جلد إلكتروني «يشعر بالألم».. ابتكار صيني يمنح الروبوتات الشبيهة بالبشر ردود فعل شبه إنسانية

باسل النجار - القاهرة - الأربعاء 31 ديسمبر 2025 01:43 مساءً - نجح علماء صينيون في تطوير تقنية متقدمة لجلد إلكتروني عصبي الشكل (Neuromorphic Robotic E-Skin)، تمثل طفرة نوعية في عالم الروبوتات الشبيهة بالإنسان، وتمنحها قدرة غير مسبوقة على استشعار اللمس والألم والتفاعل الفوري مع المؤثرات الضارة.

Advertisements

ولا يقتصر هذا الابتكار على كونه مستشعرًا تقليديًا، بل هو نظام متكامل مستوحى من البنية المعقدة للجلد البشري وآلية عمل الجهاز العصبي، ويهدف إلى تمكين الروبوتات من إدراك طبيعة اللمس، واكتشاف الأضرار المادية التي قد تتعرض لها، والاستجابة السريعة لها بحركات انعكاسية تحاكي ردود الفعل البشرية.

محاكاة المنعكسات البشرية

ويستند التصميم إلى مبدأ بيولوجي أساسي في جسم الإنسان، إذ تنتقل إشارات الخطر من الأعصاب الحسية مباشرة إلى النخاع الشوكي، الذي يصدر أوامر انعكاسية فورية بسحب العضو المتأثر قبل وصول الإحساس بالألم إلى الدماغ. هذه الآلية الوقائية السريعة تحمي الأنسجة من التلف، وهو ما سعى الباحثون إلى نقله إلى عالم الروبوتات.

وعلى عكس معظم الروبوتات الحالية، التي تعتمد على معالجة مركزية بطيئة نسبيًا للبيانات الحسية، يتيح الجلد الإلكتروني العصبي الجديد استجابات محلية وفورية، ما يقلل احتمالات التلف، خاصة في البيئات التفاعلية التي يعمل فيها الروبوت جنبًا إلى جنب مع البشر، مثل المستشفيات أو الرعاية المنزلية.

تقييم ذكي للألم والضغط

ويمتاز الجلد المطوّر بقدرته على تقييم شدة وطبيعة التلامس، وليس مجرد رصد حدوثه. إذ يحوّل الإحساس اللمسي إلى نبضات كهربائية تحاكي إشارات الأعصاب البشرية، ما يسمح للنظام باتخاذ القرار المناسب وفق مستوى الخطر.

ويتكوّن هذا الجلد من أربع طبقات رئيسية متكاملة:

طبقة خارجية واقية تحاكي البشرة البشرية.

طبقة مستشعرات ودوائر عصبية تعمل كشبكة حسية تراقب الضغط والتغيرات المادية.

نظام مراقبة ذاتي يرسل نبضات دورية للتأكد من سلامة الجلد، ويتوقف تلقائيًا عند حدوث تمزق، ما يساعد على تحديد موقع الإصابة بدقة.

آلية استجابة انعكاسية تتيح للروبوت تنفيذ رد فعل فوري عند تجاوز الضغط حدًا آمنًا، عبر إرسال إشارة مباشرة إلى المحركات دون المرور بوحدة المعالجة المركزية.

صيانة أسرع وتطبيقات أوسع

وأشار الباحثون إلى أن التصميم الهرمي للجلد يوفر استشعارًا عالي الدقة، وكشفًا فعالًا عن الألم والإصابات، إلى جانب إمكانية الإصلاح السريع، إذ يتكون من وحدات مغناطيسية قابلة للفصل والاستبدال خلال ثوانٍ، ما يعزز فرص استخدامه عمليًا على نطاق واسع.

ويواصل الفريق البحثي العمل على تطوير النظام لزيادة حساسيته، وتحسين قدرته على التعامل مع لمسات متعددة ومتزامنة، بما يضمن تفاعلًا آمنًا وطبيعيًا في البيئات البشرية المعقدة.

ويمهّد هذا الإنجاز الطريق أمام جيل جديد من الروبوتات الأكثر ذكاءً و«تعاطفًا»، القادرة على التفاعل مع الإنسان بكفاءة وأمان غير مسبوقين، في خطوة تقرّب التكنولوجيا أكثر من محاكاة السلوك البشري الحقيقي.

للمزيد تابع

الخليج 24 على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

أخبار متعلقة :