ياسر الجرجورة - الرياض - الثلاثاء 2 سبتمبر 2025 06:27 مساءً - قال توبياس إلوود، وزير الدولة الأسبق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية البريطانية، إن التحدي الأكبر أمام الغرب هو الفصل بين الشعب الفلسطيني وحماس، معتبرًا أن حماس "ارتكبت خطأً فادحًا"، ولا يمكن أن تقود مستقبل الفلسطينيين، ولكن في المقابل، لا يمكن معاقبة شعب بأكمله بسبب تصرفات فصيل.
علّق الوزير البريطاني السابق، في مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج "منتصف النهار"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، على ورقة "ويتكوف" التي قُدمت لتبادل الأسرى، والتي رفضتها إسرائيل، قائلًا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليست لديه مصلحة في إنهاء الحرب حاليًا، مضيفًا: "استمرار الحرب يُبقي الأضواء بعيدة عن أزماته الداخلية، سواء في غزة أو لبنان أو اليمن، وهذا يخدم مصلحته الشخصية والسياسية".
وأكد أن من الممكن نقل إدارة غزة إلى سلطة تكنوقراطية محايدة بإشراف دول موقعة على الاتفاقات الإبراهيمية، على أن تُستبعد حماس تمامًا من عملية إعادة الإعمار.
نوّه إلوود بالدور الكبير الذي تلعبه مصر في ملف إعادة إعمار غزة، مؤكدًا أنها قدّمت خططًا ومعدات ومقترحات عملية، لكنها اصطدمت برغبة إسرائيل في توسيع نفوذها الجغرافي، لا سيما في ضوء تصريحات رئيس وزرائها التي تدعم فكرة "إسرائيل الكبرى".
وفي ختام حديثه، أكد إلوود أن هذا هو الاختبار الأخلاقي الأكبر للغرب، قائلاً: "دعمنا لإسرائيل كان قائمًا على كونها دولة ديمقراطية، لكن ما نشهده اليوم يتعارض تمامًا مع المبادئ التي تبنيناها لسنوات، إن لم يتوقف هذا المسار، فإن الدعم الأوروبي لإسرائيل سيتآكل أكثر فأكثر".
وقال توبياس إلوود، وزير الدولة الأسبق لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية البريطانية، إن إسرائيل ترفض الاستماع للمجتمع الدولي بسبب شعورها بالحماية الكاملة من قبل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذا الدعم الأمريكي غير المشروط أفقد التوازن في النظام العالمي.
أضاف إلوود أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي دعا مرارًا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، إلا أن الاستجابة الإسرائيلية لهذه الدعوات لا تزال منعدمة، مؤكدًا أن الوضع الإنساني في القطاع بلغ مستويات كارثية وسط اتهامات متزايدة بوقوع إبادة جماعية.
وأكد أن التطورات الأخيرة، خاصة رفض الولايات المتحدة منح تأشيرات للوفد الفلسطيني، تُظهر أن واشنطن تمارس سياسة لا تلقى دعمًا عالميًا، بل تضعف مكانتها الأخلاقية، قائلاً: "إسرائيل تفقد الأرضية الأخلاقية والدعم الدولي بسبب ما تقوم به على الأرض".
ورغم أنه رفض "العودة إلى الماضي" فيما يخص الدعم البريطاني التاريخي لإنشاء إسرائيل، إلا أن إلوود أقرّ بأن استخدام إسرائيل لقوتها العسكرية بشكل مفرط، كما حدث في غزة، لا يمكن تبريره، مؤكدًا أن: "كل دولة تملك الحق في الدفاع عن نفسها، لكن ليس إلى هذا الحد من التدمير. ما يحدث الآن جعل دولًا أوروبية كثيرة تعيد النظر في دعمها التقليدي لإسرائيل".
أعرب إلوود عن قلقه من غياب رؤية واضحة لمستقبل قطاع غزة، خصوصًا في ظل توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، مضيفًا أن المنطقة تسير نحو مزيد من عدم الاستقرار، ليس فقط بسبب حماس أو حزب الله، بل بسبب تفاقم الصراع الجغرافي والديموغرافي في ظل غياب استراتيجية شاملة.
كما حذّر من أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى انهيار الاتفاقات الإبراهيمية، مشيرًا إلى أن "دولًا مثل السعودية، الإمارات، والبحرين لن تنخرط في إعادة إعمار غزة إذا رأت أن حلم الدولة الفلسطينية قد تم القضاء عليه بالكامل".