصف الأول من العام الماضي 2024، إلى 1383 حادث تم تسجيله خلال الفترة ذاتها من العام الجاري 2025، وبلغت نسبة الانخفاض 45%.
