سيف الحموري - الكويت - السبت 26 فبراير 2022 11:32 مساءً - قدم مكتب تكريم الشهداء وأسرهم أسمى آيات الاحترام والتقدير لشهداء وشهيدات الكويت الأبرار ولأسرهم في ذكرى تحرير الكويت، مؤكدا انه سيبقى على العهد في رفع راية شهدائنا عالية وتكريم ذكراهم ورعاية أسرهم.
وقال في تقرير تسلمت «الأنباء» نسخة منه، إن ملحمة تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم شكلت مفصلا مصيريا للكويت وأهلها، كما شكلت توثيقا لحقبة مهمة من تاريخ الكويت، فكانت منطلقا لرسالة سامية كتبها شهداء وشهيدات الكويت بدمائهم الزكية، عنوانها الشهادة، ومضمونها أروع صور التضحية والفداء من اجل الوطن. ولما كانت الشهادة أسمى درجات التضحية، فإن الاستشهاد من أجل الوطن يحمل بعدا ذا قيمة إنسانية عالية... وهذا ما جسده شهداء وشهيدات الكويت... عندما امتزجت دماؤهم بتراب الوطن دفاعا عنه وعن شرعيته.
وأضاف التقرير «سبعة أشهر من الاحتلال، شهدت الكثير من المواقف البطولية التي سطرها رجال ونساء وفتيات الكويت، في الذود عن ثرى الوطن وكيانه. وكثيرة هي القصص التي توثق بطولاتهم، والتضحية بدماء أريقت فداء للوطن، ودفاعا عن حريته وكرامته».
ولعل ما قامت به المرأة الكويتية خلال تلك الفترة قد سجل في تاريخها علامة على تفانيها في الدفاع عن تراب الوطن، حيث أكد المكتب ان نساء وفتيات الكويت انضممن إلى المقاومة الكويتية، وشاركن في تحدي قوات الاحتلال الغاشم وتنظيم مسيرات مناهضة أثبتت للمحتل شجاعة المرأة الكويتية وبسالتها في التصدي لجبروته والإصرار على طرده، وصولا الى تحرير دولة الكويت، الذي تحقق بفضل من الله وعونه في السادس والعشرين من شهر فبراير من العام 1991.
ولفت الى انه لا يزال الكويتيون يذكرون ويتحدثون بكل الفخر عن التضحيات والبطولات والفداء التي قدمتها شهيدات الكويت، مثل أسرار القبندي، ووفاء العامر، وسناء الفودري، وسعاد الحسن، وليلى بهبهاني، وإنعام العيدان، وسميرة معرفي، وغالية التركيت، وغير الكويتية عاشقة الكويت دعد الحريري، هؤلاء وأخواتهن الشهيدات سطرن أسمى آيات البطولة في الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال.
وأضاف: تضحيات المواطنين الكويتين كانت كبيرة وأهدافها سامية، فقد تسابق الكويتيون رجالا ونساء لنيل شرف الشهادة في سبيل الله والوطن، والفوز بمنزلة كبيرة في التضحية والفداء، لكي يحيا الوطن، وينعم أبناؤه بالخير والأمن والأمان.
وقد هب الكويتيون بجميع فئاتهم شيبا وشبانا للتصدي لذلك الغزو الغاشم بصدور عامرة بعشق الكويت، ومؤمنة بنصر الله، غير عابئين بعدة العدو المحتل وعديده، وأظهروا للعالم صلابة إرادة الشعب الكويتي في ولائه وقوته وصموده، واستبساله في الدفاع عن أرضه وشرعيته وكرامته.
وأضاف ان تاريخ الكويت سجل خلال فترة الغزو العراقي الغاشم بأحرف من نور ارتقاء 963 شهيدا. وكان عدد الشهيدات 92 شهيدة، دخلن تاريخ الكويت من أسمى وأرقى أبوابه، فكان استشهادهن درسا للأجيال في حب الوطن، والغيرة على شرف الأرض والعرض. وأثبت الكويتيون أن الشهادة ليست مجرد كلمة تقال أو قصصا تروى من جيل لآخر، إنما هي ثقافة ومنهج وفكر، إنها أخلاق وعقيدة وعشق للوطن. فكل الإجلال والإكبار والاحترام لأرواح شهداء الوطن الذين عطروا ترابه بدمائهم الزكية.
وختم بالقول: «ان يوم السادس والعشرين من شهر فبراير من العام 1991 شهد تحرير الكويت من براثن الاحتلال العراقي الغاشم الذي واجه صلابة وإرادة شعب الكويت نساء ورجالا، وشهد العالم عظمة القيادة السياسية الكويتية، وحنكة ديبلوماسيتها التي استطاعت حشد مواقف شرفاء العالم لنصرة الكويت، والعمل لمسح آلام أطفالها ونسائها، فكانت عاصفة الصحراء التي استمرت 42 يوما وانتهت بطرد جنود الاحتلال العراقي من أرض الكويت الطاهرة وإعادة الشرعية الكويتية».