- سيف الحموري - الكويت - الاثنين 20 يونيو 2022 10:57 مساءً - المجلس الأعلى للمرأة في البحرين بقيادة الأميرة سبيكة آل خليفة يدعم المرأة بلا حدود
- أتمنى أن أرى المرأة البحرينية بشكل خاص والخليجية والعربية بشكل عام في أعلى المناصب القيادية
- عالمنا ذكوري ولابد من دعم المرأة بعد أن أثبتت جدارتها في العطاء والإنجاز بمختلف المجالات
- إذا عرفنا كيف نستفيد من طاقات ومواهب وإبداعات الشباب سنرتقي بالمجتمع إلى أفضل صورة
- العمل التطوعي يسهم في غرس ثقافة التآخي والتلاحم وتقبل الآخرين بين مختلف الفئات والجنسيات
المنامة ـ هناء السيد
«شهدت الكويت طفولتها ومراحل الدراسة الأولى لها، فشكلت شخصيتها وذكرياتها التي لا تنسى، ثم جاء زواجها و تنقلها بين أكثر من بلدٍ، فكان ذلك عاملا مساعدا لدعم طموحها في أن تصبح امرأة في قمة التميز والنجاح». إنها رئيسة جمعية عطاء للمسؤولية الاجتماعية، ورئيسة لجنة الشفاعة الحسنة البحرينية لتنشيط التبرع بالأعضاء وسيدة الأعمال والناشطة الاجتماعية هالة فهمي جمال، التي تؤمن بأن القراءة هي سلاح الإنسان لتنمية ثقافته ووعيه. تمتلك فهمي العديد من الخبرات على المستوى الأكاديمي والاجتماعي وهي صاحبة العضويات في أكثر من تخصص، والمتحدثة البارعة في المؤتمرات المحلية والدولية، وقد حصلت على الكثير من الدروع والشهادات التقديرية.. ولا زالت بطموحها تسعى لتحقيق ما هو أكبر.
وفي لقاء خاص مع «الأنباء»، قالت فهمي إن المرأة الكويتية نموذج للمرأة العربية الناجحة ووصلت لمراكز قيادية وسياسية واجتماعية واقتصادية مرموقة، لافتة إلى كفاح المرأة الكويتية وتبوؤها العديد من المناصب المرموقة حتى توجت ذلك بنيل حقوقها السياسية كاملة بدخول مجلس الأمة وتولي المناصب الوزارية، لتصبح الكويت من ضمن الدول العربية التي تشهد مساواة بين الرجل والمرأة في الحقل السياسي. وأكدت فهمي خلال اللقاء أهمية غرس قيم العمل الخيري في وجدان الشباب، فهي ثقافة عندما نربي الأجيال الجديدة عليها تصبح جزءا أصيلا من ثقافة المجتمع، فإلى التفاصيل:
في البداية نود إلقاء الضوء على دورك كناشطة اجتماعية؟
٭ نجاحي الأساسي أعتبره في أسرتي وعائلتي أولا، وما وصلت إليه في هذه المرحلة كان هو البداية بالنسبة لي، ووصول أبنائي لمراحل من النجاح في دارستهم، هو ما يمثل لي الإنجاز الحقيقي. وحقيقة، أنا أؤمن بالعمل التـطـوعـي والاجـتـمـاعي بشكل كبير جدا، فقد أنعم الله علينا بقدرات وطاقات لابد من الاستفادة منها في خدمة المجتمع، وأنا تركيزي غالبا ما ينصب على المرأة والشباب، وأتمنى أن أرى المرأة البحرينية بشكل خاص والخليجية والعربية بشكل عام في أعلى المناصب القيادية.
ما الدافع وراء عملك في مجالات عدة، خيرية، ثقافية واجتماعية؟
٭ كوني امرأة، نجد أن عالمنا اليوم في مجتمعاتنا بشكل عام هو عالم ذكوري، والمرأة اليوم تحتاج للمرأة لتساندها، فالمرأة أثبتت أنها قادرة على الإنجاز ولديها الكثير من القدرات والمزايا في مختلف المجالات، ونحن الآن في عصر تمكين المرأة، ولا نقول أن المرأة تحتاج إلى أن تنهض، لأن المرأة أصلا ناهضة، وأثبتت جدارتها، ولكن لابد أن نتكاتف لإعطاء مجالات أوسع للمرأة، على أن نضع نصب أعيننا أن تحافظ المرأة على كينونتها وأخلاقها ومكانتها التي وهبها إياها ديننا الحنيف وسنته الشريفة، ومن الضروري أن يتم توعية كل فرد في المجتمع بأن المرأة قادرة ولديها الجدارة لتبوؤ أعلى المناصب في الحياة.
