الارشيف / اخبار الخليج / اخبار السعودية

حمزة غوث.. سيرة توثق لصفحات من تاريخ الدبلوماسية السعودية

  • 1/2
  • 2/2

ياسر الجرجورة - الرياض - الأربعاء 6 سبتمبر 2023 08:44 صباحاً - صدر عن دار جداول ببيروت كتاب «حمزة غوث.. سياسي دولتين وإمارة» للكاتب والمؤرخ السعودي محمد السيف رئيس تحرير المجلة العربية.  يتناول الكتاب سيرة المستشار السياسي حمزة غوث؛ أحد أبرز مستشاري الملك عبدالعزيز، ومندوبه إلى الكويت وسفيره في العراق وإيران.

 

‏ويعد هذا الإصدار إضافة لفئة كتب السير في المكتبة العربية، وقد سبق للمؤلف إصدار كتابين بارزين من كتب السير حيث أرخ لسيرة عبد الله الطريقي وناصر المنقور ليسرد من خلالهما صفحات من التاريج الاجتماعي والسياسي الحديث للمملكة العربية السعودية. 

 

تتضمن سيرة حمزة غوث عمله السياسي في العهد العثماني وفي إمارة آل رشيد. ويقع الكتاب في 700 صفحة، ويشتمل على وثائق تنشر لأول مرة. وُلد غوث عام 1299هـ/ 1882م في حي الساحة غرب المسجد النبوي، وكان مفاوضا يشهد له بالبنان سواء مع الإنجليز أو مع أمراء وملوك الأقطار العربية، ويسجل الكتاب أبرز المحطات في رحلة غوث الدبلوماسية التي تكشف وقائع تاريخية لم تسجل من قبل.  

 

 

استغرق السيف سنوات من البحث والتنقيب عن كل ما يخص حمزة غوث وما نشر عنه في الصحف وعن صولاته وجولاته السياسية والصحافية وارتباطها بتاريخ المنطقة العربية. يشير السيف إلى أن سيرة غوث طبعت قرناً عربياً بأكمله، في كل تحولاته السياسية وتبدلاته. لافتا إلى أنه كان شاهداً على حدثين سياسيين مهمين، طليعة القرن العشرين؛ الأول تداعي وانهيار الدولة العثمانية، والثاني تنامي وصعود الدولة السعودية، وما بينهما كان انهيار إمارة آل رشيد في حائل. 

يرصد الكتاب أنه في خضم الأحداث السياسية المتلاحقة في القرن العشرين، كان غوث شاهداً وفاعلاً، منذ انضمامه كغيره من الطلائع العربية المثقفة إلى جمعية الاتحاد والترقي، وعمله رئيساً لبلدية المدينة، ورئيساً لتحرير جريدة «الحجاز»، التي قادها بضراوة في مواجهة جريدة «القبلة»، الناطقة باسم الثورة العربية، وباعثها الملك حسين، ليلاحقه ويهاجمه ويُصدر أمراً بإعدامه.

 

لينتقل بعد ذلك ضمن عملية «سفر برلك» إلى الشام، ملتحقاً بجبهة الجهاد الإسلامي، المجاهد أحمد السنوسي، تحت راية مصطفى كمال أتاتورك لتقوده الأقدار للعمل في إمارة آل رشيد في حائل، مستشاراً سياسياً، ومفوَّضاً لها في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق. وما كان له، وهو السياسي المحنك، الذي يرى بزوغ وتألق نجم «ابن سعود»، إلا أن ينتقل للعمل معه وفي ظله، وقد أصبح محط الآمال وموطن التطلعات للعرب كافة، فجاء عمله في العهد السعودي ليكون قمة العطاء والإخلاص في كل المسؤوليات والمهمات التي أسندها إليه الملك عبدالعزيز، في الداخل والخارج.

 

يقول "السيف": كان حمزة غوث ذا اعتدادٍ كبير بنفسه وبرأيه، مما أكسبه صلابة في الرأي، قادته إلى النجاح كثيراً، وإلى الصدام في لحظاتٍ ومواقف وليس ذلك بغريب على مَنْ سار فوق أشواك السياسة. لقد سلك طريقاً شديدة الوعورة، عاش فيها لحظاتٍ حافلة بالأمل كما الإحباط، وبالإنجازات كما هي الانكسارات إلى أن ابتسمت له الأقدار في الرياض."


Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا