عدن - كتبت هبة الوهالي - يتبع الأشخاص الذين يحاولون إنقاص الوزن الكبير، عدة وسائل في محاولة منهم للحصول على الوزن المثالي، فمنهم من يتبع نظامًا غذائيًا شاقًا، في الوقت الذي يخضع غيرهم للعمليات الجراحية، وآخرون يجربون أدوية جديدة باهظة الثمن، حتى جاء العلم بإحدى طفراته التي قد تُنهي معاناة هؤلاء الأشخاص.
وفقًا لموقع «ساينس» العلمي، اخترع مجموعة من الباحثين حبوبا هزازة تحفز النهايات العصبية في المعدة لإخبار الدماغ أن الوقت قد حان للتوقف عن الأكل.
واختبر الباحثون الحبوب فوجدوا أنها خفضت كمية تناول الطعام دون التسبب في آثار جانبية واضحة، ويأمل العلماء الآن في تطويرها لاستخدامها في علاج السمنة للبشر.
حبة دواء بمحرك وبطارية!
في الدراسة الجديدة التي نُشرت في المجلة العلمية «Science Advances»، ابتكر فريق بقيادة مهندس الطب الحيوي بجامعة هارفارد شريا سرينيفاسان ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأخصائي أمراض الجهاز الهضمي ومهندس الطب الحيوي جيوفاني ترافيرس، حبّة 31 × 10 ملم تحمل محركًا صغيرًا وبطارية.
وتمنع سدادة جل موجودة في الحبوب المحرك من التشغيل، لكن الجل يذوب بسرعة عندما يلامس سائل المعدة، ما يسمح للمحرك بالبدء في الدوران، وعندما يحدث ذلك، تهتز الحبوب لمدة 38 دقيقة تقريبًا، أي ما يقرب من مقدار الوقت الذي ستبقى فيه في المعدة، إذ افترض الباحثون أن هذه الاهتزازات ستحفز النهايات العصبية المستشعرة للتمدد وإشارة الشبع.
ولاختبار الحبوب، أدخلها الفريق في بطون مجموعة من الخنازير الصغيرة التي كانت بنفس حجم ووزن البشر، وعندما قاس العلماء النشاط الكهربائي لجزء من العصب المبهم، وجدوا أن الاهتزازات حفزت نمط إطلاق مشابه جدٍا لتوسيع معدة بالهوء، ما يشير إلى أن الحبوب كانت تدغدغ النهايات العصبية للمعدة، كذلك عندما ينبض الجهاز في طيات بطانة المعدة، فإنه يدور أيضًا، ويبدو أنه يوفر مزيدًا من التحفيز.
أكل أقل بنسبة 40%
وراقب العلماء كمية الطعام التي تناولتها الخنازير الذين تناولوا الحبوب، ليجدوا أنها تناولت نحو 40٪ أقل من المجموعة التي لم تتناول الحبوب. وبالمقارنة مع المجموعة الأخرى، كانت الخنازير التي تناولت الحبوب أقل نشاطًا، خاصة بعد تناول الطعام.
وبخلاف ذلك، لاحظ الباحثون أنها تتصرف بشكل طبيعي، ما يشير إلى أنها لم تجد الحبوب مؤلمة. كذلك فحص الباحثون الآثار الجانبية المحتملة الأخرى، مثل التهاب بطانة المعدة والإسهال والقيء، لكنهم لم يكتشفوا أيًا منها.
وقال عالم الأحياء العصبية جيوم دي لارتيج من مركز مونيل للحواس الكيميائية، الذي لم يكن أحد الباحثين الذين أعدوا الدراسة: «هذا نهج موثوق وبارع، والبيانات تبدو مقنعة للغاية»، لكن خبراء آخرون تساءلوا عما إذا كان يمكن استخدام تلك الحبوب في العلاج العملي لفقدان الوزن.
كيف يشعر الإنسان بالشبع؟
تتمدد المعدة عندما نتناول وجبة، ما يحفز النهايات العصبية في جدارها والتي ترسل رسائل إلى الدماغ، فهذه الإشارات تجعلنا نشعر بالشبع، وتشجعنا على الابتعاد عن مائدة الطعام، لذلك حاول الباحثون التوصل إلى علاجات السمنة التي تسخر هذا التأثير.
وتتضمن إحدى الطرق إدخال بالون مملوء بالسوائل في المعدة ينتج عنه شعور بالامتلاء، وخيار آخر هو جهاز مزروع يحفز العصب المبهم الذي ينقل النبضات من المعدة إلى الدماغ. ومع ذلك، يمكن أن تصبح البالونات أقل فعالية بمرور الوقت، إذ تصبح المعدة معتادة على التمدد المستمر، وقد توفي بعض المرضى بعد تلقيها، كما تتطلب الأجهزة المحفزة للأعصاب عملية جراحية، ولا يبدو أنها تؤدي إلى فقدان الكثير من الوزن.