السبت 31 ديسمبر 2022 01:07 مساءً - حوار سمية عبدالنبي الخرطوم 31-12-2022 (سونا) - أجرت وكالة السودان للانباء حوارا مع د. عاصم احمد حسن مدير الإدارة العامة للبحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي على هامش ملتقى مخرجات البحث العلمي والابتكار الثاني المنعقد بقاعة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الفترة من 26-28 ديسمبر ويعتبر البحث العلمي في مؤسسات التعليم العالي مطلبا اساسيا للتميز في اي حقل من حقول الدراسة المتخصصــة في مجالات العلوم المختلفة ولا سيما العلوم الطبيعية والتطبيقية، لذا أصبح تقييم الجامعات وتصنيفها على المستوى العالم من حيث جودة البحث العلمي في صميم الاهتمام الأكاديمي والسياسي في الدول المتقدمة والنامية.
إلى مضابط الحوار: س/ حدثنا عن انعقاد الملتقى في هذا التوقيت؟
ج/ الوزارة شرعت في موجهات جديدة للبحث العلمي من أجل النهوض بالتنمية واستفادة البلاد منها، خاصة وأن السودان يتطلع إلى تحول ديمقراطي وبناء وطني وهناك مخرجات لبحوث في مجال الطاقة، المياه، الصناعة، الوحدة الوطنية وبناء السلام وهى من الموجهات القومية تحتاج فقط إلى تشبيك ودعم. "نحن نتمتع بمواد خام وأرض خصبة للبحث العلمي" وان منتجاتنا الخام عمت كل العالم، وكل العالم يعتمد عليها في التصنيع ونحن لم نستفد من ذلك كثيرا ولكن الانطلاقة بدأت ولن تتوقف ابدا.
س/ هل تتوقع من الملتقى ان يحدث طفرة في التنمية ويوظف الشباب من هذه البحوث؟ ج/ نعم لدينا اكثر من 40 حاضنة أعمال، هذه الحاضنات تنتج منتجا.. وهذا المنتج يستفيد منه رواد الأعمال، ومن اهداف هذه الحاضنات إنتاج منتج لرواد الأعمال يشتغلون عليه حتى تعم الفائدة، بعد ذلك يتحول المنتج إلى استثمار على نطاق واسع ويتم إنتاجه او تسويقه، نحن الآن في مرحلة رواد الأعمال وقطعنا فيها شوطا كبيرا، بعض الأعمال وصلت مرحلة التسويق او الإستثمار في مجال صناعة الخميرة، الاعلاف، الاسمدة المركزة، الصيدلانيات وبعض العقاقير وصلنا فيها مرحلة الإنتاج كل ذلك بفضل الحاضنات وبفضل مجهودات مؤسسات التعليم العالي سواء كانت جامعات او مراكز بحوث.
س/هناك بحوث في السنين الماضية مازالت حبيسة الإدراج بطرف العديد من الجامعات هل هناك تواصل معهم لجمعها او تنقيحها؟ ج/ اساس هذا الملتقى هو تسويق لمخرجات البحث، سواء كانت إنتاج الإدارة العامة للبحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي او إنتاج الجامعات او مراكز البحوث، وهناك حلقة ضعيفة بين مخرجات البحوث ورجال الإستثمار واصحاب الأعمال والشركات، لذا نحن في هذا الملتقى استهدفنا القطاع الخاص، شركات الدواء، اتحاد الغرف الصناعية، اتحاد أصحاب العمل، شركة جياد، مامون البرير وشركة دال، كل هذه الشركات لدينا لها عرض منتج بحثي نتمنى أن يجد من يتبناه. القطاع الخاص لم يلج إلى البحوث، ونحن في العام المقبل سنعمل بموجهات وفق متطلبات القطاع العام والخاص لحل كثير من المشاكل المعقدة في السودان سواء كانت زراعية او صناعية او هندسية. س/ ماهي المعوقات التى تواجه إدارة البحث العلمي والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث؟ ج/ هناك تحديات تواجه البحوث التي تم تمويلها وتأثر هذه البحوث بظاهرة التضخم لذا وضعنا مؤشرا لمعالجتها، وهناك توجيه من وزير التعليم العالي بأن أي بحث متعسر بسبب التمويل او التضخم تتم معالجته، لأن همنا اولا واخيرا نتيجة البحث، وقد تمت معالجة كثير من البحوث وأتت أكلها، مشيراً إلى ان هناك نتائج للبحوث ستظهر منتصف العام المقبل لأنها قدمت متاخرة، خاصة الأبحاث التي مولت في عام 2019-2020 وكانت تمويلها بسيط ولم يتمكنوا من العمل فيها بسبب القفزة العالية للأسعار التي شهدتها البلاد.
كلمة أخيرة : كل الدول تقدمت وحققت طفرة في مجال التنمية عبر البحث العلمي ونحن في السودان لم نتأخر كثيرا ولكن بسبب ضعف الميزانيات في السنوات السابقة وقف أمام هذا البحث العلمي، وأن البحث العلمي كان موزع بين الجامعات، وتم انشاء إدارة للبحث العلمي عام 2002 فضلا عن تخصيص ميزانية للبحث العلمي من وزارة المالية الاتحادية. وأضاف أنه تم توظيف هذه الميزانية توظيفاً جيداً حتى أتت أكلها في الملتقى الأول عام 2014، واستمرت هذه الميزانية بمتوالية هندسية افضل من العددية، حيث طفرت من 40٪ إلى 60٪ إلى 80٪ وبشر بزيادتها العام المقبل إلى نسبة 100٪ حيث تسهم في تحقيق التنمية المستدامة، وسيتم توظيفها من أجل النهوض بالتنمية. وتشير (سونا) الى ان اهتمام السودان بالبحث العلمي بدأ منذ عام 1900 لتحسين السلع والخدمات وأنشئت وحدات للعناية بتلك البحوث .