عدن - كتبت هبة الوهالي - نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن التوترات والتحديات التي تواجه التجارة العالمية بسبب الهجمات التي يشنّها الحوثيون في منطقة البحر الأحمر.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن السفن الحربية الغربية أسقطت عدة صواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون المدعومون من قبل إيران. وقد أظهرت المبادرة الأمريكية لتشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر مدى خطورة التهديد الذي يتربص بالتجارة الدولية.
وحسب الباحث في معهد الدراسات الجيوسياسية التطبيقية توفيق هامل: "بهذه الطريقة، تقول واشنطن للجهات المعنية بالأمن والاقتصاد في المنطقة والمستثمرين إن الولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لحماية مصالحهم وتسعى إلى طمأنة الأسواق".
وأضافت الصحيفة أن شركة "ميرسك" الدنماركية التي تسيطر على نحو 15 بالمئة من حركة الحاويات، كانت أول من أمر أسطولها بوقف جميع الرحلات عبر مضيق باب المندب - وهو الشريان الرئيسي لشحنات النفط العالمية والممر الحاسم إلى قناة السويس. وحذرت الشركة من أن "الهجمات الأخيرة على السفن التجارية مثيرة للقلق للغاية، حيث يعرض الوضع الحالي حياة البحارة للخطر ويهدد التجارة العالمية".
عمالقة الشحن البحري ينهارون
أوردت الصحيفة أن شركات النقل البحري الأخرى، على غرار شركة "هاباج لويد" الألمانية، وشركة "سي إم ايه - سي جي أم" الفرنسية لنقل الحاويات والشحن، وشركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة الإيطالية السويسرية، وشركة "بريتيش بتروليوم" (عملاق الهيدروكربون الإنجليزي) قامت بتعليق جميع عمليات النقل في البحر الأحمر.
ويوم السبت، أكدت شركة البحر الأبيض المتوسط للملاحة أنها "أعادت توجيه بعض الخدمات" للمرور عبر رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب أفريقيا، وطلبت من عملائها "إظهار التفهم في هذه الظروف الخطيرة". وفي المجمل، تسيطر الشركات التي تجنبت قناة السويس على نصف السوق العالمية.
وأوضح توفيق هامل أن "هذا القرار يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للتجارة العالمية". يؤدي الانعطاف نحو جنوب أفريقيا إلى إطالة الرحلة بشكل كبير بنسبة 40 بالمئة بالنسبة لنقاط الربط في روتردام وسنغافورة. واعتمادا على الطرق والسفن، زادت مدة الرحلة بين آسيا وأوروبا ما بين ستة إلى اثني عشر يوما.
وأكد الباحث أن "ذلك سيؤدي إلى زيادة أسعار التأمين ويمكن أن يعطل سلاسل التوريد العالمية، مما سيؤثر على أسعار النفط والغذاء والمواد الخام. ويوم الإثنين، أدى القلق على أمن البحر الأحمر، الطريق الأساسي لتجارة الذهب الأسود، إلى رفع سعر برميل خام برنت بنحو 3 بالمئة ليصل إلى 79 دولارا، وفقا للصحيفة.
العرض تحت التهديد
حسب تقديرات توفيق هامل، في كل سنة "تعجز حوالي 30 ألف سفينة عن تجنب الحوثيين في منطقة باب المندب". ووفقا للغرفة الدولية للشحن، التي تصف الوضع بأنه "تهديد خطير للغاية للتجارة الدولية"، فإن 30 بالمئة من حركة الحاويات الدولية تمرّ عبر قناة السويس.