الارشيف / اخبار الخليج / اخبار الكويت

الاتحاد الأوروبي: الكويت شريك موثوق به وصوت للاعتدال في المنطقة

سيف الحموري - الكويت - السبت 26 مارس 2022 09:24 مساءً - أشاد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس بالعلاقات مع الكويت، واصفا إياها بأنها «شريك وثيق وموثوق به» و«صوت للاعتدال» في المنطقة.

وأعرب بوريل، في مقابلة مع «كونا» بمناسبة جولة خليجية، عن تطلعه إلى القيام بزيارته الأولى بصفته الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية إلى الكويت اليوم الأحد، متطرقا إلى الأهمية التي يعول عليها الاتحاد الأوروبي لتوسيع العلاقات مع الكويت ودورها في الاستقرار بالمنطقة والتعاون لإيجاد حلول لإنهاء الحرب في أوكرانيا إلى جانب التعاون في مجال الطاقة والاتفاق النووي الإيراني وعدد من القضايا الأخرى.

وأشار بوريل إلى انه التقى وزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد في عدة مناسبات سابقة، معربا عن التطلع لعقد لقاء آخر معه في إطار جولته الخليجية التي يستهلها بزيارة قطر لحضور منتدى الدوحة قبل زيارته إلى الكويت اليوم، وسيكون هذا بالفعل ثالث لقاء لي مع وزير الخارجية الشيخ د.أحمد الناصر منذ بداية العام، واتصالاتنا إلى جانب هذه الزيارة المرتقبة بمنزلة تأكيد لعلاقة ديناميكية للغاية بين الاتحاد الأوروبي والكويت، مشددا على أن الكويت شريك وثيق وموثوق به للاتحاد الأوروبي.

وبين أن الكويت أول دولة خليجية وقعنا معها اتفاقية تعاون في عام 2016 ومنذ ذلك الحين تعمق تعاوننا واتسع نطاقه ليشمل مجموعة كبيرة ومتنوعة من المجالات ومنها التجارة والاستثمار والأبحاث والتعليم والتنمية والمساعدات الإنسانية والأمن ومكافحة الإرهاب، واصفا جولته الخليجية لزيارة الكويت وقطر بأنها تأتي «في وقت حاسم»، لافتا إلى أن «الحرب في أوكرانيا تمثل لحظة حاسمة للعالم بأسره ومستقبل نظامنا الدولي القائم على القواعد.

ولفت إلى ان الوضع الحالي في أوكرانيا في ضوء العمليات العسكرية التي تشنها روسيا هناك يجعل شراكتنا مع الخليج أكثر أهمية، موضحا ان الزيارة ستتيح فرصة لإجراء مناقشات مع الشركاء بالكويت فيما يتعلق بتعزيز التعاون بين الجانبين ليس بشأن أوكرانيا والبحث عن حلول لوقف الحرب فحسب ولكن أيضا بشأن الأزمات الإقليمية الملحة والقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل سوريا ولبنان واليمن والعراق وخطة العمل المشتركة الشاملة مع إيران (الاتفاق النووي) ونضع في اعتبارنا مخاوف وآراء شركائنا الخليجيين.

وأشاد بالكويت باعتبارها «صوت للاعتدال في المنطقة»، مؤكدا أنها تبذل بالفعل الكثير من الجهود من أجل الوساطة والسلام في منطقة الخليج وخارجها، ونثمن عاليا المساعي الحميدة للأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في المنطقة لاسيما من أجل تسوية الخلاف الخليجي، الأمر الذي كان ضروريا لنجاح قمة العلا وتمهيد الطريق لإعادة إطلاق التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.

وتابع: الهجوم الروسي لا يتعلق بأوكرانيا فحسب بل ينتهك قواعد السياسة الدولية وميثاق الأمم المتحدة، موضحا أن«الهجوم على أي دولة مستقلة وذات سيادة في العالم يجعل العالم بأسره مكانا أكثر خطورة ويخلق مزيدا من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط أيضا، كما ان الحرب وعواقبها تمنحان الطموح الجيوسياسي للاتحاد الأوروبي قوة دفع جديدة تقودنا نحو التفكير في تسريع جهود تنويع مصادر الطاقة والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة لتقليل اعتمادنا على روسيا في مجال الطاقة، وهذا يفتح أيضا آفاقا جديدة للتعاون بين الاتحاد الأوروبي والكويت، ومن هذا المنطلق نشجع الكويت على لعب دور فعال في استقرار أسواق النفط العالمية من خلال زيادة الإنتاج وتشجيع أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوپيك) على الاضطلاع بأدوارهم.

وزاد بوريل: الأعضاء الـ 27 بالاتحاد الأوروبي يريدون أيضا زيادة التعاون مع الشركاء ذوي النوايا الحسنة ومنهم الكويت بشأن المبادرات التي تسهم في خفض التصعيد والحوار في المنطقة، والاتحاد الأوروبي مشروع للسلام ولدينا خبرة في هذا المجال لاسيما فيما يتعلق بإجراءات بناء الثقة في مجالات مثل السلامة البحرية والنووية والاستعداد للكوارث والاستجابة لها.

وفيما يتعلق بالمفاوضات الجارية بشأن الاتفاق النووي مع إيران، قال إن «الاتحاد الأوروبي لايزال مقتنعا بشدة بأن الاتفاق النووي سيساهم بشكل كبير في تعزيز الاستقرار والأمن العام في المنطقة وإرساء ديناميكية أكثر إيجابية»، وعندما تحين اللحظة وتلتزم جميع الاطراف مرة أخرى بالتزاماتها بالكامل فإنه يمكن أن يكون الاتفاق نقطة انطلاق لمناقشة قضايا مهمة أخرى.. والاتحاد الأوروبي مستعد للمزيد من المشاركة والدعم في هذا الصدد.

وبشأن المساعدات الإنسانية، قال ان الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمساعدات الإنسانية والإنمائية ونحن مهتمون بالعمل عن كثب مع الكويت لمواجهة الكوارث الإنسانية في مناطقنا.. هناك وضع مأساوي يتكشف في أوكرانيا وفي مناطق صراع أخرى لاسيما اليمن وسورية وفلسطين.

وأعلن أنه سيستضيف في العاشر من مايو المقبل المؤتمر الدولي السادس للمانحين بشأن سورية في بروكسل، معربا في هذا الإطار عن «الاعتماد كثيرا على استمرار كرم وسخاء الكويت».

وحول العلاقات التجارية الثنائية، قال: نحن أول شريك للكويت من حيث الواردات وثاني أكبر شريك تجاري، لكن لايزال بإمكاننا فعل المزيد معا لأن رؤانا للمستقبل تكمل بعضها البعض وكلانا بحاجة إلى تنويع اقتصاداتنا وإن كان ذلك بطريقة مختلفة، مؤكدا الحرص على العمل المشترك مع الكويت لمواجهة التحديات العالمية لاسيما تغير المناخ، معربا عن الأمل بأن تتخذ الكويت خطوات أخرى بهذا الاتجاه في ضوء إطلاق «مبادرات جريئة» بشأن التحول الأخضر في منطقة الخليج مؤخرا.

وأوضح أنه سيكون طرحنا الخاص بشراكة أقوى وأكثر استراتيجية مع دول مجلس التعاون الخليجي على الطاولة قريبا في شكل مجموعة اتصال تحدد عددا من المقترحات للاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز تعاوننا.

Advertisements
Advertisements