الارشيف / اخبار الخليج / اخبار السعودية

الجامعة العربية تواصل الحشد انتصارا لفلسطين بعد مؤتمر القدس.. أبو الغيط يطير إلى بروكسيل.. وتوافق عربى سعودى أوروبى حول إحياء مبادرة السلام العربية.. و"التنويع" أهم أدوات المقاومة الجديدة فى مواجهة الاحتلال

ياسر الجرجورة - الرياض - الاثنين 13 فبراير 2023 08:42 مساءً - ساعات معدودة، تلك التي فصلت بين انطلاق مؤتمر دعم القدس، الذى نظمته جامعة الدول العربية، أمس الأحد، بحضور رفيع مستوى تصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، من جانب، والزيارة التي يجريها الأمين العام أحمد أبو الغيط إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل، للقاء مسؤولي الاتحاد الأوروبي، من جانب آخر، وذلك لإجراء مناقشات حول القضية الفلسطينية ومستقبلها، وسبل الوصول إلى حلول من شأنها العودة مجددا إلى مائدة التفاوض، وإحياء حل الدولتين بما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية، بالإضافة إلى تخفيف حدة التوتر على الأراضي الفلسطينية، في الفترة المقبلة، تمهيدا لإجراءات فعلية.

ولعل توقيت الزيارة التي يجريها أبو الغيط إلى بروكسيل، في ذاتها تحمل رسالة، مفادها تحويل التعهدات التي وضعتها الدول العربية على عاتقها، خلال المؤتمر، داخل أروقة "بيت العرب" إلى عمل، من شأنه تحقيق إنجازات ملموسة، فيما يتعلق بالقضية، التي تمثل أولوية قصوى فى الأجندة العربية، منذ عقود طويلة من الزمن، وهو الأمر الذي يتزامن مع انطلاق حقبة دولية جديدة، ذات إطار تعددي، يمكن إضفاء مساحة كبيرة من المناورة، للدبلوماسية العربية، سواء على المستوى الفردي، في إطار القوى الرئيسية بالمنطقة، وعلى رأسها مصر، أو الجمعي، تحت مظلة الكيان المشترك.

وخلال الزيارة، عقد أبو الغيط اجتماعا ثلاثيا مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ووزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وذلك لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية، والكيفية التي يمكن بها احتواء الانتهاكات المتزايدة، التي ترتكبها قوات الاحتلال، بحق الفلسطينيين ومقدساتهم، وسبل العودة إلى دائرة "الشرعية الدولية"، والتي طالما انتهكتها إسرائيل على مدار سنوات وعقود، دون رادع دولي.

الاجتماع
الاجتماع

 

في هذا الإطار، علق أبو الغيط على اللقاء عبر حسابه على موقع "تويتر" بقوله إن اللقاء كان مهما، مشددا على أن الهدف منه هو تعزيز مبادرة السلام العربية، وإحياء جهود صنع السلام بالشرق الأوسط، وذلك من خلال الأساسيات المتفق عليها ودون تعديل لأولويات المبادرة بأي شكل.

ويمثل الحديث عن المبادرة العربية، والتي أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، في عام 2002، محل اهتمام كبير من قبل الجامعة العربية، حيث تبقى المرجعية الأهم لعملية السلام، وهو ما أكدته في العديد من المناسبات، ربما أبرزها خلال أعمال القمة العربية بالجزائر في نوفمبر الماضي، قبلها خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، عندما التقى أبو الغيط والوزير السعودي، وبوريل لإحياء الذكرى الـ20 لانطلاقها، وهو ما يعكس الرؤية العربية القائمة على رفض أي بديل لها في إطار التسوية الشاملة، القائمة على حل الدولتين، بقيام الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، والقدس الشرقية عاصمة لها.

اللقاء الثلاثي
اللقاء الثلاثي

 

وتعتمد الجامعة العربية آلية الحشد، لتحقيق أكبر قدر ممكن من الزخم للقضية في المرحلة الحالية، وتحقيق طفرة كبيرة فيما يتعلق بالمساعي المرتبطة بالحصول على أكبر قدر من الدعم الدولي، وهو ما يبدو في المشاركة الكبيرة التي حظى بها مؤتمر القدس أمس الأحد، في ظل الحضور الكبير، الذي تجاوز "الهوية" العربية، إلى نطاق أوسع، تجلى في مشاركة مسؤولي منظمات إقليمية أخرى، على غرار مجلس التعاون الخليجي ومنظمة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الاسلامي، ناهيك عن مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، والذين اجتمعوا لنصرة القدس تحت راية "بيت العرب"، تأكيدًا على الهوية الثقافية والدينية للمدينة.

وهنا يقول أبو الغيط "سنواصل الجهد مع الشركاء ونستقطب اهتمام ودعم ومشاركة اطراف عديدة اخري".

وتتسم الجهود العربية الأخيرة للانتصار للقضية الفلسطينية، بمثابة "سبقا" مهما في ظل دبلوماسية "التنويع"، والتي تتراوح بين حشد المواقف الدولية، على غرار الاتحاد الأوروبي، كما يبدو في الزيارة الحالية لأبو الغيط إلى بروكسيل، من جانب، أو الأدوات، التي تهدف في الأساس إلى تغيير قواعد "المقاومة" المتعارف عليها، عبر التحرك على مسارات متعددة في آن واحد، منها ما هو قانوني، ودبلوماسي، بالإضافة إلى انتهاج بعدا تنمويا، بدا بوضوح خلال مؤتمر القدس، والذي حمل عنوان "صمود وتنمية".

فمن بين أبرز المخرجات التي أسفر عنها المؤتمر، إنشاء آلية تمويل تطوعية في إطار جامعة الدول العربية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مدينة القدس، وهو ما يمثل دعما للسكان في المدينة المقدسة، في إطار مقاومتهم للاحتلال وانتهاكاته التي ترتكب يوميا سواء عبر التهجير والهدم والاعتقالات أو انتهاكات المقدسات الإسلامية والمسيحية.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا