الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

عادل المرزوق: منخفض جوي عميق جداً وراء الغبار الكثيف وسوء الأحوال الجوية

  • سيف الحموري - الكويت - الأربعاء 18 مايو 2022 08:16 مساءً - السرايات الحالية تضرب برياح قوية مصحوبة بغبار كثيف وأتربة متطايرة

فصّل الخبير الفلكي عادل المرزوق الحديث حول الفترة المناخية في الوقت الحاضر وظاهرة الغبار الكثيف الذي يغطي البلاد بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.

وقال المرزوق ان منخفضا جويا عميقا جدا نتيجة ارتفاع درجة الحرارة أدى الى هذا الغبار الكثيف الذي غطى وسط العراق وامتد الى شرق شبه الجزيرة العربية ووصل الى الحدود القطرية وصولا الى دولة الإمارات. وفيما يلي التفاصيل:

لقد وردتني بعض الأسئلة عن الفترة المناخية في الوقت الحاضر، حيث يستفسر بعض الإخوة ويشيرون إلى ظاهرة الغبار التي تهب علينا الآن مع الملاحظ أن الغبار يظهر مع ارتفاع في درجات الحرارة وهذا يحدث خلال فترة النهار مع سطوع أشعة الشمس وتسخينها لتربة الأرض مع العلم أنه في السنوات الماضية كان يوجد في هذه الفترة غبار في النهار ويترسب في الليل، فما سبب هذه الظاهرة الغريبة؟

٭ عزيزي القارئ أعتقد سبب طرح هذا السؤال هو هبوب الرياح النشطة في هذه الأيام والتي تكون في العادة رياحا بين شمالية إلى شمالية غربية وهذه الرياح يكون منشؤها في البحر الأبيض المتوسط وغالبا يكون منشأ هذه الرياح هي الشواطئ الشرقية للبحر والتي تمتد من تركيا شمالا حتى سيناء جنوبا وعندما تعبر هذه الرياح سواحل البحر المتوسط وتدخل في الأراضي السورية واللبنانية وفلسطين المحتلة وتجتاز سواحل البحر المتوسط وتتوغل في هذه الدول فإنها تمر في طريقها إلى شبه الجزيرة العربية على الصحراء السورية والأردنية وكذلك تدخل إلى وسط العراق فتدخل جافة وخالية من الرطوبة أو الغيوم، فهذه المناطق التي عبرتها هذه الرياح هي مناطق تقريبا صحراوية وإن اعتبرت من مناطق مناخ البحر المتوسط إلا أنها تعتبر من المناطق شبه الصحراوية، وحيث إن هذه السنة كانت نادرة في أمطارها أو بصورة أصح عديمة المطر وتربتها بسبب ذلك تكاد تخلو من الغطاء النباتي الذي يؤدي في العادة إلى تماسك التربة وعدم انجرافها وتطايرها في الهواء الجاف والنشط الذي يحمل بدل المطر الأتربة المتطايرة والغبار نتيجة للحرارة العالية، الأمر الذي يؤدي إلى تكون منخفضات جوية عميقة في هذه المنطقة قد تكون وبسبب الحرارة العالية أقل بكثير من (1000) مليبار ويمكن أن تكون في بعض الأوقات قوة المنخفض الجوي تصل إلى (820) مليبار ونشير إلى أن علماء المناخ قد حددوا الضغط الجوي على مستوى سطح البحر بقوة (1013) مليبار كضغط جوي معتدل فإذا قلّ الرقم عن (1013) مليبار اعتبرت المنطقة في منخفض جوي وإذا زادت قوة الضغط الجوي عن هذا الرقم فهو مرتفع جوي.

ولكن ما حصل مؤخرا من هبوب غبار كثيف جدا غطى منطقة وسط العراق وامتد جنوبا حتى وصل إلى شرق شبه الجزيرة العربية ووصل هذا الغبار إلى الحدود القطرية وتجاوزها وصولا إلى حدود دولة الإمارات العربية المتحدة ويرجع سوء الأحوال الجوية هذه إلى تكون منخفض جوي عميق جدا وصلت قوته بين (900 و970) مليبار نتيجة لارتفاع في درجات الحرارة، ولذلك فإن الرياح الشمالية التي تكونت في الصحراء السورية والأردنية فاتجهت هذه الرياح الشمالية الجافة إلى المنخفض الجوي الذي تمركز في وسط العراق واندفعت بسرعة زادت على (60) كم/ س الأمر الذي أدى إلى تطاير التربة وتكون الغبار الذي خفّض مدى الرؤية إلى أقل من (100) متر أو انعدمت في كل المناطق التي غطاها الغبار.

