سيف الحموري - الكويت - الخميس 16 نوفمبر 2023 10:25 مساءً - حذرت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد في «التطبيقي» د.جنان الحربي من ظهور حشرة «أم 44» هذه الأيام مع اعتدال الأجواء، مؤكدة انها يمكن ان تلدغ الشخص خصوصا في الحدائق المنزلية او العامة.
وأشارت الى ان لدغة «أم 44» تشبه لدغة الدبور والنحل وهي مؤلمة جدا، ويمكن ان تسبب تورم واحمرار المنطقة التي تصيبها اللدغة وردود فعل تحسسية مفرطة لدى البعض.
لكن د.جنان الحربي اوضحت بعض فوائد هذه الحشرة التي تعد مبيدا طبيعيا للقضاء على حشرات مثل النمل والصراصير والعناكب وحتى الفئران، كما انها لا تسبب ضررا للمفروشات المنزلية والاغذية المخزنة، وفيما يلي التفاصيل:
حشرة يتقزز منها الإنسان ولكن لا يعلم فوائدها انها حشرة الحريش أو «دخال الإذن»، اسمها العلمي «ستريقميا ماريتيما» وتلقب بـ «أم أربعة وأربعين»، ولكن هذا اللقب الشائع ليس دقيقا لأن زوائدها تصل في بعض الأحيان إلى 100 زوج.
مع اعتدال درجات الحرارة هذه الأيام نجد تزايدا في ظهور «أم أربعة وأربعين» في بعض مناطق الكويت خاصة في الحدائق المنزلية والعامة للتزاوج استعدادا لفصل الشتاء. هذه الحشرة الرشيقة تفضل العيش مختبئة في الأماكن المظلمة الرطبة تحت الصخور وفي الخزائن والحمامات وأصص النباتات والمخازن ولكنها تتجنب أنابيب التصريف لعدم قدرتها على السباحة. وتختبئ خلال النهار لحماية نفسها من حرارة الشمس لأن جسمها يجف بسرعة وتخرج ليلا للبحث عن فريستها. فاحذر عند الخروج للمشي ليلا. وللأسف، إذا دخلت هذه الحشرة المنزل لا تخرج منه ابدا لأنها تجد فيه مكانا مناسبا لوضع البيض الذي يزيد على 150 بيضة وتعيش إلى عمر يزيد على 6 سنوات ولا تحتاج لشرب الماء. وتتعدد ألوانها وأشكالها ولكن الأكثر شيوعا منه البني، والأحمر، وطولها يصل إلى 150 ملم. ولكن هناك بعض الأنواع لديها ضعف في النظر وتستخدم حاسة اللمس والشم واستشعار الموجات الاهتزازية لاصطياد فريستها وهذا سبب امتلاكها الزوائد الكثيرة.
تعتبر «أم أربعة وأربعين» ضمن الحشرات المكروهة بسبب شكلها المخيف، ولكنها تمتلك بعض الفوائد التي يجهلها الإنسان. فهي حشرة شرهة مفترسة من آكلي اللحوم فتتغذى على أنواع مختلفة من الحشرات التي تغزو المنازل مثل الصراصير، والنمل بأنواعه، والعناكب، وغيرها من الآفات المنزلية وأيضا الفئران مما يعنى أن تواجد «أم أربعة وأربعين» يمنع تقريبا تواجد أي حشرة أخرى في المنزل، ولكنها لا تسبب أي ضرر للمفروشات المنزلية والأغذية المخزنة. وللتوازن الطبيعي، هناك العديد من الكائنات تفترس «أم أربعة وأربعين» بالرغم من سمية بعضها مثل الطيور والضفادع والأفاعي.
لدى هذه الدودة زوج من الزوائد الحادة أسفل فمها مباشرة، تشبه الكماشة، تساعدها في عض فرائسها وحقن السم داخل أجسداها، وتسبب لها الشلل لتتمكن من تناولها بسهولة. وتتضارب الآراء حول خطورة حشرة الحريش فمنهم من يدعي أنها آمنة لا تلدغ الانسان والبعض الآخر يشدد على خطورتها. وفي الحقيقة هذه الحشرة لا تشكل خطرا كبيرا ولكن يجب التعامل معها بحذر فلا يستطيع الإنسان أن يميز مقدمتها عن نهاية جسمها لأنها تستطيع أن تلدغ الإنسان وتختبئ بسرعة رهيبة. فهي تدخل المنزل بدون إذن ونكتشفها بعد لدغها لأحد أفراد الأسرة.
ولكن إذا لدغت «أم أربعة وأربعين» الإنسان فلدغتها اشبه بلدغة الدبور والنحل مؤلمة جدا لأن مخالبها السامة قادرة على اختراق الجلد فتتسبب في وتورم واحمرار المنطقة. ولكن بعض حشرات «أم أربعة وأربعين» تطلق سما يحفز مواد كيميائية سامة مثل السيروتونين، والهيستامين، والتوكسين المثبط للقلب، فيمكن أن تتسبب في ظهور ردود فعل تحسسية مفرطة لدى البعض فيحتاج لمراجعة الطبيب.
هذه الفترة يفضل الحذر عند المشي ليلا في الحدائق مع وضع لاصقات في مداخل المنزل والتهوية للتخلص من الرطوبة مع تنظيف المخازن وسد الشقوق. ويدعي مفسرو الأحلام ان رؤية حشرة «أم أربعة وأربعين» في الحلم تدل على كثرة الهموم والتعب وغدر الأصدقاء. وإذا رآها الإنسان بعدد كبير فهذا يدل على كثرة الأعداء. وقتلها في المنام يدل على أن هذا الإنسان سوف يتغلب على أعدائه ويحل مشاكله.