ياسر الجرجورة - الرياض - الأحد 22 أكتوبر 2023 04:57 صباحاً - استطاعت مصر وفي وقت قصير تنظيم قمة عالمية لدعم السلام في المنطقة وحقن الدماء، الأمر الذي استجابت له العديد من الدول و لمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، كما أرسلت مصر رسائل رفض لتوطين الفلسطينيين في سيناء، الأمر الذي يؤدى الي تصفية القضية الفلسطينية.
كما توقعت منذ ٦ أعوام ان هدف إسرائيل هو احتلال سيناء مرة أخري، حتي يتم لها حلم خريطة النيل الي الفرات عن طريق عدة خطوات، أولها توطين الفلسطينيين في سيناء وبعدها الدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس التي سوف تخرج من أرض سيناء.
من الواضح ايضا ان معاهدة السلام كامب ديفيد مع مصر كانت مرحله هامه بالنسبة لإسرائيل حتي تستوطن العديد من الأراضي والمناطق في فلسطين، ثم أثقلت اتفاقيات السلام "معاهدات أبراهام" الأخيرة في عهد الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب والتي من الواضح أنها أعطت دولة الاحتلال دفعة في الاتجاه المعاكس للسلام وليس السلام نفسه.
أعتقد أيضا أن إسرائيل ندمت على إبرام معاهدة السلام مع مصر وتحاول الالتفاف حولها عن طريق استفزاز مصر واستدراجها لمخالفة بنود اتفاقية السلام، فمنذ تولي حكومة نتنياهو القيادة مرة أخرى وهو لايهتم أو يرى فلسطين أو الفلسطينيين أو حقوقهم.
بالطبع أنا لا أويد وأدعم هجوم حماس على المدنيين بأي شكل من الأشكال، لكن لابد من الإجابة على السؤال ماذا تركت إسرائيل للفلسطينيين من اختيارات بعدما باتت تضرب بعرض الحائط بكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية وأكثر من ١٠٠ قرار من الأمم المتحدة، و أهمها شرط دخولها كعضو في الأمم المتحدة والتي لن تنفذه حتى يومنا هذا وهي تظل عضو في الأمم المتحدة .
أعتقد أن على المجتمع الدولي لفظ دولة الاحتلال وإدانتها دوليا ليس فقط بشكل قرارات وتصريحات بل بخطوات علي الأرض، وهو الأمر الذي تكرهه و تهابه إسرائيل، حيث أنها سعت لمدة عقود للاعتراف بها دوليا كما حاولت بشتى الطرق الوصول لموقع استراتيجي علي الخريطة السياسية العالمية الأمر الذي أصبح على المحك بعض ضرب المدنيين الفلسطينيين وخاصة بعد ضرب مستشفى المعمداني ودور العيادة.
من المفروض أن يتم استدعاء كل سفراء دولة الاحتلال في جميع عواصم العالم وتسليمهم رسائل مكتوبة وفرصة ٢٣ لوقف ضرب النار والسماح للمساعدات الطبية والغذائية بالدخول.
تلى تلك الخطوة طرد السفير وتعليق أى تعامل دبلوماسي بشكل رسمي بين تلك الدول ودولة إسرائيل، وأيضا على السعودية تجميد أى مفاوضات للوصول إلى اتفاق للتطبيع مع إسرائيل كما على الإمارات والبحرين تعليق اتفاقات أبراهام للسلام وما أسفر بعدها من تبادل تجاري واقتصادي .
ثم يتم التصعيد بوضع حصار على إسرائيل بالتشابه مع الحصار التي تفرضه إسرائيل على غزة والفلسطينيين ويتم هذا بغلق التبادل التجاري والمجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي مما يحول دون الوصول الدعم لإسرائيل من الدول الداعمة كما حدث في حرب أكتوبر ٧٣ كما حاصرت الرباعي العربي دولة قطر في وقت سابق .
وبهذا الحصار يكون المخرج الوحيد للإسرائليين هو الشمال وهو الأمر الذي سيتم مواجهة محتومة بين إسرائيل وحزب الله من الشمال.
فلن يكون أمام إسرائيل إلا محاولة الوصول إلى اتفاق أو مفاوضات نظرا للتهديد الوجودى لها فى المنطقة بعد فرض الحصار عليها.