سيف الحموري - الكويت - الاثنين 29 يناير 2024 10:01 مساءً - على مدار 130 عاما مرت العلاقات الكويتية -السعودية بمحطات تاريخية ومفصلية توجت بمواقف ثابتة عكست عمق العلاقة وخصوصيتها بين القياديتين والشعبين.
وما زالت كلمة الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود (رحمه الله) الشهيرة في حاضرة ذاكرة وقلوب الكويتيين حين قال «إما ان تعود الكويت أو تذهب السعودية معها» وذلك عام 1990 حين غزت العراق دولة الكويت.
وتتميز العلاقات بين البلدين الشقيقين بطابع خاص جدا يقوم على أسس راسخة صنعتها القواسم المشتركة والمواقف التاريخية منذ عقود، اضافة إلى السمات المشتركة المبنية على الأخوة ووحدة المصير.
ويعود تاريخ متانة هذه العلاقات إلى عام 1891 حينما استضاف الأمير الراحل الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود ونجله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن في الكويت ووقف إلى جانبهما حتى استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902 لتتجاوز العلاقات حينها أبعاد العلاقات الدولية بين جارتين جمعتهما جغرافية المكان إلى مفهوم الأخوة وأواصر القربى والمصير المشترك تجاه أي قضية تعتري البلدين الشقيقين والمنطقة الخليجية على وجه العموم.
وأضفت العلاقات القوية التي جمعت الشيخ مبارك بأخيه الإمام عبدالرحمن الفيصل المتانة والقوة على العلاقات السعودية ـ الكويتية خصوصا بعد أن تم توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي واصل نهج والده في تعزيز علاقات الأخوة مع الكويت.
واستمر أمراء دولة الكويت وملوك المملكة العربية السعودية اللاحقون على هذا النهج وصولا إلى عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وملك المملكة العربية السعودية الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وتحديدا في عام 1990 حين غزت العراق دولة الكويت، فكان للمملكة الدور الكبير في استضافة ودعم دولة الكويت حكومة وشعبا حتى تحرير دولة الكويت في عام 1991.
وفي عام 2018 في عهد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد (طيب الله ثراه) وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تم إنشاء مجلس التنسيق السعودي ـ الكويتي وهو مجلس تنسيقي تندرج تحت مظلته مجالات التعاون والعمل المشترك بين البلدين بهدف ترجمة العلاقات الوطيدة والوصول بها إلى التكامل.
ويهدف المجلس الذي وقع محضر إنشائه في عام 2018 إلى وضع رؤية مشتركة تعمل على تعميق واستدامة العلاقات بين البلدين بما يتسق مع أهداف مجلس التعاون لدول الخليج العربية وتعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وبناء منظومة تعليمية فعالة ومتكاملة قائمة على نقاط القوة التي تتميز بها الدولتان.
وفي 5 يونيو 2021 عقد الاجتماع الأول لـ«مجلس التنسيق السعودي ـ الكويتي» بتوجيهات الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
ويطمح الجانبان السعودي والكويتي إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى مستوى أعلى، حيث تظهر الإحصاءات الرسمية أن حجم التبادل التجاري بينهما خلال عام 2019 بلغ نحو 39.8 مليار ريال سعودي، فيما بلغت صادرات المملكة إلى دولة الكويت نحو 83.7 مليار ريال والواردات نحو 56.1 مليار ريال
ويعمل البلدان على تفعيل أعمال «مجلس التنسيق السعودي ـ الكويتي» وذلك بعقد الاجتماع الأول خلال أقرب فرصة ممكنة.