عالم التقنية

اكتشاف علمي يحسم لغز فوهة "سيلفر بيت" في بحر الشمال بعد 20 عامًا من الجدل

Advertisements

باسل النجار - القاهرة - السبت 27 سبتمبر 2025 01:44 مساءً - بعد أكثر من عقدين من النقاش العلمي، تمكن فريق من الباحثين من حل لغز فوهة "سيلفر بيت" الغامضة في قاع بحر الشمال، مؤكدين أنها نتجت عن اصطدام كويكب ضخم بالأرض قبل أكثر من 40 مليون عام.

هذا الاكتشاف، الذي نشره فريق يقوده الدكتور أوسدين نيكلسون من جامعة هيريوت-وات الاسكتلندية، أنهى جدلاً علميًا طويلاً حول أصل الفوهة التي اكتُشفت لأول مرة عام 2002، وظلت موضع خلاف بين من اعتبروها تشكلاً جيولوجيًا طبيعياً ومن رأوا أنها أثر اصطدام كوني.

واستخدم العلماء تقنيات متقدمة جمعت بين التصوير الزلزالي ثلاثي الأبعاد وتحليل عينات حفر قديمة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، ليؤكدوا أن الهيكل الدائري البالغ قطره نحو 1.8 ميل والموجود على عمق 700 متر تحت قاع البحر يحمل جميع السمات المميزة لفوهة ناتجة عن اصطدام كويكب.

وأظهرت البيانات تفاصيل مذهلة، أبرزها وجود قمة مركزية مرتفعة تحيط بها حلقة دائرية وخنادق تشبه ما يُرى عادة في الفوهات الكونية، إلى جانب صخور محطمة وفوهات ثانوية ناتجة عن الحطام المتساقط.

لكن الدليل الحاسم جاء من التحليل المجهري الدقيق للعينات الصخرية، حيث عُثر على حبيبات معدنية نادرة تحمل ندوبًا مجهرية لا يمكن أن تتشكل إلا تحت ضغط هائل ناتج عن اصطدام كوني عنيف.

ووفقًا لعمليات المحاكاة الحاسوبية، فإن الكويكب الذي تسبب بتشكّل الفوهة كان بعرض نحو 160 مترًا، واصطدم بالأرض بسرعة تقارب 15 كيلومترًا في الثانية، مولدًا تسونامي تجاوز ارتفاعه 100 متر، بعد أن قذف عمودًا هائلًا من الصخور ومياه البحر وصل ارتفاعه إلى نحو 1.5 كيلومتر.

ويرى الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يضع حدًا لجدال علمي استمر 20 عامًا فحسب، بل يمثل إضافة ثمينة للسجل الجيولوجي العالمي، إذ لا يتجاوز عدد الفوهات الاصطدامية المؤكدة على سطح الأرض 250 فوهة فقط.

وأكد العلماء أن الحالة المثالية لحفظ فوهة "سيلفر بيت" تجعلها بمثابة "مختبر طبيعي" يساعد على فهم تأثيرات الاصطدامات الكونية في تاريخ الأرض، كما يقدم نموذجًا علميًا لدراسة السيناريوهات المحتملة في حال تعرض كوكبنا لاصطدام مشابه في المستقبل.

للمزيد تابع

الخليج 24 على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
Advertisements

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

Advertisements

قد تقرأ أيضا