وبالنسبة للشباب، فأنا أؤمن بأن الشباب هم المستقبل الواعد، فإذا كان لدينا شباب واع ومثقف ومتعلم، يعرف كيف يستفيد من طاقاته ومواهبه وشبابه وإبداعه، فإننا بإذن الله سنرتقي بالمجتمع بشكل أفضل نحو بناء مجتمع أرقى بفضل هؤلاء الشباب الواعد المسلح بالعلم والأخلاق والإيمان. من هنا وجدت نفسي مساندة للشباب، ووجدت نفسي في العمل التطوعي والاجتماعي معهم. وأنا أؤمن بالعمل بروح الفريق الواحد وتبادل الخبرات، وأؤمن بأننا نكمل بعضنا البعض.
ماذا عن جمعية عطاء للمسؤولية الاجتماعية للأفراد؟
٭ تم إشهار جمعيه عطاء للمسؤولية الاجتماعية للأفراد عام 2016 تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية المسؤولية الاجتماعية لدى الأفراد، كما تهدف إلى الاستفادة من خبرات وإمكانيات المتخصصين لتحسين الأوضاع المعيشية لذوي الدخل المحدود، تقديم المساعدات إلى أصحاب الحاجة في المجتمع لتحقيق الرفاه الاجتماعي حسب الإمكانيات المتاحة للجمعية.
ومن أهداف الجمعية تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال المسؤولية الاجتماعية للأفراد في الدول العربية، التوعية بثقافة المسؤولية الاجتماعية للأفراد وأهميتها في تنمية المجتمع، العمل على تطوير مفاهيم المسؤولية الاجتماعية للأفراد عبر المبادرات والتدريب وتقديم الدعم الفني، الدعم والتشجيع للأفراد والقطاع الخاص وحثهم على تبني برامج المسؤولية الاجتماعية للأفراد لإرساء علاقات شراكة حقيقية مع منظمات المجتمع المدني بما يساهم بشكل فاعل في تحقيق التنمية المستدامة، وتشارك الجمعية في جميع المجالات والاحتفالات الاجتماعية مثل يوم المرأة البحرينية و مؤخرا أقامت حفل منتدى «عطاء للإبداع والابتكار الشبابي.
وتم خلال المنتدى تكريم 25 من المبدعين من بينهم ذوي همم ولفتت إلى أن الجمعية وضعت نصب عينيها، خطة استراتيجية للأعوام للفترة 2022 ـ 2026، بدأت بالإعداد إليها من أجل تغيير ثقافة العمل الإنساني وتعزيز ثقافة العمل التطوعي إلى جانب غرس ثقافة التآخي والتلاحم وتقبل الآخرين التي تعمل عليها الحكومة الرشيدة.
ما تقيمك لوضع المرأة في البحرين؟
٭ هناك دعم لامحدود يقدمه المجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البلاد المفدى رئيسة المجلس، للمرأة البحرينية، وهذا الدعم ساهم في تبوؤ النساء في البحرين مكانة متقدمة على جميع الأصعدة، وبالطبع فإن ما وصلت إليه المرأة البحرينية من مكانة كان بفضل رعاية صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وما تتخذه الحكومة برئاسة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، من إجراءات عملية في مجال تقدم المرأة بمختلف المجالات. ولدينا العديد من سيدات الأعمال البحرينيات اللواتي حصلن على مناصب عالية في الدوائر الحكومية كوزيرات أو وكلاء وزارة وفي البرلمان كمثال رئيسة البرلمان البحريني والعديد من السيدات في مجلس الشورى وفي السلك الديبلوماسي كسفيرات وفي السلك القضائي والعسكري والتعليمي والاقتصادي والتجاري والرياضي والفني وعضوات في مجالس إدارة الشركات والمؤسسات والعديد من مواقع اتخاذ القرار.
