عالم الفن والمشاهير

كرموه ربنا يكرمكم : لقد ادي دوره بامتياز

باسل النجار = الرياض في الاثنين 28 أكتوبر 2024 11:37 صباحاً - عبد السلام محمد، الفنان المبدع الموهوب الذي عانى طويلا في الفن والحياة، ولد في الأول من يونيو سنة 1934 وعرفه الكثيرون لكنه لم يتحصل على ما يستحقه من شهرة أو تقدير رغم موهبته الكبيرة، حيث يعد واحدا من نجوم الفن المنسيين المظلومين والمهمشين، وربما يكون جميع الفنانين الذين كتبت عنهم من قبل في جانب، ويبقى هو في جانب آخر، فحينما يطل علينا من الشاشة بقامته القصيرة وجسده الضئيل النحيل ووجهه المصري الأصيل المعبر وعينيه الحائرتين الزائغتين نجده يجسد ويصور لنا حال غالبية المصريين في الريف والمناطق الشعبية، حيث يبدو دوما في أدواره المختلفة مرهقا متعبا مريضا مهمشا مظلوما.

وقد عانى الفنان عبد السلام محمد في حياته كثيرا، ففي طفولته كان والده موظفا صغيرا بمصلحة السكة الحديد، وكان الوالد يعانى من محدودية دخله المادي الذي لا يكاد يكفي تكاليف الطعام لأسرته، فما بالنا بتعليم وكساء أولاده، وفي هذا الجو نشأ صاحبنا، وفي شبابه بعدما نقش اسمه بحروف بارزة في تاريخ المسرح المصري المعاصر، عادت به عقارب الساعة إلى الخلف، فاضطر يوما أن يقدم أدوارا لا تليق بمكانته بعد نجاحه في مسرحية “الفرافير”، بل إنه قد اختفى عن الساحة الفنية لبعض الوقت، حتى قدم دوره الرائع في مسرحية نعمان عاشور “برج المدابغ” من إخراج سعد أردش، بعدها تزداد معاناته، حيث يسكن هو وزوجته وابنتاه في غرفة بمنزل في أحد شوارع عابدين، وقام وقتها بتقديم عشرات الطلبات للحصول على شقة مستقلة، ولذلك فقد كان يقوم هذا الفنان الكبير بقبول أي أدوار تعرض عليه، فقط لأنه كان يحتاج إلى المال لإطعام أفراد أسرته.

وهكذا كان الفنان عبد السلام محمد في الواقع وعلى الشاشة فنانا مبدعا وإنسانا مهمشا انصهر واقعه وتمثيله في بوتقة واحدة، حيث كانت حياته الواقعية لا تختلف كثيرا عن أدواره على الشاشة، ولكي تكتمل الحبكة الدرامية والمأساة في حياته تعرض للإصابة بورم خبيث في الحنجرة، وعانى منه كثيرا، وعندما ساءت حالته دخل مستشفى العجوزة وتوفى داخل المستشفى في يوم 27 يونيو 1992 عن 58 عاما، وهكذا كانت حياة هذا النجم والفنان الإنسان الكبير عليه رحمة الله عبارة عن مأساة ومعاناة، وكان يمتعنا بفنه ويضحكنا رغم ما كان يمر به من مصاعب ومتاعب وآلام جسدية ونفسية لا يتحملها أحد.

Advertisements
Advertisements

قد تقرأ أيضا