اكتشاف نفطي جديد سيغير مستقبل مصر للأبد.. القاهرة تستعد لمنافسة الرياض ودبي في الثراء والرفاهية

تقف مصر على أعتاب ثورة نفطية ستغير مستقبلها بشكل جذري وتؤثر على الخارطة الاقتصادية في العالم، فقد اتجهت مؤخرًا نحو مشاريع استكشاف الصخري، وتمكنت من اكتشاف بحر من النفط الصخري، يحتوي على احتياطيات ضخمة قد تُحول مصر إلى دولة مصادرة للنفط والغاز، وهو ما سينعكس على الاقتصاد المصري ويفتح آفاقًا جديدة للتنمية. فهل تستطيع مصر استغلال هذه الثروة الكامنة تحت الأرض والاستفادة منها خلال الفترة المقبلة؟

Advertisements

 

اكتشاف نفطي جديد سيغير مستقبل مصر للأبد

استبشر الشارع المصري بالإعلان الذي نشره موقع "إنجازات مصر" الحكومي، في 18 يوليو/تموز 2025، والذي تحدث فيه عن اكتشاف بحر من النفط الصخري سيعيد تشكيل مستقبل الطاقة في مصر، وقد جاء هذا الإعلان بعد يومين فقط من إعلان شركتا "واديكو" و"BCM"، في 16 يوليو/تموز الجاري، عن إطلاق أول مشروع لاستكشاف  النفط الصخري في جنوب مصر وإنتاجه، للاستفادة من احتياطي هائل يُقدّر بـ115 مليار برميل من الزيت القابل للاستخراج من صخور الطفلة الزيتية، ضمن إجمالي احتياطي يبلغ 225 مليار طن من هذه الصخور، وفقًا للمواقع الرسمية المصرية. مصطفى أبو الفتوح، مهندس مصري في مجال البترول، قال أن مصر تحتوي على مساحات كبيرة من الصحراء الغنية بالكنوز، بترول، وغاز، ومعادن، لكنها بحاجة لاستثمارات ضخمة جداً للاستفادة من ثروتها الكامنة في باطن الأرض، وأضاف أن الشركتين العاملة في هذا المجال حاليًا هي شركة  «واديكو» المصرية، مع "شركة BCM العالمية صاحبة السجل الحافل بالنجاح في الشرق الأوسط وأفريقيا، ولديها خبرة في مشاريع مشابهة في الأردن.

أوضح خبراء أن محتوى الكربون العضوي صخور الطفلة الزيتية، يصل إلى 16.9% بالوزن، مع نسبة بيتومين مستخلَص تصل إلى 2.5%، مما يتيح إنتاج ما يصل إلى 45 غالونًا من النفط الخام لكل طن صخر، بمتوسط 19 غالونًا، وبقيمة حرارية تصل إلى 6050 كيلو سعر حراري لكل كيلوغرام. وبالعودة إلى حجم الاحتياطي المكتشف، نجد انه يبلغ 115 مليار برميل من الزيت القابل للاستخراج، وهو رقم كبير جدًا يفوق احتياطيات مصر المؤكدة من النفط التقليدي، التي تُقدّر بحوالي 4.3 مليارات برميل.

 

صعوبات تعيق ترجمة الاكتشاف على أرض الواقع 

رغم إن هذا الاكتشاف يمثل أهمية كبيرة للحكومة المصرية، وسوف يغير وجه مصر بشكل جذري، إلا أنه لا يزال في المراحل الأولى وقد تواجه مصر صعوبات تعيق ترجمة هذا الاكتشاف على أرض الواقع، أبرزها التكلفة العالية لاستخراج النفط الصخري عالميًا، والتي تتراوح في الولايات المتحدة بين 40 و50 دولارًا للبرميل الواحد. يقول المهندس عصام طلعت، أن تكلفة إنتاج النفط الصخري عالية جداً، وتصل إلى 50 دولار للبرميل الواحد، وفي ظل سعر البرميل الحالي الذي يبلغ نحو 70 دولارًا، فإن ربح مصر من كل برميل سيكون حوالي 20 دولارًا فقط، أما إذا انخفض السعر إلى ما دون 50 دولارًا، فإن مصر قد تتعرض لخسائر.

وبغض النظر عن العوائق التي قد تقف أمام استفادة مصر من هذا الاكتشاف الضخم، فإن الاكتشاف بحد ذاته إنجاز كبير وسيأتي الوقت المناسب للاستفادة منه، ويؤكد هذا الاكتشاف أن مصر غنية بالكنوز كما قال المهندس مصطفى أبو الفتوح، وهو ما أكده تقرير سابق لوكالة الطاقة الأميركية، حيث أكد أن احتياطي مصر من الزيت الصخري الذي يتضمن مخاطر في استخراجه، بنحو 114 مليار برميل، منها 4.6 مليارات برميل قابلة للاستخراج. ويظل السؤال الأبرز.. هل تستطيع الحكومة المصرية الاستفادة من هذه الثروة الثمينة أم أنها ستظل كامنة تحت الأرض؟