سيف الحموري - الكويت - الأحد 10 ديسمبر 2023 10:33 مساءً - ندى أبونصر
أحيت مؤسسة «لوياك» وأكاديمية لوياك للفنون «لابا» اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، من خلال فعالية خيرية وأمسية موسيقية، تحت عنوان «لتحيا شجرة الزيتون»، كوقفة وفاء ودعم للشعب الفلسطيني.
وقد ارتأت «لوياك» الاحتفاء بيوم التضامن الدولي الموافق 29 نوفمبر من كل عام، من خلال ربطه ببرامج المساحات الخضراء التي تتبناها المؤسسة كاستراتيجية فاعلة منذ أكثر من عام، بهدف تسليط الضوء على أهمية التنمية المستدامة وانعكاسها على التغير المناخي والمجتمعات.
وفي السياق، اختارت «لوياك» شجرة الزيتون لما تمثله من إرث ثقافي وحضاري وقيمة تاريخية لدى الشعب الفلسطيني، فهي متجذرة بتجذر هذا الشعب، وتسهم في تحقيق الاستدامة والنمو الاقتصادي.
وتخلل الحفل التضامني فقرات فنية متنوعة تجسد معاناة الشعب الفلسطيني، فمن خلال الأداء التمثيلي الصامت، قدم براعم «لابا» فقرة تختزل الإجرام اللاحق بأطفال غزة، وذلك تحت إشراف المدربة حوراء إبراهيم، كما أبدعت فرقة كورال «لابا» تحت إشراف مايسترو الفرقة الفنان يوسف بارا ورئيس قسم الموسيقى الفنان هشام حلاق، في أداء العديد من أغاني التراث الشعبي الفلسطيني، مثل يا طالعين الجبل، يا طير سنونو، لأجلك يا وطني، وغيرها الكثير.
السقاف: المقاومة الفلسطينية أعادت ثقتنا وآمالنا الضائعة
ومن ثم بعد الوقوف دقيقة صمتا عن أرواح شهداء غزة، ألقت رئيسة مجلس إدارة «لوياك» والعضو المنتدب لأكاديمية «لابا»، فارعة السقاف كلمة افتتاحية، تحدثت فيها عن «شجرة الزيتون التي ترمز إلى تجذر الشعب الفلسطيني وتاريخه العريق وعمق ارتباطه بأرضه المباركة، أرض السلام ومهد الأديان السماوية».
وقدمت اعتذارا للشعب الفلسطيني «الذي طمست أخبار معاناته في السنوات العشرين الماضية، لتحل محلها كوارث وحروب الشعوب العربية.
كما وجهت تحية شكر لـ «حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) التي أعادت لنا ثقتنا وآمالنا الضائعة، ونفضت عنا متلازمة الهزائم والانكسار، حتى جاء يوم السابع من أكتوبر حاملا بشائر عودة الحق والقيم، مؤكدا جدوى التمسك بالقيم الإنسانية والنضال في سبيل الحق والعدل»، وأشادت بـ «شعب غزة البطل الذي ضرب لنا أروع صور البطولة والشجاعة والإيمان والنبل والكرامة».
وتابعت السقاف «ما نشهده هذه الأيام من انتفاضة لشعوب العالم تضامنا مع الحق الفلسطيني، إنما يعكس وعي جمعي وصحوة عالمية للضمير الإنساني، حركتها المقاومة الفلسطينية بشقيها العسكري والشعبي. تحية، لا بل ألف تحية، للشعب الفلسطيني الذي استطاع أن يغير العالم وأن يخلق عالما جديدا. أرادوها نكبة أخرى، لكنها ستصبح نصرا مبينا».
وأضافت «اخترنا شجرة الزيتون عنوانا لأمسيتنا لتسليط الضوء على نوع آخر من أخطر أنواع الإبادة ومحو الهوية الذي يمارسه الاحتلال الصهيوني، ولم يأخذ حقه في الإعلام. أردنا أن نوجه اهتمام شبابنا إلى نوع آخر من الجرائم البشعة التي يمارسها الاحتلال الصهيوني، منذ العام 1948. فمن المهم أن يدرك شبابنا أن حرق الأشجار وإتلاف الأراضي الزراعية يسهل للمحتل الصهيوني مصادرة الأرض من أصحابها الفلسطينيين وتشريدهم وإحلال المستوطنات الصهيونية مكانها. ومن المهم أن يعلموا أن مساعدة المزارع الفلسطيني وتمكينه من زراعة أرضه، هو شكل آخر من أشكال المقاومة، يطلق عليها «المقاومة الخضراء» والتي تساهم في صمود الشعب الفلسطيني».
وختمت السقاف بالقول «إن دعمكم لإعادة تأهيل القطاع الزراعي في غزة، هو عمل وطني نبيل. وهدفنا من هذه الأمسية التعاون لتمويل شراء خمسة آلاف شجرة لزرعها في غزة، بمساعدة منظمة «العربية لحماية الطبيعة (APN)».
