الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

الإقبال على تعلم اللغة الإسبانية.. انفتاح ثقافي كويتي لاكتشاف جماليات حضارة مشتركة


سيف الحموري - الكويت - السبت 27 يناير 2024 09:09 مساءً - في ضوء الانفتاح على الثقافات والحضارات المختلفة، ظهرت في الكويت مؤخرا توجهات لافتة لاسيما بين الشباب لتعلم اللغة الاسبانية.

ويفسر معنيون زيادة الإقبال الكويتي على تعلم اللغة الإسبانية بالرغبة في التعرف على ثقافات الدول الناطقة بالإسبانية واكتشاف جماليات لغة لها قواسم مشتركة مع اللغة العربية وإرث «أندلسي».

وفي هذا الإطار، يقول سفير اسبانيا لدى البلاد ميغيل مورو أغيلار لـ «كونا»: «فيما يتعلق باللغة الإسبانية يسعدنا أن نرى مدى اهتمام الشعب الكويتي بلغتنا».

ووصف ذلك بأنه «دليل آخر على مدى تقاربنا كدولتين.. لقد نجحت المبادرات الخاصة في تلبية الطلب على تعلم اللغة الإسبانية وقد قمنا مؤخرا بافتتاح مركز داخل المعهد الفرنسي خاص باختبار (ديلي) الذي هو اختبار الكفاءة الرسمي في اللغة الإسبانية بالكويت».

وشدد على أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين البلدين، موضحا أن الكويت دولة رائدة في المجال الثقافي في منطقة الخليج فيما تفتخر إسبانيا أيضا بتمتعها بخلفية ثقافية غنية.

وقال إن البلدين يرتبطان بتاريخ مشترك ما يجعل التعاون الثقافي بينهما أمرا طبيعيا وسلسا، مشيرا كذلك إلى أن المجتمعين الكويتي والإسباني يتقاسمان العديد من الاهتمامات مثل الموسيقى والفلامنكو وفن الطهي والسينما والرياضة.

وأكد أن استراتيجيات التعاون الثقافية التي طورتها السفارة الإسبانية مع الكويت كانت ناجحة للغاية وأدت إلى تفاهم أفضل بين الشعبين.

وقال «نحن نقدر عمل المجلس الوطني ودار الآثار الإسلامية ومكتبة البابطين والمكتبة الوطنية ومركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي والعديد من الجهات الفاعلة الأخرى في القطاع الثقافي في الكويت، لأنه بدون دعمها المستمر لن يكون هذا التعاون ممكنا».

وأضاف «تجمع إسبانيا بين التقاليد والحداثة وهذا يظهر في مشهدها الثقافي» مشيرا إلى أن هذا هو السبب وراء تنوع الأنشطة الثقافية التي نفذتها السفارة.

وتابع «أخيرا وليس آخرا تحرص السفارة على المشاركة في المعارض والمهرجانات المتعلقة التي تتيح الترويج للثقافة والتقاليد الإسبانية مثل معرض الكويت للكتاب ومنتدى سيقام قريبا في جامعة الكويت».

ويوجد في الكويت العديد من المحبين للإسبانية يمكنهم تعلم تلك اللغة في العديد من المراكز أحدها مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الكويت ومن بينهم كوثر القلاف وهي طالبة تحب تعلم لغات جديدة بدأت بتعلم اللغة الإسبانية، لأن لديها العديد من الأصدقاء من بورتوريكو.

وتعتقد القلاف أن تعلم اللغة الإسبانية سيساعدها على فهم ثقافة بورتوريكو وأن التحدث مع أصدقائها بلغتهم الأم سيسمح لها بالتعرف عليهم بشكل أفضل.

وتقول القلاف «اللغة الإسبانية كانت بداية بالنسبة لي لأن الإسبانية في رأيي هي الخطوة الأولى لتعلم اللغتين البرتغالية والفرنسية».

كما أن هناك أنفال الهولي التي وجدت نفسها منجذبة إلى اللغة الإسبانية وبدأت في مشاهدة الأفلام والعروض الناطقة بها وقررت التسجيل بدورة لتعلم اللغة الإسبانية أثناء وجودها في الكلية.

ولم تتوقف الهولي عند هذا الحد وإنما تقدمت بطلب للحصول على دورات عبر الإنترنت ونجحت في إتمام المستوى الأول سريعا.

وترغب الهولي بعد تعلمها اللغة الإسبانية في أن تنهل كذلك من إحدى اللغتين الفرنسية أو الإيطالية لتتعرف على ثقافة أخرى من خلال اللغة.

ودرست القلاف والهولي المستوى الأول عبر الانترنت (أونلاين) لكنهما تنخرطان حاليا في دروس المستوى الثاني بمركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر بجامعة الكويت تحت إشراف الأستاذة الجامعية د. أفراح ملا علي التي درست بجامعة (سالمنكا) وهي أقدم جامعة في إسبانيا ويرجع بناؤها إلى 900 عام وأصبحت أول امرأة كويتية وعربية تحصل على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وعلامة (فيتكور) بتلك الجامعة العريقة.

وعلامة (فيتكور) عبارة عن بروتوكول خاص بجامعة (سالمنكا) لكتابة أسماء الحاصلين على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف على حائط أقدم جامعة في المملكة الاسبانية والعالم المتحدث باللغة الاسبانية ورابع أقدم جامعة في أوروبا.

وتقول د.ملا علي التي تقوم بتدريس اللغة الإسبانية منذ عام 2012 «إن التدريس هواية جميلة بالنسبة لي وقد اهتم عدد أكبر من الأفراد بتعلم اللغة الإسبانية في السنوات القليلة الماضية».

وأعربت عن اعتقادها بأن عدد المتحمسين للغة الاسبانية في الكويت في ازدياد لأنها «لغة جميلة وموسيقية وتستحق التعلم».

ونصحت د. ملا علي الراغبين في تعلم اللغة الإسبانية بأن يكونوا إيجابيين في توسعهم الثقافي من خلال تعلم لغة جديدة، قائلة «الأمر ليس صعبا ولكنه ليس سهلا أيضا.. سيحبون الاستماع إلى اللغة الإسبانية».

ووصفت الاسبانية بأنها لغة شيقة بامتياز خاصة أنها توسع المدارك والأفق، لأن المتحدثين بها من دول شتى وثقافات متعددة وأدبيات متنوعة تمتد من أوروبا إلى أفريقيا وصولا إلى أميركا اللاتينية.

Advertisements
Advertisements