سيف الحموري - الكويت - الثلاثاء 19 ديسمبر 2023 11:13 مساءً - بقلم: سالم الناشي
ودّعت الكويت سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وقد خيم الحزن والألم على سماء الكويت، وتشاركت كل الدول والشعوب معها.
وكل من يعرف أمير الكويت الراحل سمو الشيخ نواف الأحمد ـ رحمه الله ـ يعرف أنه رجل الطيبة والتواضع والحب للكويت والكويتيين، ويعرف أنه رجل دولة، وأحد أبرز قادة السياسة فيها، فقد تحمل مسؤوليات جسيمة على مدى 60 عاما، بدءا من كونه محافظا لمحافظة حولي عام 1961 ولمدة 16 عاما، ثم وزيرا للداخلية ولمدة 10 أعوام، ووزيرا للدفاع مدة 4 أعوام، ثم وزيرا للشؤون الاجتماعية والعمل لمدة عامين، ثم نائبا لرئيس الحرس الوطني ولمدة 9 أعوام، حيث أصبح بعدها نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للداخلية، و14عاما وليا للعهد (2006-2020) ثم أميرا للبلاد لمدة 4 أعوام.
وقد ارتبط اسمه، رحمه الله، ارتباطا كبيرا بمسجده الذي بناه في منطقة الصديق، باسم مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم مسجد بلال بن رباح، فلا يذكر المسجد إلا ويذكر معه اسم سمو الأمير، طيب الله ثراه، هذا المسجد الذي أصبح مهوى سموه ـ رحمه الله ـ يقرأ فيه القرآن الكريم، ممسكا بمصحفه في خشوع وسكينة.. تعلوه ملامح الهيبة والوقار.. فكرسيه المتواضع ومصحفه لا يزالان في المسجد شاهدين على ذلك.
٭ وقد عرف الناس هذا الاهتمام من سمو الأمير ـ رحمه الله ـ في حضوره المستمر للمسجد، فكل من أحب أن يلتقي به يذهب إلى المسجد ويراه هناك، داخلا بكل تواضع، فيقبل عليه الناس يحيونه صغارا وكبارا، ويسلمون عليه، وينحني متواضعا للأطفال ليقبلوا رأسه، أو يقبل هو رأسهم، ويمسح عليها برفق.
٭ وقد عرف سموه بالصلاة في المساجد القريبة من منزله في منطقة العديلية، ثم في منطقة الصديق، ويدخل المسجد بهدوء ودون رسميات، ويصافح من يقبل عليه من المصلين، ويحنو على الجميع، ويقف مصليا بين الناس أو جالسا في إحدى زوايا المسجد، فاتحا مصحفه تاليا آيات من الذكر الحكيم، ولاسيما في أيام الجمع وشهر رمضان المبارك، وأثناء صلاة التراويح، ويتفقد أحوال المصلين وما يحتاجونه، وكذلك المسجد ومرافقه المختلفة.
٭ وقد ربط سمو الأمير الأمن بالله، فالله هو الحافظ في الأول والآخر.. هكذا قال سمو الأمير ـ رحمه الله ـ عندما سئل عن الأمن وأهميته.. ثم أكمل.. فضلا عن تماسك الجبهة الداخلية والتعاون، وحسن أداء رجال الأمن، كما أنه يعتقد أنه لن يتأخر أي كويتي عن حماية أرضه وأمنه واستقراره.
٭ وعندما سئل متى يشعر بالضعف؟ أجاب سموه ـ رحمه الله ـ قائلا: أضعف أمام الله سبحانه وتعالى أولا، وعندما أرى رجلا مسنا يحتاج إلى مساعدة، أو طفلا مريضا يتعذر علينا معرفة مرضه، وعندما سئل عن هدفه في الحياة قال سموه: هدفي هو رضا الله تعالى علي، ثم رضا الناس، وأن يعم الأمن والاستقرار الكويت.
٭ وفي كلمة من سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، لأخيه صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد قال: نريد أن نصلح قدر المستطاع، وذلك وفق الدستور والقانون، وأن نقف مع شعبنا، فأنا يهمني المواطن وراحته..
٭ ثم دعا لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وكأنه يوصيه: أنتم فيكم البركة، وقادرون على أن تقوموا بالواجب الذي يمليه عليكم ضميركم.. والله يوفق الجميع في خدمة الوطن والمواطنين، بارك الله فيكم لخدمة وطنكم.. الله يوفقكم ويعينكم.. فأنت محل النفس.
٭ فرد صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله: السمع والطاعة، ثم السمع والطاعة مني ومن الحكومة ومن شعبك الأصيل الوفي.