سيف الحموري - الكويت - الاثنين 12 ديسمبر 2022 10:14 مساءً - أسامة أبو السعود
أكد السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت أن الكويت منارة ثقافية، مشيرا الى عمق العلاقات بين البلدين والتبادل الثقافي، مشيدا بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تنظيم ندوة «نجيب محفوظ الإنسان والمسيرة والإبداع».
جاء ذلك في كلمة ألقتها نيابة عنه المستشارة الإعلامية في السفارة ندى عادل، خلال الندوة التي نظمتها السفارة المصرية بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب أول من أمس في المكتبة الوطنية، احتفاءً بذكرى ميلاد «أديب نوبل» المصري نجيب محفوظ، والذي يوافق 11 ديسمبر 1911.
وقال شلتوت إن نجيب محفوظ علامة فارقة في تاريخ الأدب العربي الحديث، لافتا إلى انه الأديب العربي الوحيد الحائز جائزة نوبل في الأدب، تقديرا لمجهوداته الأدبية ومؤلفاته التي أثرى بها المكتبة الأدبية العربية والعالمية.
من جهتها، تحدثت الكاتبة والإعلامية أمل عبدالله عن الجانب الإنساني في حياة الأديب نجيب محفوظ، واستعرضت بعض مواقفه، موضحة انه لم يتقدم لـ «نوبل» ولكن الجائزة اختارته عن مجمل أعماله الأدبية، فهو أديب الواقعية وابن حي الجمالية في القاهرة، لافتة الى أن حصوله على الجائزة ليس مكسبا له وإنما مكسب للأمة العربية جميعها.
وأشارت عبدالله الى أن محفوظ قسّم قيمة الجائزة إلى أربعة أقسام بينه وبين ابنتيه وزوجته، وتبرع بنصيبه لعلاج مرضى الفشل الكلوي ولم يأخذ شيئا لنفسه، فهو الإنسان المعطاء، مشيرة الى أنها سجلت معه لقاء بصحبة بعض الأدباء مثل أنيس منصور وثروت أباظة، فلم يسأل عن مكافأة، فهو الإنسان الوفي المنظم الذي يكتب بخيال المبدع صاحب الأمانة العلمية.
بدوره، أكد أستاذ الأدب العربي والنقد د.مصطفى عطية في محاضرته التي جاءت بعنوان «امتزاج الإنسان والمسيرة بالإبداع في تجربة نجيب محفوظ»، أن الهدف من المحاضرة تقديم رؤية تجمع بين تكوين نجيب محفوظ الذاتي، والبيئة التي عاش فيها، ونعني البيئة المكانية حيث نشأ في مصر القديمة وتحديدا في حي الجمالية.
وأضاف عطية: تنقل محفوظ مع أسرته في أحياء العباسية وخان الخليلي وغيرهما، وعاين الآثار الإسلامية المنتشرة في القاهرة الإسلامية، والتي تأثر بها في بنية رواياته، فجاءت محكمة البناء في شخصياتها وأحداثها، كما تأثر بأسرته وخاصة أمه التي كانت تحكي له كثيرا من الحكايات الشعبية.
وتابع: صور محفوظ شخصية والده في «الثلاثية» في شخصية السيد أحمد عبدالجواد، وجاءت روايات محفوظ في أغلبها معبرة عن أحياء القاهرة القديمة، بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية، وخان الخليلي، وأفراح القبة، وغيرها، ليكون المكان هو البطل والحاوي للأحداث والإنسان وتغيرات البشر، لافتا الى انه مر بمراحل عديدة في كتابة رواياته، المرحلة الأولى: الرواية الفرعونية التاريخية، والثانية الروايات الواقعية السياسية، والثالثة الروايات الرمزية التي انتقدت أوضاعا وأحداثا في مصر، وامتدت تجربته لأكثر من 45 كتابا ومئات القصص القصيرة طوّر من خلالها تجربته السردية، ما جعله الأب المؤسس للرواية العربية.
من جانبه، أشاد المنسق العام د.إبراهيم سلام بدور السفارة المصرية وحرصها الدائم على نشر المحتوي الثقافي والتشكيلي لربط الثقافة بين مصر والكويت، كما عبر عن اهتمام أبناء الجالية المصرية وأشقائهم من الكويت بالتفاعل في الندوة، وطرح العديد من الأسئلة للتعرف على السمات الشخصية لنجيب محفوظ الذي يعتبر من أبرز الشخصيات الأدبية في العالم العربي، فرغم رحيله عن عالمنا ما زالت أعماله تحقق نسب قراءة مرتفعة، كما لا يزال صناع الدراما يجدون فيها مادة رائعة للتناول.