عدن - كتبت هبة الوهالي - داخل مشرحة زينهم ينفذ الطيب الشرعي تكليف النيابة العامة بجنوب الجيزة بتشريح جثة "عريس العياط" الذي تعرض للغدر بعد أشهر قليلة من زفافه.. طعنة نافذة في الصدر كانت الإصابة الأبرز في الجثة حيث تتوسط صدره وأقرب ناحية القلب، تليها طعنات متفرقة في البطن وجانبي الصدر أشد عمقا من الطعنة الأساسية.
وأتم الطبيب الشرعي، عملية تشريح جثمان عريس العياط وأعاد تطبيب جروحه مرة أخرى ليتم تغسيله وتكفينه وتسليمه لذويه بتصريح الدفن الصادر من نيابة حوادث جنوب الجيزة الكلية، لتبدأ النيابة تحقيقاتها في الجريمة بعد تقديم مباحث الجيزة للمتهم الهارب بعد ضبطه.
شغلتي شمال
أمام النيابة وقف المتهم يسرد تفاصيل جريمته التي نفذها بعد خلاف بينه وبين المجني عليه على ليلة حمراء دبرها له مع فتاة ليل كما اعتاد مقابل مبلغ مالي يدفعه المجني عليه له، بعد محاولات إنكار لم تستمر طويلا أدلى المتهم بتفاصيل جريمته خاصة بعد مواجهته بأقوال شهود العيان من أصدقاء المجني عليه ممن شهدوا المشاجرة من بدايتها نهاية بمقتل عريس العياط.
قال المتهم: "أنا عارف إن شغلتي مش شغلة الرجالة بس ـنا كنت متعود أجيب بنات للمجني عليه مقابل فلوس بنتفق عليها وأرتب مقابلتهم في عشة بالأراضي الزراعية عشان محدش يشوفنا من أهل البلد".. وأضاف قائلا: "بعد فترة قليلة من جواز المجني عليه حوالي 4 أو 5 شهور لقيته بيكلمني بيقولي عايزين نرجع ليالينا هاتلي بنت على مزاجك وتعالى في العشة بالليل وفعلا اتفقت مع البنت اللي هاخدها وروحت قابلته الأول من غيرها عشان أضمن فلوسي بس اتفاجئت بيه معاه أصحابه قلتله احنا اتفقنا عليك انت بس مش اصحابك والفلوس دي متنفعش كده مش هجيب البنت لقيته اتعصب واتخانق معايا وقالي وانت مالك نبقى واحد ولا عشرين انت تجيب البنت وتاخد فلوسك وخلاص مش هتبوظلي الليلة عشان طمعك".
أكمل المتهم قائلا: "الصوت بدأ يعلى وأصحابه بيحاولوا يهدوه لقيته طلع سكيــ.نة من جلابيته وحاول يضربني بيها جرح ايدي في ثواني خدتها منه وغرستها في صدره لقيت صحابه بيهربوا من المكان ضربته تاني كذا ضربة ولما وقع على الأرض هربت أنا كمان وبعدما تاني يوم سمعت من أهل البلد أنهم لقوه مقتول فهربت بره البلد خالص لحد ما لقيت البوليس بيقبض عليا".
جثة في عشة
تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، إخطارا من غرفة عمليات النجدة تضمن ورود بلاغا من الأهالي أفاد العثور على جثمان شخص يرتدي كامل ملابسه وبه أصابات قطعية وذبحية في مختلف أنحاء الجسد وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية في الجيزة برئاسة اللواء محمد الشرقاوي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة.
شكل اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية فريق بحث رفيع المستوى لحل لغز الجريمة وتبين أن المجني عليه تزوج حديثا منذ 5 أشهر فتولى فريق البحث فحص علاقاته وخلافاته واذا كان يوجد خصومة ثأرية بينه وبين آخرين الا أن ضابط بفريق البحث استدرك قائلا: "التار مش بيتاخد بسلاح ابيض".
ليلة حمراء
اتجهت خطة البحث لفحص خطوط سير المجني عليه وآخر مشاهدات له قبل العثور على جثته ليتم تحديد هوية عدد من الشباب الذين شوهدوا برفقته قبل اختفائه وباستدعائهم فجروا المفاجأة بسرد كافة تفاصيل الجريمة، حيث اعترف أصدقاء العريس المجني عليه انه كان يتفق مع صديق له لإحضار "فتيات ليل" له من فترة لأخرى لقضاء ليلة حمراء برفقتهن مقابل مبلغ مادي يتقاضاه صديقه الذي يلعب دور "قواد".
وفي يوم الجريمة اتصل العريس بصديقه ليحضر له فتاة لممارسة الرذيلة معها وبعد الاتفاق على المقابل المادي حددا مكان اللقاء في "عشة" وسط الأراضي الزراعية والتي التقيا فيها عدة مرات مسبقا لبعدها عن المنازل والأهالي خشية اكتشاف أمرهم وعندما ذهب العريس حر اليه صديقه دون أن يحضر الفتاة ليتأكد من حصوله على أمواله أولا ففوجئ باحضار العريس شباب آخرين بعدما وعدهم بليلة صاخبة مع الفتاة التي ستحضر له.
هتبوظلي الليلة
رفض الصديق وجود آخرين بذات المبلغ المالي قائلا: "متفقناش على كده" واختلف مع العريس الذي تشاجر معه مرددا: "مش هتبوظلي الليلة" وأخرج سلاح ابيض من بين طيات ملابسه وهدد به صديقه فجرح يده ليتمكن الصديق في لحظة خاطفة أن ينتزع السلاح من يد العريس ويغرسه في صدره ثم تلاه بتسديد عدة طعنات أخرى وسط ذهول باقي الشباب الذين شاهدوا الجريمة من بدايتها إلا أنهم ومع سقوط العريس المجني عليه على الأرض فروا هاربين خشية تورطهم في الجريمة.
بينما فر المتهم هاربا قبل ان تنجح تحريات مباحث مركز شرطة العياط في تتبع خط هروبه والقاء القبض عليه، واكدت التحريات أقوال شهود العيان والمتهم بسوء سمعة وسلوك المجني عليه واعتياده ممارسة الرذيلة مع فتيات يحضرها له المتهم.
أحيل المتهم الى النيابة العامة التي تولت التحقيق.