سيف الحموري - الكويت - الاثنين 28 نوفمبر 2022 10:20 مساءً - في المقهى الثقافي بقاعة كبار الزوار، وضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 45، كان الجمهور على موعد مع نخبة من كاتبات وكتاب أدب الطفل من الكويت والدول العربية.
الندوة التي أقيمت تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حضرها نخبة من الكتاب والمعنيين بثقافة الطفل وأدبه وحملت عنوان «أدب الطفل.. أسئلة ومبادرات»، أدارها الإعلامي المصري الشاعر محمود شرف، وتحدثت فيها الكاتبتان الكويتيتان أمل الرندي وهبة مندني والكاتبان الأردني محمد جمال عمرو والكويتي محمد جراغ.
في مقدمة مداخلتها، ذهبت الرندي إلى أن الأسئلة حول أدب الطفل كثيرة لا تنتهي، وأنها ستحصر مداخلتها بالأسئلة التي تخص مبادرات القراءة، أي مهمة التحفيز على القراءة وكيفية إيصال المادة الثقافية التي تحتويها القصص الموجهة إلى الأطفال، وكيفية التعامل مع الطفل في ظل أزمة القراءة التي تعم العالم العربي، بما في ذلك قراءة الأطفال، وطرحت الرندي أسئلة على قدر من الأهمية منها: هل تحل مشكلة القراءة في المستقبل إذا بدأنا بالطفل؟ وهل تحل المناهج التربوية عندنا مشكلة القراءة؟ وما أهمية مكتبات المدارس والمكتبات العامة في تعزيز القراءة؟ وما دور مؤسسات الدولة، مثل وزارتي الإعلام والتربية في دعم مشاريع ومبادرات القراءة عند الأطفال؟ وما الإغراء الذي نقدمه للطفل لننافس جاذبية الألعاب الإلكترونية؟ وكيف تجعل المبادرات اللغة العربية صديقة للطفل وأداة ممتعة؟ وإلى أي حد تسهم المسابقات والمكافآت القيمة في تنشيط القراءة عند الطفل؟ وهل من الضروري أن نوازن بين حاجة الطفل إلى المعرفة وحاجته إلى اللعب؟
وأشارت الرندي إلى مشروع «تحدي القراءة العربي»، الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ودفعها إلى تأسيس «مبادرة أصدقاء المكتبة» التي انطلقت في عامها الثالث على المستوى العربي منذ ستة أسابيع.
أوضحت الرندي طبيعة مبادرتها، وحماسة الكتاب المشاركين فيها، وتطورها خلال السنوات الثلاث، ورعاية المجلس الوطني لها على مدى سنتين، والفائدة التي حصدتها، والمسابقة التي جرت على هامشها في ظل جائحة كورونا وشملت 12 دولة عربية، والمسابقات التي تجريها المبادرة في كل دورة، وبرنامج المبادرة الذي قدمته على قناة البوادي الثقافية، وأهمية التوجه إلى الإعلام في لعب دور مكمل.
وفي السياق، قدم أديب الطفل الأردني محمد جمال عمرو مدير تحرير مجلة وسام بوزارة الثقافة الأردنية، ورقة حول مبادرة «حكاية على حصيرة بحارتنا» التي أطلقتها الأستاذة صفاء عباسي في إحدى قرى إربد شمال الأردن.
العرض الرقمي المصاحب لورقة جمال عمرو أبرز بالصورة والكلمة تعريفا بصاحبة المبادرة صفاء عباسي، وهي من ذوي الهمم تعاني إعاقة حركية وتنفذ مبادرتها على كرسيها المتحرك وعلى عاتقها دون دعم فردي أو مؤسسي.
تناول عمرو في ورقته مدخلات المبادرة من قصص تحكى ورسم يحوي مضامين القصص يرسمه الاطفال، وحوارات ونقاشات حول تلك القصص المروية، تديرها عباسي مع جمهور المبادرة من الأطفال الذين يتجمعون من القرى المجاورة على حصيرة مصنوعة من بقايا القماش، يجلسون عليها في طريق فرعي أمام منزل عباسي، وتدخلهم بيتها في حالات المطر والبرد أو الحر الشديدين.
وعن مخرجات المبادرت، قالت عباسي إن الأطفال يكتسبون الجرأة وقوة الشخصية وسهولة التعامل مع الآخر، والإقدام والمبادرة حتى صاروا يعدون قصصا قبل حضورهم اللقاء ويحكونها لأصدقائهم من جمهور الأطفال الحضور.
وفي حوار معه أفاد عمرو بأنه آثر الحديث في الندوة عن هذه المبادرة بدل الحديث عن مبادراته الشخصية، دعما لصاحبة المبادرة ولأهداف المبادرة وجمهور المبادرة من الأطفال الذين حرمت مناطق سكنهم من المراكز الثقافية والمكتبات ووسائل الترفيه.
بدورها، أوضحت الكاتبة هبة مندني في مداخلتها أن أول سؤال يتبادر إلى ذهن جمهور هذه الندوة هو: لماذا اتجه كاتب معين للكتابة للطفل؟ علما أن هذا النوع من الأدب لا يحقق الشهرة المرجوة التي يحققها نظم الشعر أو كتابة الرواية.
وتحدثت مندني عن بداية تجربتها في الكتابة للأطفال، وكيف أن مد يد العون من قبل الزملاء من أدباء وخبراء في أدب الطفل أسهم في بناء مسيرتها الثقافية، وبناء أفكار لمبادرات وإسهامات أدبية أسهمت من خلالها في إثراء المكتبات المحلية والعربية.
كما أشادت مندني بالدور الكبير الذي تلعبه مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية في نجاح أي مبادرة ثقافية، ليكتمل مثلث التعاون المبادر الناجح متمثلا بالكاتب وزملائه من أدباء ومهتمين بثقافة الطفل والمؤسسات الداعمة، كما وجهت الكاتبة رسالة شكر لكل من دعمها منذ بداية مسيرتها من الزملاء الأدباء، ومنهم الضيوف الثلاثة الذين شاركوها في الندوة أمل الرندي ومحمد جمال عمرو ومحمد جراغ، وكذلك د.طارق البكري والأديب حمد الحمد، ومؤسسات الدولة كالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومجلس الأمة وجامعة الكويت.
بدوره، تطرق ناشر أدب الطفل الكاتب محمد جراغ إلى مبادرته التي سبق أن أطلقها في الكويت، والتي كانت عبارة عن مكتبة متنقلة، تقدم للأطفال خدمات المطالعة والأنشطة الثقافية المختلفة، والتي توقفت بسبب تعرضها لحريق أتى على محتوياتها.
وفي مداخلته وانطلاقا من مسؤوليته كناشر وكاتب للأطفال، تناول موضوعات أدب الأطفال التي شاعت مؤخرا في الغرب كالدعوة إلى المثلية وما شابهها، والتي راحت تلقي بظلالها على أدب الطفل العربي، ونبه إلى خطورتها وضرورة تحمل المسؤوليات تجاهها، ويشغل جراغ منصب نائب رئيس ملتقى ناشري كتب الأطفال.