ياسر الجرجورة - الرياض - الاثنين 1 سبتمبر 2025 01:52 مساءً - انطلقت اليوم الاثنين، بمقر الأمانة العامة لـ جامعة الدول العربية بالقاهرة اجتماعات الدورة العادية (164) لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة السفير عبد الله حمدان النقبي مدير إدارة القانون الدولي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي، رئيس وفد دولة الإمارات العربية المتحدة - رئاسة الدورة الحالية (164)، وبحضور السفير حسام زكى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وذلك في إطار الإعداد لاجتماع وزراء الخارجية العرب المقرر انعقاده يوم الخميس المقبل.
وقام مندوب المملكة الأردنية لدى الجامعة العربية، السفير أمجد العضايلة بتسليم الرئاسة إلى دولة الإمارات العربية في مستهل أعمال الجلسة الافتتاحية.
وخلال كلمته، انعقاد الدورة الجديدة يأتي في ظل تحديات جسيمة تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها ما يعانيه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية من عدوان إسرائيلي متواصل وانتهاكات غير مسبوقة تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني على حد سواء.
وأكد العضايلة، أن فلسطين ستظل القضية المركزية للأمة العربية وبوصلة العمل العربي المشترك، مشيراً إلى أنها تمثل روح العروبة وجوهر الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي. وقال إن الحل العادل والشامل لهذه القضية هو الأساس لتحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي، محذراً من أن استمرار الظلم وسلب الحقوق سيبقى سبباً مباشراً لاندلاع مزيد من النزاعات والعنف والكراهية.
وأوضح أن المجلس يجد نفسه أمام واقع غير مسبوق من المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما رافقها من سياسة ممنهجة للتجويع واستهداف للمدنيين والصحفيين في محاولة لإسكات الصوت الفلسطيني وطمس الحقيقة.
ودعا العضايلة إلى تحرك عربي فاعل على المستويات السياسية والقانونية والدبلوماسية لمواجهة المخططات الإسرائيلية وقراراتها الباطلة، مشدداً على ضرورة جمع حشد دولي واسع لمواجهة هذه السياسات.
كما طالب بضرورة إيصال الصوت العربي للمجتمع الدولي وتحميل القوى الكبرى مسؤولياتها القانونية والأخلاقية لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها والتراجع عن إجراءاتها التوسعية غير المشروعة في الضفة الغربية.
وأكد على أولوية توفير الحماية للشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار العضايلة، إلى أن اجتماع الدورة الحالية يسبق انعقاد أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة في أواخر سبتمبر الجاري، معرباً عن التطلع إلى أن تخرج عنها خطوات عملية ضاغطة من شأنها وقف الحرب على غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي وإنقاذ أهلها من المجاعة.
وانتقد قرار الخارجية الأمريكية بعدم منح وفد فلسطين تأشيرات للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة، واصفاً ذلك بأنه قرار مؤسف يأتي في وقت أحوج ما تكون فيه السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الدعم والتمكين بوصفها شريكاً أساسياً في عملية السلام.
وفي ختام كلمته، أكد العضايلة، أن الأردن، بقيادته الحكيمة ونهجه الدبلوماسي الثابت، سيواصل العمل مع أشقائه العرب عبر الجامعة العربية والأطر الثنائية ومتعددة الأطراف لتعزيز التوافق العربي، وإيجاد الحلول السلمية للأزمات التي تواجه دولاً عربية شقيقة، والتي أثرت على استقرارها ووحدتها الوطنية.
وشدد على أن الأردن سيبقى على موقفه الداعم لوحدة الصف العربي، ومسانداً لقضايا الأمة العادلة وتطلعات شعوبها نحو الأمن والسلام والازدهار.
ومن جانبه، قال السفير عبدالله حمدان النقبي مدير إدارة القانون الدولي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية ان استمرار التحديات في المنطقة العربية يتطلب منا تعزيز مناخ العمل المشترك لمواجهتها مشيرا في هذا الصدد إلى منهج دولة الإمارات في التعامل مع المستقبل برؤية ووضوح وواقعية وتغليب الحوارات الدبلوماسية في معالجة النزاعات وتعزيز الشراكة والتعاون والتضامن والتسامح والتعايش السلمي ودعم كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأعرب، خلال كلمته امام اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين والمنعقد بمقر الامانة العامة، عن امله في أن يعمل أعضاء المجلس جميعا بما يساهم في الخروج بتوافق على جميع مشروعات القرارات المعروضة على المجلس.
وتوجه بالشكر للمملكة الأردنية العربية الهاشمية على رئاسة أعمال الدورة السابقة، كما توجه بالشكر إلى الأمانة العامة على جهدها لإعداد جدول أعمال الاجتماع.
ويركز الاجتماع على بحث جملة من القضايا العربية المحورية، وعلي رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة للاعتراف بالدولة الفلسطينية وسبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وخطط إعادة الإعمار وسبل دعم صمود الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
كما يتناول الاجتماعات مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية خاصة الأوضاع في السودان واليمن وسوريا، وليبيا ولبنان والصومال وآليات التعامل مع التحديات الإقليمية الراهنة بما يضمن تعزيز الأمن القومي العربي وصون المصالح الاستراتيجية المشتركة.
ويبحث الاجتماع ملفات التعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي، بما في ذلك دعم الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وذلك تمهيدًا لرفع التوصيات والقرارات إلى الاجتماع الوزاري لاعتمادها ضمن رؤية عربية شاملة لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وتتضمن أعمال المجلس إجراء الانتخابات لتعيين رئيس اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية، وتعيين رئيس فريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب، وتعيين رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الإدارية .