- سيف الحموري - الكويت - الخميس 15 فبراير 2024 11:10 مساءً - على المجتمع الدولي السماح بوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمحتاجين دون أي عراقيل وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين العزل وتفعيل آليات المحاسبة الدولية
- سياسات تمكين المرأة في مختلف المجالات لها انعكاس مباشر على الاستقرار والأمن في الوطن العربي ويجب تضافر الجهود لتعزيز سياسات الدولة في مجال التمكين
- 28% نسبة تمثيل المرأة الكويتية في المناصب القيادية وتشكّل 64% من إجمالي القوى العاملة الوطنية في القطاع العام و48% في «الخاص»
دارين العلي
جدد نائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد إدانة الكويت واستنكارها الشديدين لاستمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتكرار دعوتها إلى المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن إلى ضرورة تحمل مسؤولياته والعمل على وقف هذا العدوان وبشكل فوري.
جاء ذلك في كلمة الشيخ جراح الجابر نيابة عن وزير الخارجية عبدالله اليحيا راعي المؤتمر الإقليمي «المرأة العربية والسلام والأمن: التحديات أمام النساء في المنطقة العربية» الذي يحمل شعار «وقف الحرب على غزة الآن وليس غدا» وينظمه الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية بالتعاون مع منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية.
ودعا نائب وزير الخارجية المجتمع الدولي إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للمحتاجين دون أي عراقيل وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين العزل وتفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية وضمان المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب.
وأوضح أن معاناة الشعب الفلسطيني من الاحتلال ممتدة لعقود، ويشهد قطاع غزة عدوانا دمويا مستمرا لأكثر من 4 أشهر واعتداءات سافرة دون رادع أو محاسبة ويستمر الاحتلال في انتهاكاته الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأضاف أن الحرب المدمرة على قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 28 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال وسط عجز المجتمع الدولي عن وقف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة وفي ظل ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي. وبين الشيخ جراح جابر الأحمد أن المرأة كانت وما زالت أولى ضحايا الحروب والنزاعات والاضطرابات الأمنية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكنها أثبت قدرتها على الصمود ومواجهة الصعاب والقيام بدورها الوطني في الدفاع عن وطنها والحفاظ على تماسك مجتمعها.
وأكد على الدور الكبير والأهمية البالغة التي تمثلها المنظمات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في دعم قضايا المجتمع، لاسيما قضايا المرأة، موضحا أن استضافة هذا المؤتمر تأتي اتساقا مع تعهدات الكويت من خلال عضويتها في مجلس حقوق الإنسان للفترة من 2024 إلى 2026.
وأفاد بأن سياسات تمكين المرأة في مختلف المجالات لها انعكاس مباشر على الاستقرار والأمن في الوطن العربي، الأمر الذي يدفع بالحاجة إلى تضافر الجهود لتعزيز سياسات الدولة في مجال التمكين، لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وتعزيزها حقوقها في عملية صنع القرار.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجه النساء في الوطن العربي هي تحديات كبيرة لكنها استطاعت بعزمها وإرادتها نيل العديد من حقوقها المدنية والسياسية والاقتصادية، مؤكدا ثقته بأن هذا المؤتمر سيحقق المزيد من الأهداف والغايات التي تصب في مجال تعزيز حقوق المرأة.
وقال نائب وزير الخارجية: «إننا في الكويت نولي مسألة النهوض بالمرأة الكويتية وتمكينها اهتماما كبيرا، ومكتسباتها في هذا الإطار تزداد عاما بعد عاما، ونحن مؤمنون بالدور المهم والحيوي للمرأة في نهضة وطننا الغالي وتنميته وازدهاره».
وشدد على حرص الكويت منذ بداية نشأتها ووضعها للأسس التشريعية للدولة على حفظ وصون حقوق المرأة وحمايتها ودعم رسالتها الإنسانية والاجتماعية، لافتا إلى أن الدستور كفل حقوق المرأة الكويتية في المادة (29) من الدستور التي أكدت على مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة إيمانا من الآباء المؤسسين باعتبار المرأة شريكا رئيسيا وفاعلا في بناء الوطن.
وأفاد بأن الكويت ساهمت خلال السنوات الماضية في دعم تمكين المرأة إلى أن وصلت نسبة تمثيل المرأة الكويتية في المناصب القيادية إلى 28% في مختلف قطاعات الدولة بالإضافة لشغلها نسبة 64% من إجمالي القوى العاملة الوطنية في القطاع العام و48% في القطاع الخاص.
وقال الشيخ جراح جابر الأحمد إن مجلس الأمن أصدر القرار رقم 1325 المعنون «المرأة والسلام والأمن» في عام 2000 الذي جاء ليؤكد على دور المرأة في منع نشوب النزاعات وحلها وحفظ السلام وبناء السلام ومساعي المصالحة والوساطة وإعادة البناء والتعافي بعد النزاعات.
