سيف الحموري - الكويت - الاثنين 14 مارس 2022 09:24 مساءً - «لا عزيز يُنسى ولو مرّت على وفاته ألف سنة»
«وغابت الأجسام وبقيت الذكرى العطرة والعمل الطيب»والدي الغالي كيف حالك بين القبور؟ حنيننا إليك يؤلمنا، نشتاق إليك، آمنت بأن الوداع أقسى ظروف الحياة، وأن أصعب شوق هو لفقيدنا الغالي، ماذا أكتب عنك؟ فدموعي تسبق تفكيري وتعبيري المصاب كان جللا، والصدمة كبيرة ماذا أكتب عنك؟! يا سيرة مهما قلت فلن أعطيها ولا أوفيها حقها.
فقيدنا الغالي، حكاية رحيلك الى السماء هي حقا كتلة حزن لم تذهب من قلوبنا حتى الآن، الفقد موجع، والقدر راضون به، والدمع يذرف مثل وبل السحابة، كيف لا وهو صاحب الظل كالشجر عمود بيتنا وأساسه.
والدي الغالي، لا خير فينا إن نسيناك أيها المعظم، طبت منعّما في فردوس الجنان ـ لا نسيان ـ وكأن هذه الكلمة نزعت من معجم اللغة العربية، الحب والتعلق بإرث ومنهجية وشخصية فقيدنا الراحل الغالي في قلوبنا دائما، في ذاكرتنا، حتى كلماته ونبرات صوته كان لها صدى وهيبة اسطورية نادرة وكأنها بصمة له وذلك في خطاباته بمجلس الأمة عام 1961 حيث كان عضوا بالمجلس التأسيسي في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم ـ رحمة الله عليه ـ.
فهو رجل عظيم خلد التاريخ أفعاله، محنك وذكي ومحب لدينه وأهله حيث كان معروفا بلباقة لسانه وفصاحته وكلام العقلاء.
والدي الغالي، رحلت ولكنك باق في الأعماق، ما ألومها يوم دمعت عين الإحسان ياما سقيتها من يمينك سواقي، رحم الله صاحب الأخلاق العالية والروح الجميلة، ستظل إنجازاته محفورة في ذاكرتنا وكلماته منقوشة في قلوبنا.
سلام المشتاق لوجهه الحنون، كلنا فخر بذكره الخالد، فهو قطعة من الجنة وعاد اليها، رحل من الدنيا لأن الجنة تشبه طُهر قلبه، رحمه الله كان مباركا واعتلى عرش المروءة والرجولة والإقدام وتربع في عرش القلوب حكيما، حديثه لا يمل، نظرته نافذة وقراراته سائدة، لم أر مقاما من إنسان أخفى آلامه واحتياجاته وأظهر للناس السماحة والبشاشة وكل ما يملك في سخاء عجيب، أولئك يرثون الفردوس الأعلى.
ترجّل الفارس ـ اللهم ظلل عليه غمام رحمتك وأرسل عليه سحائب رأفتك، وآنس وحشته، فهو رجل المواقف والإقدام والنخوة، سبعة عشر عاما على رحيلك وأنت مخلد في القلوب وأثر عظيم يؤنسنا، سيظل ذكرك في التاريخ عظيما، مليئا بالفخر، كنت رجل الانسانية والمبادرات الخيرية وصاحب الايادي الطيبة والعطاء الكبير والإحسان للقريب والبعيد، لن تنساه البشرية لأعماله الخيرية.
والدي الغالي سأظل أروي روحك الراحلة بالدعاء، انت في عيوننا وذكرك في فمنا ومقامك في قلوبنا، فأين تغيب؟ سيرة خالدة لن تنسى، يا وجه تغطى بالثرى في أعلى جنات الخلد، اللهم ارحمه واجعل قبره كقلبه ابيض ممتلئا بالنور، واجعل قبره منارا مستضاء، واجعل دعاءنا مؤنسا له في قبره وذكره عامرا في السماء وبين ملائكتك، وفي ارضك وبين خلقك، اللهم لا تدع اسمه يُنسى من دعوات عبادك الكرام.
ربّ أسألك ان تجعل حسناته دائمة الى يوم الدين، تتنامى بفضلك وكرمك وإحسانك حتى يأخذ كتابه بيمينه.
اللهم إن لنا في تلك المقابر قطعا من قلوبنا، فيارب نسألك أن تلطف بهم وبنا وتجعلهم على منابر من نور وتجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من جناتك.
رحل كافل اليتيم والأرامل وصاحب القلب والأيادي البيضاء، اللهم ارحم روحا كانت كالجنة على الأرض ونوّر مرقده يارب العالمين.