باسل النجار = الرياض في الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 09:40 مساءً - أثار الإعلان عن فيلم “الست”، الذي يتناول حياة “كوكب الشرق” أم كلثوم، جدلاً واسعاً منذ أشهر، حيث رأى كثيرون أن تقديم عمل جديد يروي سيرة شخصية بحجم أم كلثوم، هي مغامرة فنية كبيرة وغير مضمونة.
وتزايد الجدل بعد انتهاء تصوير الفيلم مؤخراً، مع انتشار صور بالذكاء الإصطناعي، عبر وسائل التواصل، وعادت المُقارنة بين الممثلين المُشاركين بفيلم “الست” والشخصيات التي يجسدونها، في الفيلم الذي لم ير النور بعد، دون الإعلان عن موعد عرضه.
وتشهد الساحة الفنية حالياً نقاشاً محتدماً حول الأداء التمثيلي للفنانين المشاركين بقيادة منى زكي التي تُجسد شخصية أم كلثوم، بينما عمرو سعد بدور الرئيس الأسبق “جمال عبدالناصر”، ومحمد فراج بشخصية الشاعر “أحمد رامي”، وتامر نبيل بدور “القصبجي”.
وكثر الحديث عن استخدام خبير تجميل عالمي لتحقيق تقارب بصري بين الممثلين والشخصيات الحقيقية، وسط تشكيك البعض في مدى قدرة زكي على تجسيد الشخصية.
بينما جاءت الآراء المؤيدة بالإشارة لاستخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في الفيلم، استناداً إلى “تكهنات” دون إعلان رسمي من صُناع العمل عن الاستعانة بتقنيات الـ “AI”.
“مغامرة وعاصفة فنية”
الناقدة ماجدة خيرالله أشارت في تصريحات إلى أن المشروع يمثل تحدياً كبيراً. وقالت:
“منى زكي ليست قريبة بدنياً أو فسيولوجياً من أم كلثوم، وهناك تحديات تتعلق بالصوت والانفعالات والبنية الجسدية لشخصية بهذا الحجم الفني الكبير. إذا فشل الفيلم، سيشكل ذلك خيبة أمل للجمهور العربي كله.”
خيرالله أضافت أن المخاطر لا تقتصر على زكي فقط بل تشمل فريق العمل بأكمله، بمن في ذلك المخرج مروان حامد الذي يمتلك تاريخاً فنياً كبيراً. كما شبّهت المشروع بفيلم “ليلة البيبي دول” الذي ضم نجوماً كباراً وميزانية ضخمة، ولكنه فشل في تحقيق النجاح المطلوب.
“أم كلثوم الإنسان وليس الملاك”
من جهته، اعتبر الناقد طارق الشناوي أن الرهان الأكبر لنجاح الفيلم يكمن في الرؤية الدرامية للمخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد، موضحاً أن العمل قد يتناول الجوانب الإنسانية في حياة أم كلثوم بدلاً من تقديم صورة ملائكية كما في الأعمال السابقة.
وفي حديثه عن التوقعات، قال الشناوي:
“لا يمكننا التكهن بالنتائج قبل عرض الفيلم، لكنه خضع بالتأكيد لرقابة المصنفات الفنية؛ ما قد يحدّ من تناول القضايا الجدلية.”
“استحالة تقليد أم كلثوم غنائياً”
الموسيقار يحيى الموجي أكد استحالة تقليد أم كلثوم غنائياً، حتى لو تم استخدام أصوات بديلة مثل مي فاروق أو ريهام عبدالحكيم. وأضاف:
“أم كلثوم كانت حالة استثنائية بصوتها العملاق الذي يصل إلى الجمهور دون ميكروفون. محاكاة هذا الصوت أمر مستحيل.”
كما شدد الموجي على رفضه لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحويل صوت منى زكي إلى صوت أم كلثوم، مؤكداً أن ذلك قد يُسيء إلى الإرث الفني لكوكب الشرق.
ويبقى الجدل قائماً حول فيلم “الست”، حيث ينتظر الجمهور عرضه لمعرفة إذا ما كانت المواهب التمثيلية والرؤية الإبداعية ستنجح في تقديم عمل يليق باسم أم كلثوم، أم أن المخاوف ستتحقق.