والسعودية من البلدان صاحبة التاريخ القديم في المنطقة، حتى قبل أن تعرف بنظامها الحديث ومسماها المعروف الآن، حيث شهدت تلك المنطقة من شبه الجزيرة العربية، ازدهار حضارات عديدة منها، حضارة قوم عاد الذين سكنوا شبه الجزيرة العربية، ويقول الباحثون أن مساكن عاد كانت في الأحقاف الواقعة في جنوب الربع الخالي.
ومن الحضارات التي ظهرت في شبه الجزيرة أيضاً حضارة قوم ثمود التي تعد من ضمن الحضارات البائدة التي تألفت من قبائل وعشائر متعددة. وقد بلغت حَدًّا عظيمًا من المدنية والازدهار في شمال الجزيرة العربية، واتفق المؤرخون المسلمون على أن أهم ديارهم كانت بوادي القرى فيما بين الحجاز والشام، وقد وجدت آثار لهم في مدينة العلا بين المدينة المنورة وتبوك وكانوا بعد قوم عاد، وقد تميزوا كونهم ينحتون بيوتهم في الجبال.
كما توجد الكثير من الحضارات التي توالت في شبه الجزيرة العربية، حيث ازدهرت مملكة معين التي قامت على ضفتي وادي جوف وهي المنطقة السهلية الواقعة بين نجران وحضرموت، التي تميز أهلها في فنون العمارة والزخرفة، التي وضعت فنون الحضارة المعينية في مركز رفيع يضاهي فنون حضارات مراكز الشرق القديم في مصر وبلاد الرافدين، كما برعوا في الزراعة والصناعة واشتهروا أيضاً بالتجارة، وامتد نفوذهم إلى بعض المناطق في شمال الجزيرة العربية وخارجها، وتعود إليهم نقوش قديمة عُثر عليها في مدينة العلا قرب وادي القرى.