ولفت إلى انه في هذا السياق قامت الكويت مؤخرا بإنشاء اللجنة الوطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325 برئاسة وزارة الخارجية وتضم اللجنة بعضويتها الجهات الوطنية ذات الصلة، إيمانا منها بأهمية تعزيز العمل الدولي المشترك الرامي لمنع نشوب النزاعات الدولية وحماية المرأة عند نشوبها والتأكيد على احتياجاتها ومتطلباتها.
وتقدم بتحية احترام وإجلال للنساء في الكويت، مستذكرا بكل اعتزاز وفخر المرأة الكويتية التي واجهت الاحتلال بكل شجاعة وبسالة، وكان لها دور كبير في صفوف المقاومة، إذ شاركت في تنظيم الحياة اليومية أثناء الاحتلال وتوفير الاحتياجات الأساسية للسكان وراح ضحية هذه المواقف البطولية العديد من النساء الكويتيات الشهيدات.
مواقف مشرفة
من جانبها، ثمنت رئيسة الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية الشيخة فادية السعد في كلمتها موقف القيادة السياسية التاريخي والمشروع منذ 1948 مع الشعب الفلسطيني ومطالبه المشروعة والعادلة وهو كذلك الموقف الشعبي الذي ما فتأت مختلف أطياف الشعب الكويتي في التعبير عنه.
وقالت انه في الحروب تصعب المطالبة بالتغيير وإعمال حقوق المرأة، إذ يحظى الوضع العام ومصير البلد بالأولوية وتتعرض النساء لجرائم العنف بدرجات أكبر خلال الحروب وبعدها ونادرا ما تأخذ العمليات الإغاثية والمساعدات الدولية واقع المرأة اليومي في عين الاعتبار.
وأكدت أن حماية المرأة وضمان حقوقها في أيام الحرب تبدأ في أيام السلم عن طريق تغيير القوانين ودمج مفهوم المساواة بين الجنسين في طريقة عمل المؤسسات الحكومية والأهلية وإعداد البرامج الكفيلة بتغيير الصور النمطية للمرأة وتبديل الأفكار حول قيمة المرأة كإنسان.
وتقدمت بتحية إجلال وتقدير للمرأة الفلسطينية المقاومة الصامدة والمؤمنة على عطائها اللامحدود ونكران الذات التي تجابه به غطرسة المحتل وجرائمه في ظل ظروف تصعب المقاومة والصمود في ظلها.
الكويت صادقة
بدورها، قالت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية أ.د.فاديا كيوان في كلمة مماثلة ان الكويت كانت صادقة دائما في خياراتها وانحيازها لقضايا الحق التي نحن بصدد النضال من أجلها، لافتة إلى أن المنظمة لبت الدعوة للمشاركة في تنظيم المؤتمر لأهمية موضوع حماية الإنسان من العنف.
ولفتت إلى أن الجميع لا يزال تحت الصدمة جراء القصف العشوائي الأعمى والمتواصل منذ السابع من أكتوبر الماضي في غزة وما تشهده من قذف وتدمير جل ضحاياه من النساء والأطفال، مشيرة إلى ان التدمير الممنهج الذي يطول كل شيء هو لجعل غزة غير آهلة للعيش.
وقف العدوان
من جهتها، قالت المستشارة في الرئاسة الفلسطينية ورئيسة المجلس التنفيذي للمنظمة فريال سالم ان وقف العدوان على غزة وكل فلسطين الآن وليس غدا هو المطلب الذي تصدح به كل الحناجر في فلسطين وفي كل أرجاء المعمورة ولسان حال كل حر في هذا العالم.
وقالت: مع دخول الشهر الخامس وصل عدد الشهداء إلى ما يقارب 29 ألف شهيد و70 ألف جريح أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء وتدمير طال أكثر من 70 % من المباني السكنية فيما التدمير الكلي والجزئي طال معظم الأعيان المدنية من مستشفيات ومدارس وجامعات ومساجد وكنائس وحتى مباني المنظمات الدولية.
ظروف عصيبة
من جانبها، أكدت رئيسة المجلس القومي للمرأة ورئيسة المجلس الأعلى للمنظمة مايا مرسي في كلمة متلفزة أهمية هذا المؤتمر الإقليمي الذي يأتي في ظروف استثنائية عصيبة تعاني منها العديد من دولنا العربية خاصة دولة فلسطين.
وقالت إن المرأة هي الطرف الأكثر تضررا ومعاناة من ويلات الحروب والكوارث والنزاعات المسلحة، لذا هي الأقدر على معرفة احتياجات المرأة ومطالبها وطرحها على طاولة المفاوضات وإدماجها في الخطط والاستراتيجيات.
نائب وزير الخارجية ترأس اجتماع لجنة الحدود
ترأس نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح جابر الأحمد اجتماع لجنة الحدود الذي عقد بديوان عام الوزارة، حيث تمت مناقشة أبرز المواضيع ذات الصلة بأعمال اللجنة واختصاصاتها.