كانت في المستوى الثالث من دراستها الجامعية، عندما أحبها أحد زملائها بصدق، وواعدها بالزواج، كان الحب بينهم عفيفاً، فالولد يحرص كل الحرص على سلامة الفتاة وسمعتها، أحبته الفتاة بجنون لحسن أخلاقه وتعامله معها، وقررا أن يتقدم الشاب لخطبتها من أسرتها، وجاء إلى منزلها يحمل الهدايا ومعه بعض أفراد أسرته، كانا في قمة السعادة والفرح، والفتاة كانت هي الأخرى قلبها يرقص فرحًا وسعادة، ولم تكن تعلم ما يخفي لها القدر.
قصة عروس فقدت أغلى ماتملك بسبب تهور العريس في ليلة الدخلة
كشف الراوي "عبدالستار السليمي" تفاصيل القصة المؤلمة التي حدثت فى إحدى المناطق اليمنية، وقال أنه رغم الحب الكبير المتبادل بين الشاب والفتاة، إلا أن أسرة الفتاة لم تكن تؤمن بلغة الحب، فهي أسرة تقليدية محافظة لا زالت ترى أن حب البنت عار يجب أن تعاقب عليه بحرمانها منه إضافة إلى عقاب جسدي وتعميق شديد، لذلك بعد حضور الشاب إلى منزل الفتاة التي يحبها ليتقدم لها بشكل رسمي، تفاجئ بردة فعل والدها القاسية ورفضه لمسألة الخطوبة رفضاً قاطعاً، قبل ان يقوم بطرد الشاب مع ضيوفه.
لم تستوعب الفتاة تعامل والدها مع الشاب، جن جنونها من ذلك التصرف، حاولت أن تتفاهم من إبيها وإخوانها فقابلوها بالضرب والتوبيخ، والتهديد بالقتل، الشاب عاد خائباً نائماً على الفتاة، لم يستوعب موقف والدها، كيف يمكن أن يتعامل معه بهذه الطريقة دون أن يبدر منه أي خطأ!! كان خطأه الوحيد أنه رغب بالفتاة وأحبها بصدق وتقدم إليها كالرجال من عند أهلها ولم يفكر يوماً باللعب عليها.
بعدها فرضت أسرة الفتاة عليها حصار خانق وظلت تراقبها أينما تذهب حتى لا تكلم الشاب أو تلتقي به، وكانوا يقومون بتفتيش جوالها كل فترة ليعرفوا إن كانت لا تزال تتواصل مع الشاب.
الزواج بالقوة
تقدم بعض الشباب لخطبة الفتاة، لكنها قابلتهم جميعاً بالرفض، فهي لم تستطع نسيان ذلك الشاب، ضغطت الأسرة عليها وهددتها بالقتل وقتل ذلك الشاب إذا بقت تفكر به. فلم ترضخ الفتاة لتلك التهديدات، وهو ما جعل والدها وإخوانها يتخذون قرار تزويجها بالقوة من أحد شباب المنطقة، واجبروها على الموافقة وسارعوا بإنهاء إجراءات وتجهيزات الزواج، وفي ليلة الزفاف كانت الفتاة في حالة سيئة جداً ويبدو على وجهها ملامح القهر والألم، وكأنها تسحب إلى ساحة الإعدام وليس إلى بيت زوجها.
وحشية العريس في ليلة الدخلة
غادر الضيوف وأهل العروسين المنزل، وتركوا الفتاة مع عريسها الذي تحول إلى وحشًا كاسر، ولم يجد التعامل معها واخرجها من الحالة التي تعاني منها، لكنها ضاعف حالتها بتهوره وجنونه، فقد هجم عليها بعنف ولم يمهلها لتخلع فستان الزفاف، ومارس معها العلاقة بوحشية رغم صراخها من الألم. حتى وصل الأمر إلا أن الفتاة فقدت وعيها من شدة الألم والتوتر، عند ذلك تركها العريس، لكنه لم يحاول اسعافها في ذات الوقت، على أمل ان تستعيد وعيها من تلقاء نفسها، لكن بعد مرور نصف ساعة أيقن العريس أن العروسة في خطر وما زالت فاقدة للوعي، فقام بنقلها إلى المستشفى، حيث كانت تعاني من نزيف حاد.
بذل الأطباء جهود كبيرة لإنقاذ العروس، وبعد أن استقرت حالها عادت إلى المنزل مع العريس، لكنها كانت في حالة سيئة جداً، وتضاعف كرهها ونفورها من العريس الذي لم يجد التعامل معها، ولم يستطع أن ينسيها الشاب الذي كانت تحبه من قبل، فظل قلبها معلقاً به رغم مرور السنين.
جحيم الحياة وراحة الموت
استمرت حياة الفتاة في جحيم، وعلى الرغم من أنها حاولت الاستسلام للأمر الواقع والتودد لزوجها، إلا أنه ظل يتعامل معها بقسوة وعنف، مرت الأيام والفتاة على هذا الحال، كان جسمها ينحب كل يوم، مرضت بشدة، ذهبوا بها إلى الكثير من الأطباء لكنها لم تتحسن بل ظلت حالتها في تدهور مستمر.
لم تكن الفتاة تفكر سوى بالموت، فقد كانت تتمناه منذ أو ليلة من زواجها، وقد تحقق لها ذلك بعد أربع سنوات فقط من الزواج، حيث فاضت روحها إلى الله، لتنتهي بذلك واحدة من القصص المؤلمة والمحزنة التي يتسبب بها ظلم الأهل وقساوة الأزواج.

