الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

زيادة تساقط الأمطار بمعدل 0.2 ملم وارتفاع درجات الحرارة 0.05 سنوياً بسبب التغير المناخي


سيف الحموري - الكويت - الأحد 4 سبتمبر 2022 10:06 مساءً - أنجز معهد الكويت للأبحاث العلمية دراسة بعنوان «التنبؤ بتأثير التغيرات المناخية على تجمعات المياه الجوفية العذبة المستخدمة في الأحواض الشمالية للكويت»، بتمويل جزئي من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.

وفي هذا السياق، قال رئيس المشروع الباحث بمركز أبحاث المياه في المعهد حبيب القلاف إن تغير المناخ أصبح حقيقة تزداد وضوحا كل يوم ويظهر أثره على الموارد المائية من خلال حالات الجفاف والفيضانات المتكررة في أجزاء كثيرة من العالم، لافتا الى ان الكويت ليست استثناء من ذلك، حيث تكشف المؤشرات الأخيرة عن تحول في الطقس ما بين جفاف وغزارة بالأمطار.

وأضاف القلاف: بناء على هذه المؤشرات فمن الممكن أن يصبح المناخ في الكويت أكثر جفافا أو رطوبة، وقد يؤثر التغير المناخي على عدسات المياه العذبة والقليلة الملوحة القابلة للاستخدام الموجودة في بعض المنخفضات الطبيعية شمال الكويت والتي توجد فوق المياه الجوفية المالحة في توازن دقيق للغاية، مبينا أن هذه المياه تمثل خيارا قيما لاحتياطيات المياه الاستراتيجية المضمونة للكويت، والتغيرات المناخية قد تؤدي إلى اختلال التوازن الهش ما بين عدسات المياه العذبة أو قليلة الملوحة والجوفية المالحة، مما يؤدي إلى فقدها أو نقصانها، وبناء على ذلك وللتنبؤ بهذه المخاطر فقد تم تنفيذ الدراسة الحالية.

وعن أهمية الدراسة، ذكر ان الهدف الرئيسي منها تقييم التغير المكاني والزماني لتساقط الأمطار ودرجة الحرارة وأثرهما على تغذية عدسات المياه الجوفية العذبة في شمالي الكويت، حيث تم تحليل بيانات تساقط الأمطار ودرجات الحرارة المسجلة في بعض محطات الطقس، واستخدام نموذج المناخ الإقليمي مع النموذج العشوائي للتنبؤ بالتغيرات المناخية للكويت، بالإضافة إلى تطوير طريقة جديدة لتوازن كتلة الكلوريد لتقدير تغذية المياه الجوفية.

الأمطار والحرارة

وحول منهجية الدراسة، لفت إلى استخدام بيانات تساقط الأمطار ودرجات الحرارة، التي تم الحصول عليها من محطات الأرصاد الجوية بالكويت وأجهزة قياس تساقط الأمطار القائمة في الروضتين وأم العيش شمالي الكويت للتعرف على الاتجاهات العامة لتساقط الأمطار والحرارة، مؤكدا جمع عينات من المياه الجوفية من منطقة الدراسة وتحليلها لتحديد تركيز الأملاح وعنصر الكلوريد فيها، واستخدامها في استشراف مقدار الشحن للمياه الجوفية باستخدام النموذج المعدل لتوازن الكلوريد، ووفق تذبذب مستوى سطح المياه الجوفية، مشيرا إلى استخدم برنامج RAINBOW للتنبؤ باحتمالية تكرار تساقط الأمطار الغزيرة، وكذلك نموذج المناخ الإقليمي مع النموذج العشوائي RainSim للحصول على بيانات محاكاة سقوط الأمطار في الكويت للتنبؤ بتغير تساقطها عبر الزمن، وتأثير تغير المناخ على تغذية المياه الجوفية.

وبين القلاف ان الدراسة أظهرت زيادة في وتيرة تساقط الأمطار الغزيرة بالكويت خلال العقود الأخيرة وأثرها في تشكل وجريان المياه السطحية وحدوث فيضانات مفاجئة، وعند مقارنة النتائج التي تم الحصول عليها من نموذج المناخ الإقليمي و«العشوائي» للتنبؤ بتأثير تغير المناخ على تساقط الأمطار، وجد ان «العشوائي» أعطى نتائج أكثر تطابقا مع الظواهر القصوى لتساقط الأمطار المسجلة، مشيرا الى ان طريقة توازن كتلة الكلوريد أعطت نتائج أكثر دقة بشأن تغذية عدسات المياه الجوفية العذبة من مياه الأمطار في منطقة الدراسة.

ولفت إلى أن تغير المناخ له أثر إيجابي على هطول الأمطار وآخر سلبيا على درجات الحرارة، وتغذية المياه الجوفية، ومن المتوقع أن يكون هناك تزايد في الاتجاهات العامة لهطول الأمطار ودرجات الحرارة مع مرور الوقت في حين ستنخفض كمية شحن المياه الجوفية.

تغذية المياه الجوفية

وزاد: كشفت نتائج الطريقة المبتكرة لتوازن كتلة الكلوريد أن حوالي 20% من مياه الأمطار قد أسهمت في تغذية المياه الجوفية، وان التغير المناخي سوف يؤدي إلى زيادة معدل تساقط الأمطار بمقدار 0.2 ملم/العام، وارتفاع معدل درجات الحرارة بمقدار 0.05 oم/العام، مما سيؤثر سلبا على تغذية مكامن المياه الجوفية من مياه الأمطار، حيث من المتوقع أن ينخفض معدل تغذية عدسات المياه العذبة بمقدار 2.8% بحلول نهاية عام 2100، كما أوصت الدراسة باستخدام النمذجة العشوائية لتطبيقها على تغير المناخ في الكويت لأنها تعطي دقة أكبر للأحداث في بلد قاحل المناخ، ويدعم النموذج الجديد والمطور لتوازن كتلة الكلوريد تقدير تأثير تغير المناخ على تغذية المياه الجوفية بدقة أكبر من نموذج توازن كتلة الكلوريد الكلاسيكي.

واقترحت الدراسة تطبيق النموذج المعدل لتوازن كتلة الكلوريد للحصول على تقديرات أفضل لإعادة التغذية لطبقات المياه الجوفية بالكويت، نظرا لاحتمالية أن التغير المناخي سيؤدي إلى انخفاض تغذية عدسات المياه الجوفية العذبة في شمالي الكويت، واتباع إحدى الطرق للتكيف مع هذا الاحتمال مثل الشحن الاصطناعي للتغلب على المشكلة.

Advertisements
Advertisements