كيف ترين طموح المرأة في البحرين؟
٭ لابد أن أقول هنا كلمة حق في المرأة البحرينية، فالمرأة البحرينية فعلا امرأة مثقفة وواعية ولديها الرغبة في تطوير ذاتها، وأنا فعلا أعجبتني نماذج عديدة من سيدات من مختلف المستويات الاجتماعية الثقافية وغيرها، فوجدت في كل مكان أن المرأة قادرة على العطاء والإنجاز والإبداع، وهذا دليل على أن المرأة البحرينية واعية ومسؤولة، وهي على مقدرة وجدارة أن تتبوأ أعلى المناصب سواء على المستوى الرسمي أو الاجتماعي أو الثقافي، ولديها حب للعمل الاجتماعي، وفي مختلف المجالات، فالمرأة البحرينية هي قيمة كبيرة جدا في المجتمع البحريني. وأرى أن طموح المرأة البحرينية لا نهاية له، فالمرأة البحرينية إن وضعتها في منصب عالٍ أو مراكز معينة تجدها رائدة وقائدة وتطمح في أن تنجز وتطور، وهي ميزة موجودة في المرأة البحرينية، ويجب العمل على بلورتها بشكل أوضح وأكبر وتوجيهها، فهناك طاقات وقدرات لدى المرأة البحرينية وعند كل العناصر الأنثوية بمختلف الأعمار، فكلٌ منهن تستطيع أن تعطي في مجالها وموقعها سواء كنَّ نساء أو فتيات.
ما رأيك في جهود وإنجازات المرأة بالكويت؟
٭ المرأة الكويتية سباقة فقد حصلت على حقوقها الاجتماعية و السياسية منذ زمن طويل وننظر إليها أنها نموذج يحتذى فكانت سيده أعمال ناجحة ووكيلة وزارة ورئيس جامعة وغيرها، ولديها تاريخ سياسي توج بدخولها مجلس الأمة عندما تم التصويت على ذلك في 16 مايو 2005، وهو تاريخ لن تنساه المرأة الكويتية، بالموافقة على مشروع قانون يكمل حقوقها السياسية، ويتيح لها خوض الانتخابات البرلمانية ترشيحا وانتخابا. لتصبح بعده معصومة المبارك أول وزيرة في تاريخ الكويت، وفي العام 2009، شهد نجاحا كبيرا للمرأة حين فازت 4 نساء بعضوية مجلس الأمة وبنتائج مبهرة، فالمرأة الكويتية عنصر فاعل، ومازالت تلعب دورا رئيسا.
فمنذ أكثر من عقد من الزمن اكتملت حقوق المرأة الكويتية السياسية، لتصبح الكويت من ضمن الدول العربية التي تشهد مساواة بين الرجل والمرأة في الحقل السياسي.
حدثينا عن كتابك «القيادة وصناعة القرار التربوي»؟
٭ يتحدث الكتاب بشكل عام عن القيادة وعن القرار التربوي، ويهدف إلى تحديد أهم المعارف والمهارات الإدارية والمعرفية والشخصية والإنسانية اللازمة للقيادات التربوية، ويعتمد بشكل أساسي على الأسس والنظريات المفسرة والاتجاهات المعاصرة وكيفية توظيفها والاستفادة منها في إدارة المؤسسات التربوية، والتي سيعود نجاحها بالدرجة الأولى على السياسة الناجحة للقائد التربوي وقدرته على صناعة واتخاذ القرار المناسب، وتعامله مع المشكلات بطرق إبداعية، وكذلك دوره الاجتماعي الذي يقوم به أثناء تفاعله مع غيره من أفراد المؤسسة التربية، وعلى الرغم من أن الكتاب تربوي، إلا أنه يمكن أن يستفيد منه كل قائد ومسؤول عند اتخاذ القرار في أي مجال من مجالات الحياة.
وموضوع القيادة والقرار التربوي من المواضيع التي لا تهمني أنا فقط، ولكن تهم كل شخص يسعى للتطوير والتغيير في المجتمع الذي يعيش فيه. وقد توجهت لهذا المجال في رسالتي للدكتوراه. ويهمني كباحثة وكأم أن أتكلم عن التعليم والمدارس والمناهج والإدارة والمعلمين وكل ما يهم التربية، وأرى أن البيت هو الأساس لأي إنسان في هذا الوجود، والمدرسة هي المكمل لدور البيت، فالمدرسة لديها دور كبير في تشكيل أو تهيئة جيل المستقبل، فإذا قمنا بتهيئة الإدارة المتميزة والناجحة والواعية والمثقفة في المدارس، فنستطيع من خلال هذه الإدارة أن نشكل الجيل المتميز والمبدع.