ياسر الجرجورة - الرياض - الاثنين 3 أبريل 2023 12:40 صباحاً - الكل يعلم أن مصر والسعودية قوتان إقليميتان تتمتعان بمقومات ثابتة تتعلق بعوامل تاريخية وحضارية، وبأبعاد سياسية واقتصادية كبيرة، لذا يوجد هناك حرص مستمر ومتواصل من البلدين على زيادة حجم الاستثمارات من خلال إقامة مشروعات مشتركة أو جذب استثمارات سعودية في عدة قطاعات منها الصناعي والسياحي والطاقة المتجدد.
والمتتبع لأرقام التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين يعلم مدى الخصوصية الشديدة للعلاقات بينهما، والعمل سويا على تعزيز الروابط الاقتصادية وتقويتها، لذا تتصاعد أهمية الشراکة الاستراتيجية بينهما سعيا لتحقيق المصالح الوطنية وللحفاظ على الأمن القومى والعربى وإعادة تشکيل موازين القوى الإقليمية، خاصة وقت الأزمات وليس هناك أخطر ممن تمر به المنطقة العربية الآن جراء الصراع المحتدم في كثير من البلدان العربية، وما يحدث في العالم أجمع من اضطرابات سياسية واقتصادية ضخمة تضع العالم على المحك بأن تكون هناك حرب عالمية ثالثة، خلاف أن العالم نحو ولادة نظام عالمى جديد الكل يبحث عن مكانة فيه أو يحرص على حماية نفسه من أن يكون ضحية هذا النظام، خلاف أن هناك من يتربص بالمنطقة، ويريد تأجيج الخلافات والأزمات بين دول المنطقة خاصة القوى الكبيرة فيها لينفذ ما يريده .
ونظرا لهذه الخصوصية، العالم دائما ما ينظر إلى إلى القاهرة والرياض باعتبارهما طوق النجاة لإعادة تفعيل النظام الإقليمى العربى وتعزيز دورهما لمواجهة التحديات المحيطة بالمنطقة، باعتبارهما قطبى العمل العربى فى المنطقة والشرق الأوسط، لذا فإن أي تطور في العلاقات بينهما ينعكس إيجاباً على القضايا العربية وملفات الصراع بدءاً من سوريا ومروراً بليبيا وانتهاء باليمن والعراق، لأن سياسة مصر والسعودية دائما ما تقوم على رفض كل التدخلات الإقليمية في شؤون الدول العربية، وكذلك سعيهما إلى احترام مبادئ الشرعية الدولية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار لتجنيب المنطقة الأنشطة المزعزعة للاستقرار، وموقفهما الثابت تجاه كثير من الملفات فى المنطقة العربية، خاصة أمن وسلامة الملاحة في الخليج العربي والبحر الأحمر، ورفض التدخلات الخارجية فى الشؤون الداخلية للدول، والاتفاق على ضرورة حل الميليشيات المسلحة وإخراج القوات المرتزقة والأجنبية من مناطق الصراع، وإعلاء الدولة الوطنية عن طريق المسار السياسى.
لذلك فإن العلاقات بين مصر والسعودية ضاربة في جذور عمق التاريخ، حيث تعود إلى نحو مائة عام، منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1936، فساهمتا مع 5 دول عربية أخرى في تأسيس جامعة الدول العربية، ودعمت السعودية مصر ضد العدوان الثلاثي، كما ساهمت جهود مصر في تقوية مواقف دول الخليج لتعزيز سيطرتها على ثرواتها النفطية، لتتوج هذه العلاقات بإعلان القاهرة في ختام مباحثات الرئيس السيسي وولي العهد السعودي عام 2015 والتأكيد على تطوير التعاون العسكري والتكامل الاقتصادي بين البلدين، وهو ما نراه خلال السنوات الماضية من حرص على تعزيز التعاون المشترك فى كافة المجالات .. حفظ الله أمتنا العربية ومصرنا الغالية