هذا ملخص لوضع الطقس الذي حدث عندنا في الأيام الماضية ولكن يجب أن نذكر هنا أننا الآن في الفترة المناخية التي تعرف باسم «السرايات» والتي تضرب فيها الرياح القوية أو العواصف في الفترات المسائية وسميت سراية لأنها سروة أي السير في الفترة المسائية ومن عادة فترة السرايات أن (السراية) عندما تضرب فإنها تضرب برياح قوية مصحوبة بغبار كثيف قد يجعل مدى الرؤية قليلا جدا، يلي هذا الغبار هطول أمطار قوية وكثيفة ومدمرة تسبب الخراب والدمار ولكن نظرا إلى أن هذه السنة هي «سنة محِل» بكسر حرف الحاء أي سنة خالية من الأمطار فجاءت الرياح النشطة الجافة والتي تخلو من المطر ولكن حملت إلى المنطقة الغبار والأتربة المتطايرة بدلا من الأمطار.

وتساءل بعض الإخوة في مراسلاتهم بالقول: إن الغبار الذي كان يهب علينا في السنوات الماضية غبار يترسب في الليل ولكن في هذه الفترة نرى الغبار يتطاير طوال الليل ولا يترسب حسبما نعرف.

نود أن نشير هنا إلى أن الغبار المقصود في هذا السؤال والذي يثار في النهار (الضحى العود) مع ارتفاع درجة الحرارة والذي يترسب في الليل هو غبار فترة «البوارح» الذي يبدأ من بعد الساعة (9:00) صباحا تقريبا إلى بعد الساعة (10:00) ليلا وفترة البوارح التي من المتوقع أن تبدأ في الأسبوع المقبل وتكون بداية البوارح في يوم 26 مايو، حيث يبدأ «البارح الصغير» أو كما يسمى في الكويت «بارح المشمش» ويستمر البارح الصغير مدة بين 11 و15 يوما حسب حالة الطقس ثم في يوم 6 يونيو يدخل «البارح العود» مع ظهور نجم الثريا، حيث تخف فيها حدة الرياح النشطة أو «الهواء التارس» ويكون في هذه الفترة الغبار الذي يهب في النهار ويترسب في الليل.

ولكن نظرا إلى التشابه الكبير في الفترات المناخية المعروفة محليا في الفترة الحالية أصبحت هناك تقسيمات مناخية مختلفة، حيث امتزجت فترة السرايات مع فترة البوارح وأضحى كثير من الناس لا يميز بين الفترات المناخية العديدة، فعلى سبيل المثال هناك من يدمج فترة سبق السرايات التي تبدأ يوم 15 أبريل ومدتها 15 يوما مع فترة السرايات التي تبدأ يوم 28 أبريل ومدتها شهر كامل (30 يوما) أي أن السرايات تصبح في هذه الحالة مدتها 45 يوما وكما يوجد أيضا من يدخل «فترة السرايات» التي مدتها 30 يوما ويدمجها مع «فترة البارح الصغير» ويجعل «السرايات والبارح الصغير» فترة مناخية واحدة مدتها 40 يوما ويجعلها من ضمن فترة السرايات. كما توجد تقسيمات أخرى تجعل فترة البارح الصغير فترة مناخية منفردة وهناك توزيعات مناخية تدمج فترة البارح الصغير مع البارح العود وتكون فترة البوارح مدتها 50 يوما، وهناك توزيعات أخرى تعد فترة البوارح فترة مناخية منفردة مدتها 40 يوما.

ولكن حسبما كنا نسمعه من أجدادنا في الماضي هي التقسيمات التالية:

1- فترة سبق السرايات مدتها 14 يوما تبدأ في يوم 15 أبريل.

2- فترة السرايات ومدتها 30 يوما تبدأ في يوم 28 أبريل (وتسمى السرايات أيضا غيوب الثريا أو الكنة).

3- فترة بارح الصغير أو «بارح المشمش» ومدتها 11 يوما تبدأ في يوم 26 مايو.

4- فترة البارح العود ومدتها 40 يوما وتبدأ يوم 6 يونيو.

هذه الفترات كانت تسمى في الماضي بفترة «الغلاق» التي كانت تنتهي في يوم 16 يوليو مع دخول فترة «تشلة القيظ» وهي شدة حرارة الجو في المنطقة.

Advertisements
Advertisements