زعيتر: يقلعون شجرة نزرع عشرة
وجرى عرض كلمة مصورة لرئيسة الهيئة الإدارية لـ «العربية لحماية الطبيعة» في الأردن، رزان زعيتر، التي أثنت على «الكويتيين الشرفاء ومؤسسة «لوياك» ممثلة بفارعة السقاف وفريق عملها ومتطوعيها.
ووجهت السلام لكل من اختار أن يقاوم الظلم والاحتلال، وقد اخترنا بدورنا «المقاومة الخضراء»، حيث أطلقنا شعارنا «يقلعون شجرة نزرع عشرة». وبالفعل، زرعنا ثلاثة ملايين شجرة حتى الآن، أعالت ربع مليون نسمة، لثلاثين ألف عائلة»، وأضافت «اخترنا دعم مبدأ السيادة الغذائية في فلسطين والأردن وكامل الوطن العربي، وها هي «لوياك» تستمر في دعم مبادرتنا عبر فعاليتها النبيلة اليوم. وأتمنى للكويت، وهي عز العرب، كل الخير والنجاح والبركة».
هدى الشوا: مبادرة «لوياك» فعل مقاومة وحياة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وكانت مشاركة لافتة للكاتبة هدى الشوا، التي تحدثت عن أهمية وحيوية مدينة غزة منذ التاريخ القديم، قائلة «إنها آخر محطات قوافل التجارة من شبه الجزيرة العربية، وشدت بقول الشاعر محمود درويش «وعليك أن تحيا وأن تحيا وتعطي مقابل حبة زيتون.. جلدك»، سيبقى الزيتون، ما بقيت الأرض، وستبقى أشجار الزيتون واقفة، في وسعها أن تقول أكثر مما تقول اللغة، كم يفديك شعبك بجلودهم يا فلسطين.
وقرأت الشوا فقرة من روايتها «تنين بيت لحم» عن فتى اسمه خضر، ابن مخيم الدهيشة، بالقرب من مدينة بيت لحم، مرددة «لم يزر خضر مدينة القدس أبدا أو يصل إلى البحر أو يخرج إلى الطبيعة.. وفي يوم ماطر حلق التنين به عاليا، مجتازا سماء المخيم والمدينة، فطار فوق بيت لحم، فوق الجدار الفاصل والهضاب والجبال. ولأول مرة رأى خضر البلاد، رأى أشجار التين والزيتون والصنوبر والزعرور والصبار واللوز والتوت والتفاح. رأى أزهار الربيع وشقائق النعمان واللبيد والزنبق والحنون والنرجس وعصا الراعي والعليق. حط التنين عند شجرة زيتون ضخمة، وكل شجرة لها سرها. هذا الزيتون شاهد على قصص وحكايات وأحداث عمرها أكثر من خمسة آلاف سنة».
مزاد على أشجار زيتون معمرة دعماً لغزة
وأوضح قائد البرامج البيئية المتجددة في «لوياك» محمد جاسم الكليب أن «الحفل التضامني شمل مزادا خيريا على أشجار الزيتون، التي يعود عمر بعضها إلى قرابة 100 عام»، وأدار المزاد الإعلامي عبدالمطلب نذر ثم تم التبرع بعائدات المزاد لدعم وتأهيل القطاع الزراعي في غزة، من خلال «العربية لحماية الطبيعة»، والتي تسهم في إعادة زرع أشجار الزيتون في الأراضي الفلسطينية، وقد كان لمساهمة شركة مجموعة الكوت الغذائية وإيكيا (شركة الحميضي المحدودة الكويت) دور كبير في دعم الأمسية، كما حرصت «لوياك» على أن تجعل من الحفل التضامني مع الشعب الفلسطيني مناسبة لتكريم الطلاب الفائزين في مسابقة «إيكوكويست» (Eco- Quest) البيئية الأخيرة، التي نظمتها بالتعاون مع «لابا».
وقد حظي الفائزون بالمركز الأول باشتراك مجاني في أحد برامج «لوياك»، مثل برنامج «العادات السبعة» وبرنامج «كلمة» وبرنامج «المؤثر»، وحصد الفائزون بالمركز الثاني عضوية اشتراك مجانية في صفوف «لابا» الفنية لمدة شهر. هذا، وتم تكريم المتطوعين المتميزين في الأنشطة والبرامج البيئية المتنوعة التي تندرج ضمن استراتيجية «لوياك» للمساحات الخضراء.
وقد أقيمت فعالية «لتحيا شجرة الزيتون» تحت رعاية مشتل «الوفرة سيتي» ومشتل المرحوم محمد العبدالجادر، ومشتل فرع الوفرة الزراعي «ناصر نايف العتيبي»، ومزرعة بكر موسى ومزرعة الأستاذ باسل الشطي وشركة «لابتشينو» للديكور والتصميم و«سوسن مطبخي» المعروفة بتقديمها المأكولات والأطباق الفلسطينية التقليدية و«عصير الضاحية». وقد خصصت جنى إيفنتس ريع كل صورة بجانب مفتاح القدس لدعم أهل فلسطين، تحت شعار «ستعودين يا أرض السلام.. ساهم بابتسامتك لمساعدة إخواننا في فلسطين».