ياسر الجرجورة - الرياض - الأربعاء 5 أبريل 2023 11:08 صباحاً - واصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته تجاه فلسطين والمقدسات الإسلامية في المسجد الاقصى، خلال شهر رمضان، عبر اقتحام جديد، واعتقالات بين المعتكفين في الشهر الكريم مما أثار حالة من الامتعاض في العالم الاسلامي بين المستويين الرسمي والشعبي.
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر الأربعاء، المسجد الاقصى واعتدت على المعتكفين داخله واعتقلت المئات منهم.
وقالت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين، إن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 500 فلسطيني خلال اقتحامها المسجد الأقصى بدعوى وجود من وصفتهم بالمحرضين داخله، وذلك قبل ساعات من دخول عيد الفصح اليهودي الذي يتم الاحتفال به من الخامس إلى 12 أبريل الجاري.
ولاحقا، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن عدد من الفتية والشبان، واشترطت لإطلاق سراح آخرين إبعادهم لمدة أسبوع عن المسجد الأقصى.
وأظهرت صور قيام الشرطة الإسرائيلية بجر النساء واعتقال الرجال أثناء إخراجها المصلين من باحات المسجد الأقصى، كما أظهرت اعتداءها بالضرب على المعتكفين وتكبيل أرجلهم أثناء اعتقالهم.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن عشرات من المعتكفين في المسجد أصيبوا خلال الاقتحام، وإن قوات الاحتلال منعت أطقمه الطبية من الدخول إلى المسجد لإسعاف المصابين، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال اعتدوا على المسعفين وعلى سيارات الطواقم وحطموا زجاج عدد منها.
وعقب إخراج المعتكفين والمصلين بعد أدائهم صلاة الفجر اقتحم مستوطنون باحات الأقصى تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت جماعات يهودية متطرفة قد دعت إلى اقتحام الأقصى وذبح القرابين داخل باحاته بالتزامن مع عيد الفصح اليهودي.
في غضون ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي أن هناك مساعي دولية للتهدئة بعد إطلاق صواريخ من غزة والأحداث في المسجد الأقصى.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت المسجد الأقصى في صلاة التراويح لإخلائه من المعتكفين، وألقت قنابل الصوت داخل المسجد، وقطعت التيار الكهربائي عن المصلى القبلي، وحطمت باب العيادة الطبية.
واعتلى أفراد شرطة الاحتلال سطح المصلى القبلي وكسروا عددا من زجاج نوافذه، في حين أوصد المعتكفون الأبواب من داخل المصلى ورفضوا الخروج منه.
ورفعت مآذن القدس دعوات للنفير العام إثر الاقتحام، في حين خرجت مسيرات بالضفة الغربية وقطاع غزة نصرة للمسجد الأقصى وتنديدا بانتهاكات الاحتلال.
ولاحقا، تمكن فلسطينيون من أداء صلاة الفجر عند باب الأسباط بعد أن منعت قوات الاحتلال دخولهم للمسجد الأقصى.
في هذه الأثناء، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات على موقعين للمقاومة الفلسطينية جنوب مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية موقعين للمقاومة الفلسطينية بالقرب من الحدود في شمال وجنوب قطاع غزة.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن القصف جاء ردا على إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة نحو المناطق الإسرائيلية.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال الليلة الماضية مدينة نابلس وبلدة بيت أمّر شمال الخليل ومخيم نور شمس في طولكرم شمالي الضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنديا إسرائيليا أصيب الليلة الماضية في إطلاق نار شمال الخليل، وأعلن الجيش الإسرائيلي حالة تأهب وجاهزية على كافة الجبهات والساحات عشية عيد الفصح اليهودي، كما أعلن تعزيز قواته على الطرقات في الضفة الغربية.
وتعليقا على اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين فيه، قالت الرئاسة الفلسطينية إن ما يقوم به الاحتلال من مساس بالمقدسات حرب شعواء على الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وحذرت من أن تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء في الأماكن المقدسة سيؤدي لانفجار كبير.
وعلى صعيد ردود الفعل العربية، نددت وزارة الخارجية الأردنية باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء عليه وعلى المصلين، وحملتها مسؤولية التبعات الخطيرة للتصعيد الذي قد يقوض جهود تحقيق التهدئة ووقف العنف.
كما نددت الخارجية المصرية باقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، وطالبت بالوقف الفوري للاعتداءات على المصلين.
كذلك استنكرت الخارجية السعودية ما وصفته بالاقتحام الإسرائيلي السافر لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين.
وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومهاجمة المصلين والمعتكفين هناك، واعتقال ما يقرب من 400 فلسطيني، مُشدداً على أن هذه التصرفات غير المسئولة في الأماكن المقدسة تمس المشاعر الدينية لملايين من المسلمين عبر العالم، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك.
وفي المواقف الدولية، عبر وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا بالخارجية البريطانية عن صدمته من الاقتحام الإسرائيلي للمسجد الأقصى، وقال إن العنف يؤجج العنف، مشددا على أنه يجب احترام الأماكن المقدسة.