تغيير نظام العمل في السعودية يأتي في ظل التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية السعودية 2030، حيث تم تغيّر مفهوم التأشيرة من مجرد إذن دخول إلى رخصة حياة مهنية متكاملة، وأصبحت تأشيرات العمل في المملكة جزءاً لا يتجزأ من الاستراتيجية الوطنية لاستقطاب الكفاءات وتنويع مصادر الدخل، وقد ترافق هذا التحول مع مبادرات جديدة، أبرزها إطلاق نظام "التأشيرة بدون كفيل"، وهي تأشيرة جديدة للتحرر من الكفيل والاستمتاع بحرية العمل في جميع مناطق المملكة.
أنواع تأشيرات العمل في السعودية
تقدم السعودية مجموعة متنوعة من تأشيرات العمل، وكل واحدة منها تلبي حاجة قطاع أو مشروع أو توجه اقتصادي وهذه الأنواع هي كالآتي:
- تأشيرة العمل العادية (تحت كفالة):
تصدر بناءً على عقد عمل مع جهة سعودية (شركة أو مؤسسة) وتُربط بالإقامة.
- تأشيرة العمل المؤقت:
مخصصة لفترة قصيرة (3 - 12 شهرًا) وغالباً ما تُمنح لخبراء أو عمالة في مشاريع محددة.
- تأشيرة العمل الموسمي:
تصدر لفترات محددة أثناء المواسم مثل الحج والعمرة، وتُمنح للعمالة المؤقتة.
- تأشيرة العمل الحرة (بدون كفيل):
تمثل نموذجاً حديثاً يتيح للعامل أو المهني العمل بحرية تحت إشراف الدولة دون الحاجة إلى كفيل مباشر.
نظام العمل الجديد في السعودية.. تأشيرة العمل بدون كفيل
أطلقت وزارة الموارد البشرية السعودية نظاماً جديد في للعمل يسمح لبعض الفئات بالحصول على تأشيرة عمل دون الحاجة لكفيل تقليدي، ما يُعد نقلة نوعية في سوق العمل السعودي، وتأشيرة تُمنح للعامل الأجنبي للعمل بشكل مباشر في المملكة دون الاعتماد على كفيل فردي، وتكون العلاقة تعاقدية مباشرة مع الدولة أو عبر منصات مرخصة، وتشمل المهنيين المؤهلين، الحرفيين، المستقلين، ورواد الأعمال، ويشترط وجود مؤهلات أو سجل مهني.
شروط الحصول على تأشيرة العمل بدون كفيل في السعودية
وضعت السعودية مجموعة الشروط اللازمة للحصول على تأشيرة العمل بدون كفيل، ومن أبرز الشروط:
- شهادة مهنية أو خبرة موثقة.
- سجل أمني نظيف.
- تأمين صحي فعال.
- دفع رسوم محددة للحصول على التأشيرة.
- التسجيل في منصات رسمية مثل "منصة قوى".
الفئة المستفيدة من نظام العمل الجديد في السعودية.. من يمكنهم الحصول على تأشيرة العمل بدون كفيل
التحول الجديد يخدم شريحة واسعة كانت تُعاني من صعوبة الدخول لسوق العمل السعودي بسبب نظام الكفالة ومن أبرز الفئات:
- المطورون والمبرمجون.
- المهنيون في المجالات الإبداعية (تصميم، تسويق، محتوى).
- الفنيون والحرفيون المؤهلون.
- رواد الأعمال الذين يرغبون بتأسيس مشاريعهم الخاصة.
- العاملون المستقلون عبر الإنترنت.
مزايا تأشيرة العمل بدون كفيل:
نظام العمل الجديد في السعودية لا يمنح فقط حرية أكبر للوافدين، بل يدعم الاقتصاد الوطني عبر خلق بيئة أكثر تنافسية ومن أبرز مزايا تأشيرة العمل بدون كفيل:
- حرية اختيار جهة العمل دون إذن مسبق.
- سهولة تغيير الوظيفة أو القطاع.
- الاستقلالية في تجديد الإقامة والتأشيرة.
- سهولة التقديم عبر المنصات الإلكترونية.
- حماية حقوق العامل وفق قوانين العمل السعودية.
- زيادة الثقة لدى الكفاءات الدولية في سوق العمل السعودي.
نظام الكفالة التقليدي في السعودية:
لسنوات طويلة، شكّل نظام الكفالة في السعودية حجر الأساس في تنظيم العلاقة بين العامل الوافد وصاحب العمل، إلا أن هذا النظام واجه انتقادات عديدة بسبب القيود التي يفرضها وهي:
- الارتباط الكامل: الإقامة، العمل، والسفر تكون جميعها مرهونة بموافقة الكفيل.
- التحكم بالتنقل الوظيفي: لا يمكن تغيير العمل دون موافقة الكفيل.
- القيود القانونية: بعض الكفلاء يسيئون استغلال النظام مما يؤدي إلى انتهاكات.
التحديات المحتملة ما زال النظام في بداياته:
رغم أن المبادرة واعدة، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، خصوصًا في مرحلة التأسيس وتطبيق اللوائح ومنها:
- عدم وضوح بعض الإجراءات الإدارية.
- صعوبة توفر المؤهلات لدى بعض الفئات التي ترغب في الاستفادة.
- الرسوم المرتفعة نسبيًا مقارنة بالتأشيرات التقليدية.
- اختلاف فهم الجهات المشغّلة لهذا النوع من التأشيرات.
- الحاجة لنظام رقابي أكثر فعالية لضمان التطبيق العادل.
التحديثات التقنية رقمنة نظام التأشيرات لدعم الكفاءة:
ضمن توجه السعودية نحو التحول الرقمي، أصبح الحصول على تأشيرة العمل وإدارتها أسهل بفضل المنصات الحكومية ومن أهم الأدوات والمنصات:
منصة "قوى": للتقديم وإدارة العلاقة التعاقدية للعاملين بدون كفيل.
منصة "مقيم": لتحديث بيانات الإقامة والتأشيرة.
أبشر أعمال: لتسهيل التعاملات الإلكترونية للمنشآت.
تطبيقات الهواتف الرسمية لتتبع الطلبات ودفع الرسوم.
تأشيرة العمل في السعودية لم تعد مقيدة بشخص الكفيل، بل أصبحت أداة تمكينية للوافدين وأداة استراتيجية للدولة لتطوير سوق العمل وجذب المهارات النوعية. التحولات الجارية، خاصة فيما يخص التأشيرة بدون كفيل، تعكس رغبة جادة في خلق بيئة أكثر عدالة وكفاءة. ورغم بعض التحديات، فإن المستقبل يبدو واعداً لكل من يسعى لفرصة حقيقية داخل المملكة.
أخبار متعلقة :