ياسر الجرجورة - الرياض - الجمعة 19 مايو 2023 05:08 مساءً - قال رئيس جمهورية جيبوتى إسماعيل عمر جيلى، إنه لا سبيل إلى مواجهة التحديات الراهنة إلا من خلال مواقف عربية موحدة ومتماسكة ترتكز على استراتيجيات وآليات عمل جديدة جدية وفعالة.
وأضاف جيلى - فى كلمته خلال افتتاح فعاليات القمة العربية 32 بالمملكة العربية السعودية - أن المواقف العربية الموحدة ستمكن من تلبية تطلعات الشعوب العربية المؤدية إلى الوحدة والتكامل على جميع الأصعدة، وتسهم فى إيجاد حلول عملية للصراعات التى تعصف ببعض دولنا العربية، والتى يدفع ثمنها الأبرياء من أبناء أمتنا.
وتابع رئيس جيبوتي: "إن قوتنا تكمن فى وحدتنا وتماسكنا فى دعم القضايا العادلة لأمتنا وفى مقدمتها القضية الفلسطينية التى تمر بأحلك الظروف فى ظل إمعان الاحتلال الإسرائيلى فى التنكيل بالشعب الفلسطينى الشقيق الأعزل"، مطالبًا بإلزام الدولة العبرية باحترام القانون الدولى الإنسانى ووقف جرائم الحرب التى ترتكبها وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطينى وتحشيد الطاقات العربية وتكثيف الجهود من أجل دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربي.
وفيما يتعلق بسوريا، رحب رئيس جيبوتى بعودة هذا البلد العزيز إلى الحضن العربي، معتبرًا تلك خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العربى المشترك، مثمنًا الجهود العربية المكثفة لمساعدة سوريا على الخروج من أزمتها وإنهاء معاناة الشعب السورى الشقيق التى امتدت على مدار الأعوام الماضية.
وأوضح أنه فيما يخص اليمن الشقيق، فإننا نجدد على موقفنا الثابت إلى جانب الشعب اليمنى الشقيق وقيادته الشرعية على كافة المستويات، معربين عن تفاؤلنا حيال أجواء السلام التى أضحت تخيم على المنطقة على خلفية التقارب بين المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية والذى أنعش الآمال بخفض التوتر فى اليمن وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، مشيدًا بجهود حكومة المملكة لإحياء العملية السياسية والتوصل إلى حل سياسى شامل ومستدام وفق المرجعيات المتفق عليها وتحت إشراف الأمم المتحدة.
وحول تطورات الوضع فى جمهورية السودان، أكد رئيس جيبوتى حرصه البالغ على استقرار السودان وسلامة أراضيه، مرحبًا بالجهود المحلية والإقليمية والدولية الهادفة لوقف إطلاق النار وتهيئة الظروف الملائمة لحوار سياسى شامل، لافتًا إلى المحادثات الجارية فى جدة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن جيبوتى بصفتها عضوًا فى لجنة هيئة (إيجاد) المكلفة بالوساطة فى الأزمة السودانية، فإنها ستواصل مساعيها لتنسيق المواقف مع باقى دول الهيئة المنخرطة فى هذه الوساطة ومع الدول العربية كذلك، مؤكدًا أهمية تضافر الجهود الجماعية من أجل إنهاء الأزمة فى أسرع وقت.
وأكد رئيس جيبوتي، دعم بلاده الكامل للجهود المبذولة لإنهاء الأزمة الليبية عبر تسوية (ليبية/ليبية) بما يحقق المصالحة الوطنية ويسمح بتنظيم الانتخابات فى أسرع وقت ممكن ويحفظ وحدة ليبيا وسيادتها ويصون مقدراتها ويلبى طموحات شعبها الشقيق فى الأمن والاستقرار والازدهار.
وحول المستجدات فى الصومال، أشاد رئيس جيبوتى بأجواء الانفتاح والاستقرار السياسى التى بدأت تباشرها البلد الشقيق، منوهًا بالمساعى التى تبذلها حكومة الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، مؤكدا أن الصومال لازال بحاجة إلى دعم أشقائه ومساندتهم لهم فى تحقيق تطلعات شعبه فى الأمن والاستقرار والتنمية.
وقال: "فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ عالمنا العربي، نحن بحاجة جادة وصادقة للتأمل فى حال الأمة وواقعها المرير بغية درء المخاطر التى تزداد تعقيدًا وتجديد عزيمة الصمود من أجل الدفاع عن حقوق شعوبنا وصون مقدراتنا، ونحن مفعمون بالأمل والتفاؤل فى ظل تولى المملكة العربية السعودية الشقيقة لقيادة دفة العمل العربى المشترك انطلاقا من ثقلها ودورها الريادى وحرصها المعهود على لم الشمل ونصرة قضايا الأمة".